الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تواجه مؤسسات عمومية كبرى بالجزائر وفي مقدمتها العملاق النفطي سوناطراك تحديات كبيرة لتعزيز مكانتها في السوق الدولية، خاصة في ظل المنافسة الشديدة والتغيرات الاستراتيجية التي تعرفها أسواق النفط والغاز، وكذا في ظل الأزمات التي أفضت إلى واقع مغاير في كبريات أسواق النفط وفي مقدمتها أزمة كورونا.
وقد تسببت أزمة كورونا منذ حوالي 4 أشهر في اضطراب كبيرة في السوق النفطية، ما أفضى إلى تأثيرات سلبية على أسعار البترول، حيث انخفضت إيرادات قطاع النفط بالجزائر بنسبة 40 بالمائة في 2020 مقارنة بسنة 2019، وهذا ما نتج عنه انخفاض في استثمارات قطاع الطاقة بنسبة 25 بالمائة، خلال السداسي الأول من عام 2020، ولهذا سجل تراجع في الاستثمارات النفطية. ويأتي هذا في ظل تحديات عالمية تواجهها مؤسسة سوناطراك بسبب تأثيرات هذه الأزمة وكذا في ظل المنافسة الشديدة والتغيرات الاستراتيجية التي يعرفها سوق النفط والغاز عالميا، وهو ما جعل الخبراء يدعون لضرورة أن تتكيف المؤسسة مع هذه المتغيرات برسم استراتيجية قوية من أجل ضمان مكانتها في السوق العالمية.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الطاقوي مراد برور، في تصريحات لـ"الرائد"، أن مجمع سوناطراك يواجه سلسلة من التحديات، بما فيها تأثيرات أزمة كورونا وتراجع الأسعار وانخفاض الطلب النفطي، مؤكدا أنه في سياق الأزمة الصحية وانخفاض أسعار النفط، فإنه لا يمكن كسب حصص في السوق من دون التموقع في معركة التنافسية، لذلك تتطلب البيئة الاقتصادية والطاقوية لسوناطراك تحديد الاستراتيجيات الملائمة من أجل تحقيق الاندماج بحزم في إطار التنافس الجديد بشكل متزايد. ولتحقيق هذا الهدف، قال برور إنه يجب أن تتبنى سوناطراك استراتيجية جديدة تدرج فيها التكاليف الأمثل مع ترشيد النفقات وخفض تكلفة التشغيل في خطة عملها، مثل شركات النفط العالمية الأخرى، حيث تحتل التكاليف دوما مكانة في التفكير الاستراتيجي الدقيق، مضيفا أنه يمكن القول إنه لا يمكن لمجمع سوناطراك تطوير استراتيجية فعالة من دون دمج بعد التحكم في التكلفة وعامل التغيير ورفع عامل القيمة، أي ينتظر من سوناطراك تحديد الكلفة وتنويع الجانب الاقتصادي. واعتبر ذات الخبير أن الأمر لا يتعلق بأسواق النفط وإنما أيضا بأسواق الغاز، مشيرا حول هذه النقطة أن الوضع الدولي يشهد تغييرات استراتيجية تستدعي الاندماج من الدول التي تبحث عن مكان لها، والجزائر إحدى هذه الدول. ويضيف أن اقتحام الولايات المتحدة لسوق الغاز سيكون له تأثير كبير، على اعتبار أنها تحاول مزاحمة روسيا على السوق الأوروبية، مشيرا إلى أن الغاز الصخري الأمريكي قد يكون البديل الذي "يقهر" المنتجين التقليديين مثل الجزائر وروسيا وقطر وإيران. ويوضح برور أنه كان على شركة "سوناطراك" استشراف المستقبل، ومسايرة التغيرات الحاصلة في سوق المحروقات، و"لنا في أسعار النفط المتهاوية والمتذبذبة عبرة"، مبرزا أن الجزائر مطالبة بمراجعة أسعار الغاز بصفة دورية للحفاظ على مصالحها بخاصة في ظل الضغوط الداخلية.
من جانب آخر، قال برور إن التحديات التي تفرض نفسها على شركة سوناطراك وتدفعها للتغيير في الأساليب والأهداف، تتطلب أيضا تطوير إمكانيات سوناطراك النفطية واستغلال كامل قدراتها للحفاظ على مكانتها في المنافسة القوية، مشيرا أن الأسواق أصبحت محل تنافس بإمكانيات لا تقف عند الحدود التقليدية.