الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
لا يزال سوق اللحوم البيضاء في الجزائر يعرف تذبذبا كبيرا سواء في الأسعار أو حتى الإنتاج كل سنة، بسبب مشاكل تعيشها شعبة تربية الدواجن تتعلق بإنتاج الغذاء والدواء والبيطرة، وهو ما يستدعي وضع خطة استراتيجية والاعتماد على مقترحات الفاعلين في هذا القطاع، من أجل تحقيق القفزة النوعية التي تحتاجها الشعبة والوصول إلى ضمان الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء بشكل يحقق الأسعار المستقرة على مدار السنة.
وتعرف أسواق اللحوم البيضاء، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، تذبذبا كبيرا، حيث انخفضت الأسعار إلى مستويات قياسية، أعقبتها زيادة غير مسبوقة على مدى الأيام الأخيرة، تراوحت ما بين 100 و110 دج للكيلوغرام الواحد، بعدما كان سعر هذه المادة يرتفع تدريجيا ولأسباب معينة.
وعن المشاكل التي لا يزال مربو الدواجن يعانون منها، أكد رئيس فدرالية مربي الدواجن، مراد ضيف، في تصريحات لـ"الرائد"، أنه لاستقرار الأسواق لا يمكن الاعتماد على الحلول الظرفية لخفض الأسعار وفقط، وإنما يجب تنظيم شعبة الدواجن ككل من أجل الحفاظ على مستوى إنتاج مقبول يضمن الأسعار المستقرة.
وقال ضيف إن تنظيم الشعبة يجب أن يتم بالأخذ بعين الاعتبار العديد من المعطيات، منها إنتاج الغذاء والدواء والبيطرة وغيرها، معتبرا أن المشكلة الحقيقية هي عدم التمكن من التحكم في الإنتاج. وهنا أشار ضيف إلى مقترح المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن، الخاص بإعداد دفتر شروط يضبط استيراد الصيصان على المستوى الوطني، لاسيما وأن الجزائر تتوفر فقط على منتجين اثنين للدجاج اللاحم، يمونان السوق الوطنية بنسبة تناهز 50 بالمائة، والباقي يوفر عن طريق الاستيراد. واعتبر نفس المتحدث أن تنظيم السوق يبدأ من المنبع وهو إنتاج الصيصان، مرورا بتسهيل الإجراءات والشروط التي تسمح للمربين الناشطين في السوق الموازية بالانخراط في نشاط تربية الدواجن بصفة رسمية، لاسيما وأن عددهم يفوق 80 بالمائة بمختلف ولايات الوطن.
وأوضح ضيف أن الأسعار المتداولة حاليا بسوق اللحوم البيضاء مقبولة بالمقارنة مع حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها الجزائر، وما واكبها من إجراءات مفاجئة، كإغلاق المطاعم ومحلات الأكل السريع والمؤسسات الجامعية والمدارس وغيرها من التجمعات التي تستهلك النسبة الكبيرة من لحوم الدجاج، مع استمرار القيود التي تفرضها متطلبات وتكاليف الإنتاج التي تعتبر متغيرة، تتحكم فيها الأسواق الخارجية، ما أثر سلبا على المربين، على حد تعبيره.
للإشارة، فإنه استنادا إلى الإحصائيات الصادرة عن المجلس المهني المشترك، فإن الجزائر تستورد من 700 إلى 800 ألف دجاجة أم في الشهر، ما يؤدي إلى الوفرة وانخفاض الأسعار، ويتسبب من ناحية أخرى في خسارة كبيرة للمربين، الذين يختار أغلبهم اعتزال المهنة، ومن ثم ينقص الإنتاج ويقل العرض وترتفع الأسعار مرة أخرى. كما أظهرت الإحصائيات الوطنية الخاصة بالأمهات المنتجة للبيض الكتكوت، أن الإنتاج المحلي لا يتعدى 3 ملايين دجاجة أم، فيما يتراوح المعدل المطلوب من 5 ملايين إلى 6 ملايين سنويا، وهو ما يستدعي استيراد من 2 إلى 3 ملايين في السنة، ومن 200 إلى 300 دجاجة أم شهريا، لتغطية العجز.