الحدث

الاعتماد على المذابح يوم العيد غير ممكن لهذه الأسباب!

استمرار النقاش بشأن شعيرة الأضحية هذه السنة ولجنة تجار اللحوم تؤكد:

برزت في الفترة الأخيرة العديد من الاقتراحات بشأن شعيرة عيد الأضحى هذه السنة، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد والمخاوف الموجودة من تحول العيد إلى سبب لتفشي الفيروس بين عدد أكبر من الجزائريين. 

ومن هذه الاقتراحات أن يتم الاعتماد على المذابح حصرا لذبح أضحية العيد وتجنب عمليات الذبح الجماعية في الأحياء والشوارع. غير أن الإشكال الذي يطرح في حال اعتماد مثل هذا الاقتراح هو غياب مذابح يمكنها أن تغطي الطلب خلال هذه المناسبة، في ظل الأزمة التي تعرفها هذه الأخيرة والتي تتجدد عشية كل عيد أضحى.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس لجنة تجار اللحوم وممثل سوق الجملة للحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرام، لـ"الرائد"، أمس، أن اللجنة التي تضم موالين وتجارا من كل ولايات الوطن تتابع باهتمام النقاش الدائر بخصوص شعيرة عيد الأضحى هذه السنة، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا بالجزائر.

وبين من ينادي بتعليق الشعيرة ومن يقترح برتوكولا صحيا صارما يتضمن منع الذبح الجماعي في الأحياء والشوارع والاعتماد على المذابح المجهزة حصرا من أجل هذه العملية، قال رمرام إن تطبيق هذا المقترح صعب من الناحية العملية، مشيرا أن الهياكل الموجودة حاليا لا تتمكن من استيعاب طلبات المواطنين خلال العيد في الظروف العادية فما بالك إن تم منع الذبح في الشوارع واقتصر الأمر على المنازل والمذابح فقط، وهو ما يعني، حسب رمرام، تضاعف الطلب على المذابح بأربعة أو خمسة أضعاف، كون العديد من الجزائريين لا يمكنهم النحر في منازلهم. 

وأشار رمرام أن عدد المذابح الموجودة بالعاصمة مثلا لا يمكنه تغطية سوى أقل من 20 بالمائة من طلبات المواطنين بسبب وضع هذه المذابح وضيق مساحتها وقلة إمكانياتها، مشيرا أن هذا الضغط يخلق وضعا مزريا بأغلب المذابح يوم العيد ويصعب من مهمة العاملين بها، وهو ما قد يرهن الإجراءات الوقائية التي يجب تطبيقها خلال هذا اليوم. وقال المتحدث في السياق ذاته إن وضع المذابح الحالية بات كارثيا بسبب عدم توفر شروط الصحة والنظافة، وهو ما يؤثر بالدرجة الأولى على صحة المواطن، مشيرا أن المذابح الحالية تكاد تكون نسخة واحدة في تصميمها ونمط سير عملها، وأغلبها إن لم نقل جلها لا تتوفر على أدنى الشروط الأساسية واللازمة للذبح، جراء انعدام شروط الصحة والنظافة المعمول بها والمعدات المطلوبة، إضافة إلى قدمها واهترائها نظرا لتشييدها منذ الحقبة الاستعمارية، علاوة على موقعها غير الملائم، إذ أن العديد من المذابح تتوسط النسيج العمراني، وهو الوضع الذي يتعقد أكثر خلال المناسبات الدينية، معتبرا أن مقترح الاعتماد على المذابح يوم العيد من أجل تجنب الذبح في الشوارع والأحياء لا يمكن تطبيقه وقد يأتي بنتائج عكسية، بحيث تخلق طلبات المواطنين ضغطا كبيرا قد يرهن الالتزام بتدابير الوقاية من الفيروس.

من نفس القسم الحدث