الحدث

الطرقات تعيش اختناقا كبيرا بالولايات الساحلية!

تعديل الحجر يخلق حركية بالمدن الكبرى وإعادة فتح الشواطئ سيؤزم الوضع المروري

 

تعرف الولايات الساحلية على وجه التحديد هذه الأيام حركية كبيرة بعد تعديل مواقيت الحجر الجزئي، وهو ما أدى إلى عودة اكتظاظ الطرقات حتى ساعات متأخرة إلى الواجهة، الأمر المنتظر أن يتضاعف أكثر بعد دخول قرار إعادة فتح الشواطئ أمام المصطافين حيز التنفيذ، وهو ما يتطلب مخططا أمنيا محكما للتقليل من ظاهرة اكتظاظ الطرقات التذي بات يؤرق الجزائريين كل فصل صيف.

 

عوامل اجتماعية اقتصادية وحتى نفسية تتسبب في اكتظاظ كارثي بالطرقات هذه الأيام

ورغم أن قرار إعادة فتح الشواطئ لم يدخل حيز التنفيذ بعد، إلا أن تعديل مواقيت الحجر الصحي بأغلب الولايات الساحلية أدى إلى عودة الاختناق في حركة المرور بهذه الولايات، وفي مقدمتها العاصمة، حيث يعيش أصحاب السيارات في أوقات الذروة وحتى ساعات متأخرة كابوسا حقيقيا بسبب الاكتظاظ، وعاد الازدحام ليصبح أكبر هاجس للمواطنين في تنقلاتهم اليومية، في انتظار أن يتعقد الوضع أكثر عند فتح الشواطئ، وهو ما سيؤدي إلى وضع مروري كارثي بالبلديات الساحلية، حيث تعيش الولايات والبلديات الساحلية كل فصل صيف وضعا كارثيا فيما يتعلق بالحركة المرورية، إذ تكتظ الطرقات والمحاور المؤدية إلى أماكن التسلية والشواطئ طيلة الأسبوع، غير أن الوضع هذه السنة قد يكون أشد تعقيدا بسبب تأجيل موسم الاصطياف وحصره في أقل من شهر واحد، وهو ما يجعل الإقبال على الشواطئ ومنه الاكتظاظ يتضاعف مرتين، أضف إلى ذلك العامل النفسي، فالجزائريون الذين أجبروا على البقاء في منازلهم لأزيد من أربعة اشهر خرجوا هذه الأيام للترويح عن النفس، وهو ما خلق اكتظاظا يمتد إلى الحادية عشرة ليلا، توقيت دخول الحجر الصحي اليومي حيز التطبيق. 

من جانب آخر، هناك عامل اقتصادي يدخل أيضا في تفسير حالة الطرقات هذه الأيام، فالتجار الذين تكبدوا خسائر فادحة بسبب أزمة كورونا والذين كانوا في وقت سابق يغلقون محلاتهم باكرا، بات معظمهم يستمرون في العمل إلى غاية آخر ساعة من توقيت الحجر الصحي المعمول به، وهو ما أنعش الحركية التجارية أيضا في أغلب البلديات بالعاصمة والمدن الكبرى هذه الأيام لتعويض الخسائر الماضية.

هذه المحاور والنقاط السوداء التي يشتد فيها "السيركولاسيون" بالعاصمة هذه الأيام

 ومن خلال ما لاحظناه في طرقات العاصمة هذه الأيام، فإن حركة المرور تشتد في الفترة الصباحية على مسافة طويلة من المدخل الشرقي وصولا إلى وسط العاصمة، حيث تسير المركبات القادمة من الناحية الشرقية للعاصمة ببطء شديد، وهو الأمر الذي يتكرر في الصباح والمساء قبيل بدء الحجر الصحي في الحادية عشرة مساء.

ولا يقتصر الازدحام على محور شرق العاصمة فحسب، بل يشمل العديد من النقاط السوداء على غرار شوفالي - بوزريعة، باب الوادي - ساحة الشهداء، البريد المركزي - ساحة أول ماي، بن عكنون - الأبيار - العاشور، عين الله - دالي ابراهيم - الشراڤة، حيث يشتد الازدحام داخل النسيج العمراني على مستوى المحور الممتد بين مركز بئر مراد رايس ومحولها، باعتباره أحد مداخلها ومخارجها الرئيسية، والذي يربطها مع غرب البلاد مرورا بمدينة البليدة، كما يتصل هذا المحول مع الحزام الجنوبي الذي يلعب دورا مهما في الربط بين الجزء الشرقي للعاصمة مع جزئها الغربي دون المرور بوسط المدينة، وكذلك على مستوى عدة نقاط أخرى، منها شاطوناف - الأبيار، وادي كنيس - القبة، ومن المنتظر أن يتفاقم الوضع بعد فتح الشواطئ على مستوى البلديات الساحلية كسطاوالي وعين البنيان وزرالدة، والتي تعرف عادة خلال فصل الصيف اكتظاظا كبيرا في الطرقات المؤدية إلى الشواطئ. 

وحتى أماكن التسلية والترفيه لن تسلم من الوضع الكارثي، خاصة الطريق المؤدية إلى منتزه الصابلات والطريق المؤدية إلى حديقة الحامة وغابة بوشاوي. 

وهو وضع يتكرر طيلة ساعات النهار وحتى في الليل، ما يخلق معاناة حقيقية للأسر التي يتطلب وصولها إلى أماكن الاستجمام ساعات وساعات من الانتظار في زحمة المرور.

ارتفاع مرتقب في حوادث المرور ودعوة لتشديد الردع وتفعيل حملات التحسيس

بالمقابل، فإن عودة الحركية إلى المدن الكبرى وإعادة فتح الشواطئ من شأنها أن ترفع حوادث المرور مرة أخرى، والمرتبطة بتجاوزات وممارسات تحدث في الولايات الساحلية تحديدا والطرقات القريبة من الشواطئ من طرف بعض الشباب المتهورين، حيث تؤكد الأرقام المسجلة لحوادث المرور ببلادنا أن فصل الصيف هو أكثر فترات السنة تسجيلا لحوادث المرور، نظرا لارتفاع حجم الحركة على مستوى طرقات الشريط الساحلي، وهو ما يستدعي تجندا من مصالح الأمن من أجل ردع هؤلاء المخالفين والمتسببين في مجازر الطرقات، بالإضافة إلى تكثيف الحملات التحسيسية على مستوى الولايات الساحلية وعلى مقربة من الشواطئ، من أجل حث المصطافين على احترام قانون المرور، خاصة عدم الإفراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة التي تعد المتسبب رقم واحد في الحوادث، في حين من الضروري أن تستهدف هذه الحملات كل شرائح المجتمع وبصفة خاصة الشباب، باعتبار أن هؤلاء يعدون الشريحة الأكثر تسببا في الحوادث خاصة في فصل الصيف تحديدا.

من نفس القسم الحدث