الحدث

بلديات تغرق في النفايات الصلبة!

العديد منها تحولت إلى نقاط سوداء والأميار يتنصلون عن المسؤولية

تعرف العديد من بلديات العاصمة، هذه الأيام، انتشارا كبيرا للنفايات الصلبة بالمفرغات وأماكن وضع القمامة، وهو ما بات يتسبب في معاناة لأعوان النظافة الذين لا يمكنهم في الكثير من المرات فصل النفايات الصلبة عن النفايات المنزلية، في ظل غياب أماكن مخصصة لرمي هذه النفايات.

لم تجد مصالح ولاية الجزائر، على غرار الولايات الأخرى، حلا مجديا لمشكل التخلص من النفايات الصلبة، حيث تجد مؤسسات النظافة صعوبات جمة في نقل هذه المخلفات، خاصة بعد غلق المفرغة العمومية للنفايات الصلبة والردوم بمنطقة الحميز من طرف الولاية بعد تشبعها، فيما يرجع المختصون إشكالية هذا الوضع إلى غياب ثقافة بيئية لدى المواطن وتحسيسه بالطرق الحضارية للتخلص من هذه المخلفات، فضلا عن نقص عامل التغريم، وبسبب ذلك فقد تحولت العديد من فضاءات بلديات ولاية الجزائر إلى نقاط سوداء، تلقي بآثارها السلبية على المحيط والمنظر الجمالي للأحياء والمدن، وتشكل عائقا حقيقيا أمام المؤسسات المكلفة بتنظيف المحيط. 

فلا تخلو اليوم بلدية من هذه الظاهرة غير الحضرية، التي عجزت المصالح البلدية ومديرية البيئة عن تسييرها والسيطرة عليها، كون المواطنين أو المؤسسات التي ترمي بالنفايات الهامة والصلبة، تختار التوقيت الذي ترمي فيه المخلفات، بعيدا عن أعين أي جهة يمكن أن تبلغ عنها لمصالح المراقبة، خاصة شرطة العمران وحماية البيئة. 

من جهتهم، يحمل المواطنون، الذين يقومون هم بدورهم برمي النفايات الصلبة جنبا إلى جنب مع النفايات المنزلية، الجماعات المحلية التي لم تخصص أمكنة معينة للتخلص من هذه المخلفات، المسؤولية، فيما تؤكد بعض جمعيات الأحياء أن تسيير النفايات الصلبة لم يجد طريقه للحل، كون الجماعات المحلية والمصالح الولائية عموما اكتفت بتسيير النفايات المنزلية التي يخرجها المواطن يوميا، متغافلة عن أطنان النفايات الهامدة وغير القابلة للتحلل التي يرمي بها المواطنون، خاصة بأحياء السكنات الجماعية، حيث تشوه المحيط وتؤثر سلبا على الإطار الحضري للسكان. وتقل هذه النفايات بأحياء السكنات الفردية التي يساهم سكانها في الحفاظ على الشوارع نظيفة وخالية من المخلفات، مؤكدين أن مهمة نقل نفايات السكان من الردوم ومخلفات أشغال البناء والخردة وأشغال إعادة تهيئة وتنظيف الحدائق العمومية هي من صلاحيات البلدية، بينما يتحجج العديد من الأميار بأن البلديات لا يمكنها أن تقوم بمهامها من دون إمكانيات مادية وبشرية، ولا يمكنها بالوسائل البسيطة التي تملكها تغطية كل النقائص بها في مجال النظافة وتهيئة المحيط.

من نفس القسم الحدث