الحدث

أزمة مياه تتفاقم بهذه الولايات والسكان في الشارع ؟!

في سيناريو بات يتكرر كل صائفة

 

تعرف العديد من ولايات الوطن، هذه الأيام، أزمة مياه دفعت بالسكان إلى الخروج للشارع من أجل الاحتجاج، وأجبرت السلطات العمومية على التدخل من أعلى المستويات لمحاولة اصلاح الوضع، لتبقى أسباب هذه الأزمة تتباين حسب كل ولاية بين ضعف الطاقة الإنتاجية لمؤسسات التوزيع وبين التوصيلات العشوائية والتبذير والتسريبات التي باتت تؤثر على التزود بالماء الصالح للشرب لعدد كبير من الجزائريين.

 

تفاقمت أزمة مياه الشرب، هذه الأيام، في العديد من ولايات الوطن لدرجة أن سكان عدد من المناطق خرجوا، في الأيام الماضية، في وقفات احتجاجية للمطالبة بتحسين تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، بينما تحركت السلطات العمومية ممثلة في مؤسسات التوزيع وكذا الوزارة الوصية التي أمرت مؤخرا بإيفاد لجان تحقيق للعديد من ولايات الوطن من أجل الوقوف على عملية توزيع المياه الصالحة للشرب بهذه الولايات المتضررة. ووصل الأمر في عدد من الولايات لإقالة مديري مؤسسات التوزيع نتيجة سوء تسييرهم للأزمة.

وهران أكثر الولايات تضررا من أزمة المياه حاليا

وتعد ولاية وهران حاليا من أكثر الولايات تضررا من أزمة المياه، حيث تشهد أغلب بلديات الولاية منذ حوالي شهر خاصة الشرقية منها وجزء من غرب عاصمة الولاية وجنوبها، أزمة عطش جراء توقف تام للتزود بالماء الصالح للشرب الذي يتواصل أحيانا لأكثر من أسبوع، ما جعل عددا من المواطنين ينظمون العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر الولاية، للمطالبة بتدخل الوالي، في حين أوضحت مؤسسة توزيع المياه بالولاية أن  أهم الأسباب التي أثرت على عملية التزود مؤخرا تعود لتراجع نسبة إنتاج محطة تحلية المياه بالمقطع التي لم تتعد عتبة 360 ألف متر مكعب يوميا، عوض 440 ألف متر مكعب وذلك منذ منتصف شهر أفريل، بعجز بقدر بـ80 ألف متر مكعب، وأن الطاقة الإنتاجية للمحطة تقدر بـ500 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما أثر على التوزيع بالولاية.

إجراءات استعجالية لاحتواء أزمة العطش بتيزي وزو

من جانب آخر، تعرف ولاية تيزي وزو هي الأخرى أزمة عطش في عدد من القرى هذه الأيام، وهو ما مثل موضوع احتجاج للسكان ودفع وزارة الموارد المائية إلى إيفاد لجنة وزارية برئاسة الأمين العام للوزارة، للوقوف على وضعية الخدمة العمومية للمياه. وتعد قرى عرش فريقات، وقرى بلديات مكيرة وتيزي غنيف من أكثر المناطق تضررا من أزمة المياه بالولاية، حيث تجف الحنفيات لأسابيع متتالية ولا تسيل سوى لسويعات في يوم واحد كل أسبوعين أو أكثر، وهي الكميات التي لا تلبي الحاجيات اليومية للعائلات، خصوصا أن موسم الأمطار كان شحيحا هذه السنة والآبار والينابيع لم تعد تكفي حاجتهم من هذا المورد الحيوي. وهو ما جعل سكان هذه القرى يحتجون، مؤكدين أن الوضع أصبح لا يطاق وعلى السلطات إيجاد حلول سريعة.

