الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
حذر خبراء أمنيون من تبعات أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل برمتها، بعد أن تتحول ليبيا الى ساحة حرب بالوكالة بين القوى العظمى.
ويرى الخبير الأمني، أحمد ميزاب في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس أن "التدخلات العسكرية الاجنبية لن تقود ليبيا الى بر الأمان بل ستكون اول خطوة نحو تفجير المنطقة برمتها وبمثابة انتحار حقيقي" داعيا إلى العودة الى لغة العقل والحوار، لتهدئة الأوضاع بدل الذهاب إلى حرب مفتوحة سيدفع دول الجوار ثمنها غاليا".
وأضاف أنه " مع التعقيدات الميدانية والتصعيد العسكري الأخير لن تتحمل ليبيا المزيد من "العسكرة" بتسليح بعض القبائل، لأننا أمام نموذج غير عادي سواء من ناحية حجم الصراع بين طرفي النزاع في ليبيا، أو من حيث عدد الميليشيات بعد استقدام مرتزقة أو من حيث انتشار السلاح، أو حتى من حيث الواقع الاقليمي مع تواجد جماعات ارهابية تسعى لتستثمر في الفوضى".
وهو ما يؤكده الخبير الأمني العربي الشريف لوكالة الأنباء الجزائرية حيث أوضح أن " أي سلاح خارج رقابة مؤسسات الدولة يشكل خطرا ليس على ليبيا فقط بل على جيران ليبيا بمن فيهم مصر" والأكثر "أن تسليح طرف ثالث في ليبيا، التي تعيش فوضى عارمة سيعمق الأزمة ويطيل عمرها، وتتضاءل معه فرص التسوية السياسية"، ونبه العربي الشريف إلى خطر التدخلات العسكرية الأجنبية و الزج ببعض القبائل الليبية في "مستنقع التسليح " لافتا إلى أن " تسليح القبائل لن يكون حلا كما تعتقد بعض الأطراف بل سيقود نحو انهيار الدولة في ليبيا" محذرا من تبعات هذه الخطوة على المنطقة, التي ستصبح حينها مرتعا للجماعات الإرهابية بمختلف انتماءاتها".
وأشار الخبير في القضايا الأمنية بن عمر بن جانة إلى" ان القبائل يصعب التحكم فيها بعد تسليحها في غياب تأطير سياسي، ما يهدد بحرب اهلية حقيقة بين القبائل ستقضي على المجتمع الليبي وتصدر الأزمة إلى خارج الحدود "، مشيرا إلى انه ينبغي على الفرقاء الليبيين قراءة التاريخ وتقصي الواقع"، واستطرد أنه "لا يوجد بلد دخلته قوى أجنبية الا وكان مصيره الدمار ولنا في العراق وسوريا أكبر الدروس" قائلا " أن إسكات صوت البنادق والعودة إلى طاولة الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي انهيار ليبيا".
وكانت الجزائر قد أعربت الأحد الفارط على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن أسفها " لمحاولات أطراف إقحام بعض القبائل الليبية في حمل السلاح"، وقال الرئيس أنه " إذا حملت القبائل الليبية السلاح ستصبح (ليبيا) صومال جديدة"، كما شدد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم خلال زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو الأربعاء الفارط أنه "لا حل للازمة الليبية بلغة الدبابات والمدافع بل حلها يكون عبر الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات".
هذا وقد أعربت عدة قبائل ليبية عن رفضها لدعوات التسليح والزج بالجيش المصري في الأزمة الليبية بعد أن فوض مجلس النواب الليبي بقيادة صالح عقيلة الجيش المصري للتدخل لحماية الأمن القومي للبلدين في حال رأت هناك خطر داهم وشيك يطال أمن البلدين"، كما سبق لوزير الخارجية صبري بوقادوم من تصرفات قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا داعيا جميع الأطراف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها ، إذ صرح الوزير لقناة "روسيا اليوم" بمناسبة زيارة العمل التي قام بها إلى موسكو "نحن مصرون على إقناع جميع الأطراف على ضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية والسيادة الكاملة لليبيين كما نحثهم على أن يكونوا يقضين فيما يخص بعض التصرفات التي قد تؤدي طوعا أم لا الى تقسيم ليبيا".
وأكد خلال هذا الحوار الذي عنونته القناة (الجزائر ... حراك دبلوماسي لحل الأزمة الليبية)، أن الجزائر تعمل عبر ديبلوماسيتها من اجل إقناع جميع الأطراف في ليبيا بضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها.
وتطرق المسؤول ذاته إلى المقاربة الجزائرية لحل الازمة الليبية والتهديدات التي قد تطال من جرائها دول جوار ليبيا المباشر (الجزائر مصر وتونس) أو الجوار الكبير كالتشاد والنيجر والسودان وحتى مالي التي أثر الوضع الليبي عليها بشكل كبير.
وأوضح أن "مقاربة الجزائر للحل المزمع في ليبيا معروفة وهي مبنية على الحل السياسي.. نحن نؤكد عليها دائما مع جميع الشركاء في العالم ولحد اليوم لم يرفضها أحدا"، وأضاف "نحن مصرون على ان يقتنع جميع الشركاء وجميع الفرقاء والأطراف المعنية بالملف الليبي بضرورة حل سياسي في ليبيا" مؤكدا أن المقاربة الجزائرية ليست مبنية على "تنافس مع المبادرات الأخرى لكنها لا تختلف مع مبادئ مؤتمر برلين الذي شاركت فيه الجزائر وكذا جميع الأطراف الليبية ".
وأوضح أن مقاربة الجزائر مبنية على ثلاثة مبادئ وهي " الحل السلمي مع رفض الحل العسكري، وقف إطلاق النار والشروع في المفاوضات مع رفض كل التدخلات الخارجية ورفض تدفق الأسلحة واحترام حظرها على ليبيا".
وأشار وزير الخارجية في المنحى ذاته إلى "تقارب موحد بين الجزائر وتونس وكذلك نوعا ما مع مصر بخصوص الحل في ليبيا " مبرزا التحديات والتهديدات التي يفرضها الوضع هناك على الامن القومي لجميع الجيران بما فيها الجزائر.