الحدث

تحذير من ارتفاع غير مسبوق للعملات الأجنبية

مستوردون ومصدرون وتجار "كابة" على حافة الإفلاس بسبب تداعيات أزمة كورونا

 

يعيش أكثر من ألف مستورد ومصدر، هذه الفترة، أوضاعا صعبة بسبب أزمة كورونا، فالشلل العام الذي تعيشه الحركة التجارية داخليا وكذا خارجيا أثرت على النشاط الاقتصادي لهؤلاء، خاصة مع القرارات التي اتخذتها الدولة الجزائرية والتي منعت من خلالها تصدير عدد من المواد الاستراتيجية، وهي القرارات التي اتخذتها عدد من دول العالم بشكل قلل من المبادلات التجارية إلى حوالي النصف، وهو ما جعل هؤلاء المتعاملين يواجهون الإفلاس.

مستوردون ومصدرون جمد نشاطهم بسبب كورونا

وخلقت أزمة كورونا شللا تاما في الحركة التجارية في العديد من البلدان. وبالجزائر فقد توقفت عدد من النشاطات التجارية بشكل كلي، بينما توقفت عمليات تصدير عدد من المواد. ومع توقيف الملاحة البحرية والجوية بالجزائر وأغلب بلدان العالم، فإن المستوردين وجدوا أنفسهم دون نشاط في الفترة الحالية، عدا المستوردين الناشطين في مجال استيراد الأدوية والمنتجات الصيدلانية وبعض المواد الأولية الموجهة لصناعة عدد من المنتجات الغذائية. 

وبحسب المختصين، فإن أكثر المستوردين تضررا في هذه الظروف هم مستوردو الألبسة ومواد التجميل والعطور وكذا مواد البناء، بينما تعد خسائر المصدرين أكبر كون القائمة من المواد التي منع تصديرها تكاد تعد المواد الوحيدة التي يتم تصديرها من الجزائر نحو عدد من الدول، وهو ما جعل نشاط المصدرين يتجمد، ما نجم عنه خسائر بالملايير.

توقف نشاط تجار الكابة بسبب توقف الملاحة الجوية

وليس فقط المصدرون والمستوردون من يعانون هذه الأيام بسبب أزمة كورونا، فتجار الكابة هم أيضا يعدون من أكثر المتضررين من هذه الوضعية رغم أنهم يعدون متعاملين غير شرعيين. وقد أدى توقف الرحلات الجوية من وإلى الجزائر إلى توقف تام لنشاط هؤلاء التجار النشاطين على محور فرنسا -الجزائر -إسبانيا -الجزائر وحتى الصين – الجزائر. وقدرت أرقام غير رسمية حجم خسائر هؤلاء التجار بحوالي 800 مليون سنتيم للتاجر الواحد إلى غاية الآن، في حين من المرجح أن تتضاعف أكثر في حال استمر الوضع على ما هو عليه لأشهر.

ارتفاع في قيمة العملة الوطنية مقابل "الدوفيز" بأسواق السكوار

وموازاة مع الخسائر التي يتكبدها المستوردون والمصدرون وحتى تجار الكابة، يتكبد أيضا تجار العملة الصعبة في الأسواق الموازية منها السكوار خسارة كارثية. فآثار وتداعيات فيروس كورونا زلزلت هذه الأسواق التي تنشط بطريقة غير شرعية، وسجلت أسعار العملة الصعبة خلال الأيام القليلة الماضية تراجعا كبيرا. وتشير التقديرات إلى أن التراجع بلغ حدود 20 بالمائة بالمقارنة مع المستويات المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

وبحسب مراقبين، فإن توقف نشاط شركات الخطوط الجوية والوكالات السياحية بسبب التداعيات التي تسببها أزمة وباء كورونا، وتأثر نشاط المستوردين أثر على مستوى العملات الصعبة التي بات تداولها حاليا يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الافتراضية. وبلغ الدينار عبر بورصة هذه الأسواق ما دون 190 دينار مقابل الأورو، وهو المستوى الذي لم يسجل في الثلاث سنوات الأخيرة الماضية إلا على فترات معينة بسبب ظروف استثنائية سرعان ما عاد بعدها إلى الارتفاع.

لالماس: يجب استثمار الأزمة الحالية لبناء استراتيجية تجارة خارجية أكثر قوة

وفي هذا الصدد، قدر المختص في التجارة الخارجية والخبير الاقتصادي، إسماعيل لالماس، نسبة الخسائر بسبب تداعيات أزمة كورونا عند شركات التصدير والاستيراد، بحوالي 80 بالمائة، وهي الخسائر التي ستستمر في التسجيل في حال استمر الوضع على ما هو عليه لأسابيع أخرى.

وقال لالماس، في تصريح لـ"الرائد"، إن هذا الوضع سيؤثر في السوق الجزائرية والاقتصاد الخارجي، مشيرا أن أكثر القطاعات التي ستتضرر تبعا لتضرر المستوردين والمصدرين من الوضع الحالي هي شركات البناء والتكنولوجيا والمواد الغذائية.

وقال المتحدث إن الزلزال الاقتصادي الذي يشهده العالم والذي ظهرت ارتداداته على السوق العالمية، يجب أن يكون فرصة للحكومة الجزائرية من أجل مراجعة استراتيجيتها، خاصة ما تعلق بالتجارة الخارجية، مؤكدا أنه من الضروري تعزيز الإنتاج المحلي مستقبلا من أجل التقليل من التبعية للخارج في العديد من القطاعات وتقليل استيراد العديد من المنتجات، بشكل يجعل الجزائر تكتفي ذاتيا في أكثر من قطاع، وهو الأمر الذي تظهر شدة الحاجة إليه خاصة في وقت الأزمات.

تحذير من ارتفاع غير مسبوق للعملات الأجنبية في هذه الحالة

 وعن واقع سوق العملات في هذه الفترة، قال لالماس إن انخفاض التداولات هو أمر طبيعي بسبب الأزمة الحالية، وهو ما نتج عنه ارتفاع العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، مرجحا أن الأمر سيكون مؤقتا، محذرا من ارتفاع مفاجئ وبأكثر حدة عند انفراج هذه الأزمة، وهو ما سيخلق ضغطا كبيرا على أسواق العملة، وبالتالي تعود الأسعار إلى الارتفاع أكثر مما كانت عليه قبل أزمة كورونا.

من نفس القسم الحدث