بلديات بولاية البليدة تعيش نفس السيناريو

وليس بعيدا عن العاصمة، تعرف بلديات بولاية البليدة هي الأخرى هذه الأيام أزمة تذبذب في توزيع المياه الصالحة للشرب، منها بلدية مفتاح التي تشهد نقصا فادحا في هذه المادة الحيوية وانقطاعات متكررة تدوم أكثر من أسبوع، مردها التسربات الكبيرة المسجلة بعدة قنوات ضخ رئيسة وشبكات توزيع، حيث تستمر هذه الظاهرة التي أرهقت السكان مع حلول فصل الصيف. 

وعبّر سكان أغلب أحياء مفتاح عن استيائهم الكبير من هذه الظاهرة التي تجبرهم على اقتناء صهاريج المياه المتنقلة بأثمان باهظة للحصول على هذه الثروة الطبيعية، داعين السلطات المحلية والهيئات المشرفة على تسيير قطاع المياه بالمنطقة إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذا الكابوس الذي نغص حياتهم اليومية. كما طالبوا بتحسين خدمات التزويد بمياه الشرب من خلال اعتماد نظام توزيع يسمح بوصول هذه المادة الاستراتيجية إلى كل العائلات على مستوى أحياء البلدية، دون تسجيل أي اختلال أو تذبذب في شبكات الضخ وقنوات التوزيع.

أزمة العطش تقيل مسؤولين بولاية الجلفة

وبولاية الجلفة فإن أزمة المياه دفعت بوزير الموارد المائية والري، أزقي براقي، إلى إنهاء مهام مدير الجزائرية للمياه بالولاية مع إيفاد لجنة تحقيق رفيعة المستوى للنظر في مشكل المياه بالولاية. وتعاني هذه الأخيرة من أزمة مياه خانقة منذ عدة أسابيع وسببها، حسب ما أكده الوزير، سوء التسيير رغم توفر المياه الجوفية بالمنطقة، بالإضافة إلى تأخر إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بقطاع المياه بهذه الولاية.

مياه راكدة وبطعم التراب لسكان ولاية عنابة

من جانب آخر، فقد تجددت أزمة المياه بولاية عنابة هذه الصائفة أيضا، حيث يشتكي سكان الولاية من ظاهرة شح الحنفيات، أو مياه راكدة برائحة وطعم التراب، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون على أنها ظاهرة مقلقة تهدد الصحة العمومية، وبإمكانها أن تحدث كارثة وبائية وسط سكان المدالخ الذين سئموا هذا الوضع أمام تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم المشروعة، التي تقتصر فقط على مياه صالحة للشرب، مؤكدين أن الإجراءات التي اتخذت سابقا عندما كانت الولاية تعاني أزمة خانقة لم تتمكن من ضمان تزويد كافة السكان بمياه صالحة للشرب، وهو ما أعاد طرح سيناريو الأزمة مرة أخرى.

التوصيلات العشوائية تحرم سكان ولاية أدرار من الماء

من جانبهم، يعاني المواطنون بعدة أحياء وقصور بولاية أدرار، من غياب المياه الصالحة للشرب من الحنفيات، بعضها بسبب أعطاب روتينية تعرفها الشبكة، وبعضها الآخر يتسبب فيها العامل البشري عن طريق الربط العشوائي للشبكة، في حين غيره يشتاق إلى قطرة ماء تجري في حنفيته لا تصل إليه إلا بشق الأنفس.

ورغم تدشين خزان مائي جديد بسعة 30 ألف لتر الذي يزود البلدية والقصور المجاورة لها، وفق برنامج توزيع يشمل جميع القصور، إلا أن الإشكال لا يزال قائما، في حين يؤكد مسؤولون محليون أنهم يعملون جاهدين لتنظيم عملية التزود بالمياه الصالحة للشرب لكافة المواطنين، إلا أن هناك تصرفات معزولة لبعض المواطنين الذين يستغلون مجانية المياه في سقي بساتينهم الزراعية، وهو ما يتسبب في نفاد الكمية وعدم وصول المياه إلى أبعد نقطة.

من نفس القسم الحدث