الحدث

استمرار رداءة مياه الحنفيات والمياه المعدنية تتحول إلى "ذهب أزرق" ؟!

الإقبال عليها أصبح أكثر من الإقبال على الحليب والخبز

 

لا يزال المواطنون في العديد من بلديات الوطن، منها بلديات العاصمة، يستهلكون مياه حنفيات رديئة، وهو ما يجعل الإقبال على المياه المعدنية ومياه المنابع يتضاعف كل فصل صيف، ما يمثل فاتورة مياه إضافية على كاهل الأسر.

 

في جولة قادتنا إلى بعض المحلات التجارية لمعرفة مدى الطلب على المياه المعدنية، أكد أغلب التجار أنها تحولت، في السنوات الأخيرة، خاصة في فصل الصيف، إلى أهم المواد الاستهلاكية، بل الأكثر طلبا من طرف الزبائن المستهلكين، سواء بالنسبة للعائلات أو المصطافين وحتى الفنادق والمطاعم، بل وصل بعض التجار إلى نعت هذه المياه المعلبة بالذهب الأزرق عندما أكدوا أنها أصبحت مستهلكة أكثر من الحليب، وحتى المشروبات بكل أصنافها لا يمكن أن تحل محل ما يتم بيعه يوميا من "قارورات" الماء رغم الثقل المادي الذي يقع على عاتق المواطن من مصاريف إضافية.

وعن أسباب هذا الإقبال، تؤكد جمعيات حماية المستهلك أنها تتلقى بشكل دوري شكاوى تتعلق برداءة مياه الحنفيات في العديد من ولايات الوطن منها العاصمة، حيث بات الشرب من ماء الحنفية أمرا مستحيلا بالنسبة لأغلب الجزائريين. ويشتكي المواطنون من تغير طعم مياه الحنفيات وتغير اللون في مرات أخرى، كما يشتكون من طعم الكلور المبالغ فيه في المياه التي تصل حنفياتهم، وهو ما يجعلهم يعزفون عن شرب هذه المياه خوفا على صحتهم، متوجهين إلى المياه المعدنية، فيما تبقى مياه الحنفيات تستهلك في الغسيل والأمور الأخرى، غير أن مؤسسات توزيع المياه بالجزائر منها مؤسسة سيال والجزائرية للمياه لا تزال تؤكد أن المياه التي توزعها صالحة للشرب، حيث أوضحت الشركتان في أكثر من مناسبة أن المياه المعالجة الموزعة على الزبائن مراقبة بطريقة ممنهجة وبطريقة آلية 24سا/24سا من نقطة تجميع المياه، سواء مياه جوفية أو من محطات المعالجة إذا تعلق الأمر بالمياه السطحية، كما تتم مراقبة إضافية على مستوى محطات الضخ بالخزانات وأبراج المياه، فضلا عن شبكات التوزيع إلى غاية عدادات الزبون، معتبرة أنه فيما يتعلق بتغير اللون والطعم فتسجل مثل هذه الحالات تزامنا وارتفاع درجات الحرارة الشديدة أحيانا والتي لها علاقة بنمو الطحالب الموسمية، خاصة في فصل الصيف، فرغم الطعم الذي تتركه إلا أن ذلك لا يؤثر على الصحة.

وهو ما يطرح التساؤل أين مكمن الخلل، هل في المواطن الذي ربما اعتاد طعم المياه المعدنية وبات يعتبر مياه الحنفيات ذات مذاق رديء أم في مؤسسات التوزيع؟.

من نفس القسم الحدث