الحدث

حملات التحسيس من وباء كورونا تعود بقوة

موازاة مع إعادة بعث حملات واسعة للتعقيم طالت الفضاءات العمومية عبر أغلب الولايات

 

أعيد، عبر أغلب ولايات الوطن، هذه الأيام مع تزايد ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، بعث عمليات التعقيم مستهدفة الشوارع ومختلف التجهيزات العمومية والساحات والأماكن العمومية، فيما بادرت العديد من الجمعيات الخيرية لإعادة إطلاق حملات تحسيسية مكثفة للتوعية من فيروس كورونا، بعدما تراجعت هذه الحملات في الفترة الأخيرة، في حين برزت مطالب بضرورة أن تضطلع لجان الأحياء بمسؤوليات أكبر من أجل حث السكان في الولايات التي لا تزال تخضع للحجر الجزئي على الأخذ بزمام الأمور، خاصة مع خرق المواطنين لحظر التجوال المفروض عبر أغلب الأحياء والشوارع والتجمعات السكنية.

 

حملات واسعة للتعقيم تطال الفضاءات العمومية عبر أغلب الولايات

انطلقت عبر العديد من ولايات الوطن، في مقدمتها العاصمة، البليدة وبومرداس، هذه الأيام، حملات واسعة للتعقيم، بعدما باتت هذه الولايات تسجل أعدادا مرتفعة للإصابات بالفيروس التاجي، التي أرجعها المختصون إلى التراخي العام في الأخذ بإجراءات الوقاية، لاسيما ارتداء الكمامة. وعبر الأسواق والشوارع بادرت السلطات المحلية لإعادة إطلاق عمليات تعقيم استهدفت الشوارع ومختلف التجهيزات العمومية والساحات والأماكن العمومية، وحتى الأسواق، تطبيقا أيضا لتعليمات رئيس الجمهورية في آخر جلسة عمل خصصت لدراسة الوضعية الوبائية لفيروس كورونا في الجزائر. وقد استحسن المواطنون عودة عمليات التعقيم هذه، خاصة أنها قد تساهم في القضاء على الفيروس المنتشر عبر الأسطح، غير أن هذه الأخيرة تبقى دون جدوى إن لم يلتزم عموم الجزائريين بالتدابير الوقائية اللازمة.

جمعيات تعيد بعث حملات التحسيس بعد ارتفاع عدد الإصابات

من جانب آخر، وبعدما شهدت تراجعا ملحوظا خلال آخر شهر، عادت حملات التحسيس من الفيروس بقوة هذه الفترة بمشاركة العشرات من جمعيات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وحتى الكشافة الإسلامية ومصالح الأمن والدرك والحماية المدنية، ونظمت جمعية "البركة" فرع الجزائر العاصمة والجمعية الوطنية للعمل التطوعي، في اليومين الماضيين، حملات تحسيسية استهدفت العديد من البلديات بالعاصمة، تم خلالها توزيع مطويات للتعريف بطرق الوقاية من الداء وكذا كمامات طبية وكمامات قابلة لإعادة الاستعمال على عدد من المواطنين بالساحات العمومية والشوارع ومحطات الحافلات. 

وحسب ما أكده عضو الجمعية الوطنية للعمل التطوعي، عبد الغني كروي، في تصريح لـ"الرائد"، فإن إعادة تفعيل العملية التحسيسية للوقاية من فيروس كورونا جاءت على خلفية التراخي الملاحظ مؤخرا من المواطنين في التقيد بإجراءات الوقاية، معتبرا أن التحسيس بهذه الإجراءات يبقى حاليا السلاح الوحيد بيد المجتمع المدني، لترسيخ الوعي في المجتمع بأهمية عدم الاستخفاف بالفيروس أو الاستهتار بسبل الوقاية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات التي أضحت تعرف باسم الأقنعة الواقية، بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في الوقاية من الفيروس القاتل. وأكد كروي، في السياق ذاته، أن عودة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس عبارة عن علامة إنذار، أعادت جلب اهتمام كافة الشركاء الاجتماعيين للعمل المنسق من أجل مضاعفة عمليات التحسيس، التي تبقى، حسبه، السبيل الوحيد للتغلب على الجائحة، مثلما توصي بذلك جميع الأطراف وطنيا أو دوليا، مضيفا أن التحسيس يجب أن يبقى متواصلا، وقد يتضاعف عما كان عليه في بداية الجائحة بعد ملاحظة ارتفاع حالات الإصابة مؤخرا، حيث قال إن كل مواطن أضحى مسؤولا عن تصرفاته، وعليه الالتزام بإجراءات الوقاية، وإن لم يكن من أجله فمن أجل غيره، لا سيما المرضى المزمنون وكبار السن.

على لجان الأحياء مساعدة المصالح الأمنية في تطبيق الحجر الصحي

من جهتها، بادرت جمعية "شباب الخير" فرع العاصمة لإطلاق قافلة تحسيسية تجوب شوارع العاصمة للتوعية من فيروس كورونا. وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية، أحمد بوطبل، في تصريح لـ"الرائد"، إن الحملة التحسيسية جاءت إيمانا من الجمعية بمسؤوليتها تجاه المجتمع من أجل التوعية ولعب دورها في التحسيس وتوعية المواطن، مشيرا أن جمعيات المجتمع المدني على مستوى العاصمة لم ترتق بعد إلى الدور المنوط بها في مثل هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد، مشيرا أن غالبيتها تنشط على مستوى منصات التواصل الاجتماعي ولم تنزل للعمل الميداني، مشيرا أن لجان الأحياء مطالبة أيضا بأخذ زمام المبادرة من أجل مساعدة المصالح الأمنية والسلطات في تطبيق احترام تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، داعيا هذه اللجان على مستوى كل حي لضرورة تكثيف عملها من أجل حث السكان على احترام الحجر الصحي والتباعد الجسدي، مضيفا أن أغلب أحياء العاصمة باتت لا تحترم الحجر الصحي وشروط الوقاية والتباعد، حيث تعج هذه الأخيرة كل مساء بالمواطنين من كل الفئات، وهو ما بات يصعب من مهمة مصالح الأمن، مضيفا أن لجان الأحياء وباعتبارها أقرب للمواطنين يمكنها أن تؤدي دورا توعويا مهما.

من نفس القسم الحدث