الحدث

تجاوزات بالجملة داخل محطات الوقود خلال فصل الصيف

باتت تهدد السكان القريبين منها

 

تشكل محطات الوقود المتواجدة داخل النسيج العمراني خلال فصل الصيف خطرا حقيقيا على السكان، فزيادة على درجات الحرارة المرتفعة والتي تعد عامل خطر بالنسبة لهذه المحطات، فإن التجاوزات التي يتسبب فيها العاملون بهذه الأخيرة وحتى الزبائن قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهو ما يجعل قضية إبعاد محطات الوقود عن التجمعات السكانية مطلبا يتجدد كل فصل صيف.

وتعرف العديد من محطات الوقود خاصة التابعة للخواص والتي توجد داخل النسيج العمراني في العديد من بلديات الوطن، وضعا كارثيا يتضاعف خلال فصل الصيف، خاصة بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وهو ما يمثل عامل خطر حقيقيا بهذه المحطات. 

وفي جولة قادتنا إلى بعض محطات الوقود بالعاصمة، وقفنا على العديد من التجاوزات يتحدث عنها عمال المحطات وحتى الزبائن، حيث اعتبر عدد من المواطنين لـ"الرائد" أن تواجد المحطات قريبة من التجمعات السكانية خطر محدق يتطلب التحرك السريع من طرف السلطات المعنية لحماية السكان، خاصة أن هناك محطات لا تعبئ فقط الوقود بل تهتم بتعبئة قارورات غاز البوتان المستعملة، وهو ما يشكل خطورة كبيرة، خاصة أن بعض المواطنين غير واعين بقواعد السلامة، ويعمدون إلى جر قارورات الغاز ودحرجتها لمسافات، ما قد يتسبب في انفجارها في أي لحظة. 

واشتكى زبائن محطات الوقود أيضا من ممارسات العمال داخل هذه الأخيرة، حيث لا يحترم هؤلاء بحد ذاتهم إجراءات السلامة ويطالبون الزبون باحترامها، مشيرين أن هناك بعض المحطات فيها مقاه ومحلات خدماتية يقوم الزبائن بتدخين السجائر فيها بشكل عادي واستعمال الهواتف النقالة، رغم أن هذا أمر من المفروض أنه ممنوع داخل المحطات، خاصة إذا تعلق الأمر بمحطات ضيقة المساحة. وعن الممنوعات داخل محطات الوقود، أكد عدد من عمال محطة البنزين الخاصة المتواجدة ببلدية جسر قسنطينة أن أهم إجراءات السلامة الواجب اتباعها عدم استعمال الضوء وولاعات السيجارة أو الهاتف النقال ووقف تشغيل المحرك. 

غير أن المواطنين، يضيف هؤلاء العمال، يرفضون الالتزام بهذه الضوابط، بحجة أن سياراتهم معطلة وأن إطفاءها سيحول دون تشغيلها مجددا أو أنهم منشغلون. وأضاف المتحدثون أنه ينبغي التنسيق مع مصالح الشرطة لفرض الحماية للمحطات، خاصة بعد نشوب شجارات بين الزبائن وعمال المحطة، وهو ما يصل أحيانا إلى اعتداءات على عمال المحطة وحالات سرقة. 

وعن إجراءات السلامة، أكد العمال أنهم يتكفلون بإخماد الحريق بالمطفآت المتوفرة إلى حين وصول مصالح الحماية المدنية، مبرزين أن نظام تفريغ البنزين في الخزانات مزود بآلات تسمى "كلابر"، تغلقها "أوتوماتيكيا" في حال نشوب حريق. مؤكدين أنه من الناحية النظرية، الأضرار ستقتصر على آلات التوزيع فقط. 

غير أن نفس العمال أكدوا أن بعض مسؤولي المحطات أيضا لا يتبعون إجراءات السلامة اللازمة، حيث يواصل بعضهم عملية توزيع الوقود على الزبائن، في الوقت الذي تقوم الشاحنة بتفريغ البنزين في الخزانات، رغم أن إجراءات السلامة تنص على ضرورة الانتظار ساعة كاملة بعد التفريغ في الخزانات لمباشرة العمل، وهو ما يهدد، حسبهم، سلامة المحطة والمعدات ومركبات الزبون، مؤكدين أن بعض المحطات تفتقر للتغطية، ما من شأنه توفير الظل لعداد التوزيع الذي يجنبه نشوب حريق في فترات الحرارة القصوى.

من نفس القسم الحدث