الحدث

ارتفاع غير مسبوق في أسعار الألبسة الجاهزة

رغم أن ما يسوق حاليا هي سلع كاسدة من المواسم السابقة

 

تشهد أسعار الألبسة، سواء ألبسة الأطفال أو الألبسة النسائية وحتى الرجالية، ارتفاعا كبيرا في الأسواق تجاوز الـ 30 بالمائة هذه الأيام. ورغم تسويق التجار حاليا لسلع كاسدة أغلبها من موديلات السنة الماضية في فترة ينخفض فيها الطلب، إلا أن نقص العرض بشكل كبير بسبب الأزمة الصحية جعل الأسعار تبقى مرتفعة، في حين حذر التجار من تسجيل من احتمالية تسجيل عجز في السوق خلال الدخول الاجتماعي المقبل في حال استمرت الجائحة واستمر تعليق حركة الملاحة الجوية والبحرية.

 

يتخوف أن تعرف أسواق الألبسة الجاهزة خلال الفترة المقبلة عجزا، خاصة إن استمرت الجائحة قبيل الدخول الاجتماعي الذي يعرف عادة طلبا كبيرا في ظل انعدام الإنتاج المحلي تقريبا، ليبقى التعويل على الاستيراد لوحده من أجل تغطية الأسواق التي بدأت منذ الآن تتأثر، وهو ما انعكس من خلال ارتفاع أسعار مختلف الألبسة الجاهزة بأزيد من 30 بالمائة، يقول عنها التجار إنها نسبة أولية إذا لم تعد الحركة التجارية وحركة الاستيراد إلى ما كانت عليه في أقرب وقت ممكن.

سلع كاسدة تسوق بأسعار مرتفعة

وفي جولة قادتنا، أمس، إلى عدد من محلات بيع الألبسة بالعاصمة، وقفنا على ارتفاع كبير في الأسعار وصل إلى غاية الـ 30 بالمائة، بسبب نقص في العرض وارتفاع في الطلب. فمع تخفيف إجراءات الحجر الصحي وبعث الحركية التجارية، بعد مدة طويلة من الغلق، أدى إلى توافد عدد كبير جدا من المتسوقين هذه الأيام على المراكز التجارية والمحلات لاقتناء ما يحتاجون إليه من ملابس هذا الموسم، إلا أنهم تفاجأوا بارتفاع أسعارها، وهو ما برره التجار بعواقب الأزمة الصحية، فاضطر الأغلبية لشرائها خوفا من صدور قرار غلق المحلات مجددا، في ظل ارتفاع حصيلة الإصابات وتوقف عملية الاستيراد. 

غير أن الملاحظ أن أغلب السلع التي تسوق حاليا هي سلع كاسدة كانت في وقت سابق تباع عن طريق الصولد، فبسبب عدم تمكن التجار من استيراد سلع جديدة جراء الأزمة الصحية، فإن هذه المنتجات تعد السلعة الوحيدة التي تسوق عبر أغلب المحلات، بينما هناك تجار قلائل من المحظوظين لذين تمكنوا قبل تشديد إجراءات الحجر الصحي بالجزائر من جلب موديلات ألبسة جديدة من تركيا وتسوق بأضعاف أسعارها في الفترة الحالية. ولأن هؤلاء التجار شكلوا الاستثناء بعرضهم لسلع هذه السنة في ظل الأزمة الصحية، فإن الطلب والإقبال عليهم يعد كبيرا ومعتبرا رغم ارتفاع أسعار منتجاتهم.

لهذه الأسباب ارتفعت الأسعار في السوق

وخلال استفسارنا عن أسباب ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة هذه الفترة، أكد لنا مجموعة من التجار أن الجائحة أثرت بشكل لافت على تجارة الألبسة وأخلطت حساباتهم، مؤكدين أنه سجل كساد هذا الموسم في الألبسة الشتوية وكذا الربيعية بشكل غير مسبوق، بينما انخفض العرض في الملابس الصيفية، ما جعل الأسعار ترتفع. وفي هذا الصدد، قال محمد، وهو صاحب محل لبيع الألبسة النسائية بشارع ميسوني بالعاصمة، إنه وخلال شهر فيفري الفارط اضطر للسفر إلى تركيا لاقتناء الألبسة الصيفية، وجلبها إلى بلادنا بشق الأنفس، قبل أيام قلائل عن توقف الحركية التجارية والرحلات الجوية. مضيفا أنه تفاجأ بفرض زيادات على الألبسة الصيفية بتركيا، تتراوح بين 5 و7 دولارات عن كل قطعة، ما حتم، كما قال، إضافة ألف دينار لسعر القطعة الواحدة، موضحا أن ما كان يعرض السنة الماضية بـ 3 آلاف و800 دينار، يباع اليوم بـ 4 آلاف و800 دينار، مشيرا إلى أنه عثر في المصانع التركية على موديلات سعر الواحد منها 22 دولارا، في حين كان السنة الماضية 15 دولارا. وعن سبب زيادة أسعار السلع المستوردة، قال محمد إن إنتاج الألبسة التركية يعتمد على الصين فيما يخص المادة الأولية، خاصة القماش، غير أن تفشي وباء كورونا المستجد وتشديد الصين الإجراءات الوقائية ووقف الحركية التجارية، أوقع السوق التركية، التي تعد المقصد الأول للتجار الجزائريين، في مأزق وتسبب في فرض زيادات، كما أن العرض ضعيف جدا مقارنة بالطلب. 

وأشار المتحدث إلى أنه لم يكن يعتمد على السوق التركية فقط، وإنما اعتاد أيضا على جلب سلع من فرنسا وإيطاليا لتنويعها وإتاحة خيارات عديدة لزبوناته، مؤكدا أن السوق التركية لا توفر كل الأنواع التي كان يجدها في السوق الإيطالية والفرنسية، كسراويل الكتان العريضة والفساتين الصيفية الخفيفة وغيرها، بالإضافة إلى أزياء السباحة التي لم يتمكن من جلبها، بعد أن تقدم بطلبية كبيرة، موضحا بأنها ستصل متأخرة.

من نفس القسم الحدث