الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تشهد ولايات الجنوب، هذه الأيام، ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض الولايات الـ 49 درجة مئوية، ما جعل السكان يعانون معاناة قد تستمر طيلة فصل الصيف.
ففي ظل استمرار الحجر الصحي في عدد من هذه الولايات ورفعه عن ولايات أخرى، فإن سكان الجنوب سيعيشون هذه الصائفة وضعا استثنائيا أشد قسوة من السنوات الماضية بسبب ثالوث الحرارة، نقص الخدمات وفيروس كورونا، فإلغاء موسم الاصطياف بالولايات الشمالية حرم آلاف العائلات التي كانت تنزح إلى الشمال من أجل قضاء العطلة، بينما تبقى البدائل غائبة في هذه الولايات التي تعاني من نقص أماكن الترفيه.
يكابد سكان ولايات الجنوب كل صائفة معاناة مريرة في يومياتهم، حيث تعرف كل القطاعات بهذه الولايات نقصا فادحا في الخدمات، فضلا عن انعدامها في الكثير من المناطق، خصوصا البعيدة.
وقد ضاعفت الأزمة الصحية هذه السنة من معاناة سكان الجنوب، فعبر الولايات التي لا تزال تخضع لحجر صحي جزئي يعيش السكان معاناة كبيرة لقضاء مصالحهم، في ظل مخاوف مستمرة من انتشار فيروس كورونا المستجد بهذه الولايات.
ولا يزال العديد من سكان الجنوب يطبقون حجرا منزليا إجباريا، ليس خوفا من كوفيد 19 فقط وإنما بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي عبر أغلب الولايات، ما يعني أن السكان الذين كانوا يلازمون منازلهم في فترات النهار ويخرجون لقضاء مصالحهم في فترة ما بعد المغرب، فإنه بسبب الحجر الصحي باتوا مجبرين على البقاء في منازلهم طيلة النهار وحتي الليل وهو ما حرم بعض السكان حتي من اقتناء حاجياتهم اليومية من المواد الغذائية وهو ما أدى لبروز دعوات بعدد من الولايات التي لا تال تخضع للحجر الصحي الجزئي على غرار ورقلة، بشار، أدرار والوادي لتكييف توقيت الحجر مع المعطيات الحالية منها الارتفاع القياسي في درجات الحرارة حيث دعا السكان لجعل أوقات حظر التجوال في فترات ذروة الحرارة وإزالة قيود التنقلات في فترة ما بعد المغرب حتي يتسنى للسكان قضاء حاجياتهم في درجات حرارة أقل نوعا ما من تلك التي تسجل خلال فترات النهار.
بالمقابل فإنه وعبر الولايات التي تم بها رفع الحجر الصحي فإن السكان يعيشون حجرا صحيا إجباريا بسبب درجات الحرارة المرتفعة وغياب أي أماكن ترفيه يمكن أن يقصدوها، وذلك بسبب القيود التي لا تزال مفروضة على مثل هذه الأماكن، ولا تكاد تختلف حياة المواطنين في أغلب مدن وقرى ولايات الجنوب في التعامل مع الدرجات القياسية في الحرارة التي تجتاح المنطقة كل فصل صيف.
ونظرا لنقص مرافق الترفيه ووسائل التبريد، على غرار ضعف تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي اللازم لتشغيل المكيفات الهوائية، وقلة المسابح العمومية المراقبة، وكذا انعدام أماكن التسلية والمدن المائية، فإن سكان ولايات الجنوب يضطرون كل صيف لمغادرة مساكنهم، إما باتجاه الجارة تونس كما هو الحال بالنسبة للكثير من سكان ولاية الوادي الواقعة على الحدود، أو التنقل إلى ولايات الشمال للاستمتاع بزرقة البحر والسباحة فيه، وكذا عذوبة المياه والمناخ الرطب، وهو الأمر غير الممكن هذه السنة بسبب الأزمة الصحية. فموسم الاصطياف في ولايات الشمال لا يزال مؤجلا، بينما لا تزال الملاحة الجوية والبحرية معلقة، وهو ما يعني أن سكان ولايات الجنوب سيحبسون في ولاياتهم التي تفتقر لأدنى وسائل الترفيه وفي درجات حرارة تتعدى في أحيان كثيرة الخمسين درجة مئوية.