الحدث

جزائريون يهبون لإعمار بيوت الله صباحا ويغزون الشواطئ مساء

يوم استثنائي بعد أكثر من خمسة أشهر من الحجر الصحي

 

غصت المساجد، مع أول يوم لإعادة فتحها، بالمصلين المشتاقين لبيوت الله، حيث لم يكن يوم أمس يوما عاديا بالنسبة للجزائريين الذين سمعوا أذان الظهر يرفع لأول مرة منذ أكثر من خمسة أشهر دون أن يردد المؤذن في الأخير عبارة "صلوا في بيوتكم"، ما جعل صلاة الظهر تعرف إقبالا قياسيا، بينما كانت الوجهة في المساء الشواطئ والمتنزهات وأماكن الراحة والتسلية والتي أعادت فتح أبوابها هي الأخرى لتعرف إنزالا بشريا لا مثيل له.

 

الجزائريون يهبون لإعمار بيوت الله والأئمة يذكرون بتدابير الوقائية

عرفت المساجد عبر الوطن إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين الذين هبوا لإعمار بيوت الله بعد أكثر من خمسة أشهر من الغلق، وعبر العديد من بلديات الوطن دخل المواطنون في رحلة بحث عن المساجد التي تضمن سعة أكثر من ألف مصل أعادت فتح أبوابها، حيث كانت أول صلاة ظهر تقام بهذه الأخيرة بمثابة فرج من عند الله. 

وقد أبان العديد من المواطنين عبر أكثر من بلدية بالعاصمة التزاما كبيرا بالتدابير الوقائية المفروضة ضمن البرتوكول الصحي لإعادة فتح المساجد، في حين سجلت بعض التجاوزات التي يمكن التحكم فيها في الأيام المقبلة. ولم تفتح بيوت الوضوء في جل المساجد التي تم إعادة فتحها، كما التزم المصلون بجلب "سجادات الصلاة من بيوتهم" مع ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، والذي دفع بجموع المصلين في عدد من المساجد التي لم تتمكن من استيعاب الضغط مع أول يوم لإعادة فتحها، للصلاة في الساحات الخارجية.

من جهتهم، حرص أغلب الأئمة على إقامة خطبة قصيرة قبل إقامة أول صلاة في المساجد بعد إعادة فتحها من أجل تحسيس المصلين بأهمية الالتزام بالتدابير الوقاية التي تضمن وحدها عدم إعادة غلق بيوت الله مرة أخرى، مذكرين المواطنين بالشروط الوقائية المفروضة ضمن البروتوكول الصحي.

التباعد و"صلاة المسنين" أبرز التجاوزات التي سجلت بالمساجد

وعن التجاوزات التي سجلت في أول يوم لإعادة فتح المساجد، رصدنا البعض منها والتي تمثلت أساسا في التباعد الجسدي، حيث أدى الإقبال الكبير على البعض من مساجد العاصمة إلى إقامة الصلاة مع ضمان أقل من متر من التباعد بين المصلين، في حين سجلت تجاوزات فيما يتعلق بقرار عدم دخول المصلين من أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين، حيث كان هؤلاء في الصف الأول ولم يلتزموا بتوصيات ضرورة الصلاة في منازلهم حفاظا على سلامتهم. بالمقابل، فقد عرف إجراء ارتداء الكمامات من المصلين التزاما تاما، شأنه شأن استعمال السجادات الفردية، بينما أكد أئمة ولجان تسيير المساجد أنه سيتم العمل، في الأيام المقبلة، على تقليل ومنع أي تجاوزات حدثت في اليوم الأول، مع مناشدة المصلين الالتزام بما جاء في البروتوكول الصحي بحذافيره.

إنزال بشري على الشواطئ وأماكن الاستجمام لتعويض ما فات من موسم الاصطياف

بالمقابل، فقد عرفت الشواطئ وأماكن الراحة والاستجمام، أمس، إنزالا بشريا لعائلات سارعت لتعويض ما فاتها من موسم الاصطياف الذي افتتح متأخرا هذه السنة بسبب الأزمة الصحية. وقد شهدت الطرقات والمسالك المؤدية إلى الشواطئ اكتظاظا كبيرا، حيث تطلب الوصول إلى بعض الشواطئ في العاصمة، على غرار شواطئ الجهة الغربية، ساعات بسبب طوابير السيارات، ما تسبب في اكتظاظ حتى بالطرقات السريعة. وما زاد من حدة الاكتظاظ على أماكن الراحة، هو درجات الحرارة المرتفعة التي سجلت أمس، وكذا تزامن أول يوم لفتح هذه الأخيرة مع يوم عطلة، وهو ما كان سانحا للأسر التي عانت من الحجر الصحي المنزلي خاصة الأسر التي تملك أطفالا صغارا.

"لا وعي" المصطافين يصعب مهمة الأجهزة الأمنية في تطبيق البرتوكول الصحي

وعكس المساجد، فإن تجاوزات بالجملة عرفتها الشواطئ وأماكن الراحة والترفيه خلال اليوم الأول لإعادة فتحها. فرغم تجند مختلف الأجهزة الأمنية من شرطة ودرك وحماية مدنية وحتى جمعيات مجتمع مدني، على غرار الكشافة الإسلامية، من أجل ضمان احترام تدابير الوقاية في الشواطئ، إلا أن الإقبال الكبير والضغط تسبب في بعض التجاوزات، حيث أبان المصطافون خاصة من فئة الشباب والمراهقين تراجعا كبيرا في الوعي، وهو ما صعب من مهمة أعوان الأمن الساهرين على تطبيق التعليمات فيما يتعلق بالبرتوكول الصحي المرافق لإطلاق موسم الاصطياف المتأخر. 

وقد رفض العديد من المصطافين، أمس، لبس الكمامات الواقية بحجة أنها تضايقهم أثناء تواجدهم بالشواطئ، في حين لم يظهر أي أثر للتباعد الجسدي بين هؤلاء المصطافين والذين نصب الكثير منهم شمسياتهم جنبا إلى جنب دون ترك مسافة متر ونصف على الأقل، خاصة خلال الفترة المسائية التي شهدت فيها الشواطئ اكتظاظا كبيرا.

من جهتهم، اشتكى عدد من المصطافين من غياب التنظيم في عدد من الشواطئ، حيث لم يتم توفير أي شروط لإعادة فتح هذه الأخيرة والتي عرفت، حسبهم، فوضى كبيرة بدءا من عدم تخصيص مساحات للركن وصولا إلى عدم تخصيص أعوان لتنظيم دخول وخروج المصطافين، كما لم يتم بعدد من الشواطئ احترام إجراء قياس درجة الحرارة للمصطافين قبل دخولهم الشواطئ، ولم يتم أيضا في العديد من الشواطئ تخصيص أماكن لرمي الكمامات الواقية والتي قام بعض المصطافين برميها في رمال الشواطئ، في مظهر كارثي شهدته عدد من هذه الأخيرة بالعاصمة، على غرار شاطئ خلوفي بمقاطعة زرالدة بالعاصمة.

من نفس القسم الحدث