الحدث

"سموم" على شكل مياه معدنية تسوق بالمحلات التجارية

تعرض لأيام تحت أشعة الشمس رغم تحذيرات المختصين من خطورة ذلك

يعرض عدد من التجار، هذه الأيام، مياها معدنية "خطيرة" للبيع تم وضعها لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، وهو ما يحولها إلى سموم، وذلك رغم تحذيريات المصالح المختصة وقرار وزارة التجارة المتمثل في منع بيع المياه المعدنية التي يتم عرضها للبيع تحت أشعة الشمس منعا باتا، نطرا لحجم المخاطر التي من شأنها أن تحوم حول صحة المستهلك في حال شربه مياها معدنية عن طريق قارورات بلاستيكية.

وقد ضرب مجموعة من التجار بتعليمات وزارة التجارة القاضية، بمنع تعريض قارورات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس، عرض الحائط، وراحوا يعرضونها للبيع بعد وضعها في أماكن مكشوفة للشمس، مبررين ذلك بانعدام المساحات الكافية داخل محلاتهم لاستيعاب سلعتهم، وهو ما وقفنا عليه أمس في جولة ميدانية قادتها إلى عدد من المحلات التجارية، حيث قام أصحاب محلات بيع المواد الغذائية وأصحاب الأكشاك متعددة الخدمات بتعريض المياه المعدنية للشمس الحارقة وبيعها للمواطنين دون تقيدهم بالإجراءات والشروط التي أوصت بها الجهات الوصية. 

يحدث هذا في وقت أطلقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك حملة "قف لا تسقني سما" من أجل التصدي لتجاوزات التجار والناقلين الذين يقومون بعرض ونقل المشروبات المعبأة في قارورات بلاستيكية بجميع أنواعها، وهذا تحت درجات حرارة مرتفعة جدا ما يتسبب في ظهور أورام لدى المستهلك. وتهدف الحملة التي تطلق كل سنة إلى توعية المستهلك وتحسيس وتوعية التاجر والمتعامل الاقتصادي والمصنع والناقل بخطورة الأمر، حيث تعنى في طبعتها الخامسة بنشر كل الصور التي لا تطابق معايير السلامة، وتفضح المعاملات المشبوهة للممونين والتجار. 

وفي سياق متصل فإنه رغم القوانين والتعليمات والقرارات المتعلقة بحماية المستهلك من كافة أنواع التسممات والأمراض التي قد تصيبه جراء تناوله مشروبات معرضة لأشعة الشمس، إلا أن جميع هذه القرارات والتعليمات يداس عليها ولا تطبق على أرض الواقع، ولا يجد ناقلو المياه المعدنية ومختلف المشروبات الأخرى أي مشكل في تحويلها من ولاية إلى أخرى، وتحت درجات حرارة عالية، دون تغطيتها، حيث يجتازون الحواجز من دون مراقبتها أو التحقق من مدى مطابقتها لسلسلة التبريد، في غياب سياسة واضحة لإحكام السيطرة على أصحابها وتضييق الخناق عليهم، كما أن أغلبية أصحاب شاحنات نقل وتوزيع المياه المعدنية والمشروبات الغازية، الذين تضاعف عددهم في الفترة الأخيرة، بعد أن تحول نقل المياه المعدنية إلى تجارة مربحة كونها تترأس قائمة المواد الأكثر تسويقا في فصل الصيف بسبب أزمة المياه التي تعصف بمختلف المناطق، فإنهم لا يحترمون قوانين وشروط سلسلة التبريد، ويخالفون أدنى شروط التخزين والنقل، والذي يتم في ظروف مخالفة تماما لشروط الصحة والسلامة.

من نفس القسم الحدث