الحدث

برتوكول صحي تدعيمي ومنع البيع العشوائي لضمان عيد أضحى دون كورونا

مع بروز مخاوف من أن تتحول أسواق الماشية إلى بؤر للمرض.. فدرالية الموالين تقترح:

 

يتخوف، مع اقتراب عيد الأضحى في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا، أن تتحول أسواق الماشية إلى بؤر للمرض، وهو ما جعل ممثلي الموالين يطالبون السلطات العمومية بخطة وقائية وإجراءات تدعيمية حتى يستطيعوا ممارسة نشاطهم في أمان، دون الاضطرار لإعادة غلق هذه الأسواق بشكل قد يتسبب في مزيد من الخسائر لممارسي هذا النشاط.

 

مع اقتراب عيد الأضحى برزت مخاوف من أن تتحول أسواق الماشية، والتي رخص لها بالعودة إلى النشاط ضمن المرحلة الثانية من خطة الرفع التدريجي للحج الصحي، إلى بؤر لانتقال فيروس كورونا، وذلك بسبب الإقبال الذي تعرفه هذه الأسواق قبيل العيد، وهو ما جعل ممثلي الموالين يسارعون لمطالبة السلطات العمومية بوضع بروتوكول صحي خاص بتنظيم أسواق الماشية خلال الفترة التي تسبق عيد الفطر، مبدين تخوفهم من أن تلجأ الحكومة إلى غلق هذه الأسواق في حال ما إذا تم تسجيل إصابات بالفيروس في وسط الموالين أو رواد هذه الأسواق قبيل العيد.

هذه هي اقتراحات ممثلي الموالين لمنع تفشي فيروس كورونا في أسواق الماشية قبيل العيد

وفي هذا الصدد، أكد رئيس فدرالية مربي المواشي، عزاوي جيلالي، أن الموالين ومع قرار إعادة فتح أسواق الماشية ملتزمون بأقصى تدابير الوقاية من أجل منع انتشار الفيروس في هذه الأسواق، مضيفا في تصريحات لـ"الرائد" أنه ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك فإن الحركية بهذه الأسواق تتضاعف بعشرة أضعاف، وهو ما يتطلب، حسب عزاوي، مزيدا من الإجراءات الوقائية، داعيا السلطات العمومية لفرض بروتوكول صحي تدعيمي على الموالين وزوار الأسواق خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى. 

وأشار عزاوي أن فيدراليته تقترح في هذا الصدد تخصيص فرق بيطرية لتحسيس المربين والمستثمرين في مجال تربية الأغنام والأبقار، وإحاطتهم بالإجراءات الواجب اتخاذها للوقاية من فيروس كورونا، مع فرض إجراءات وقائية صارمة على زوار أسواق الماشية في الفترة المقبلة، وتوفير مساحات كبرى لبيع الأضاحي لتفادي انتشار الفيروس. 

وأوضح عزاوي أنه من الضروري توفير نقاط بيع معتمدة من طرف وزارة الفلاحة تكون مجهزة وتراعي كل الشروط الوقائية لبيع الماشية في ظروف جيدة، مع فرض رقابة صارمة بهذه الأسواق، ومضاعفة عدد الأسواق واللجوء إلى مساحات كبيرة، تفاديا للاكتظاظ والازدحام، مع توفير كل شروط الراحة والأمان. 

ودعا عزاوي أيضا إلى توفير نقاط ذبح جوارية مفتوحة، مجهزة بالمياه وقنوات الصرف الصحي، لأجل القضاء على المظاهر السلبية الناتجة عن غياب فضاءات ذبح ملائمة. كما اقترح عزاوي أن يتم فتح أسواق الماشية النظامية في المدن، أسبوعين قبل عيد الأضحى، وتسهيل المجال للموالين في المناطق السهبية للتنقل إلى المدن الكبرى للقضاء على المضاربة.

نقاط البيع الموازية تشكل خطرا كبيرا ويجب محاربتها ومنعها هذه السنة

واعتبر عزاوي، في السياق ذاته، أن أهم إجراء يجب أن تتخذه السلطات العمومية لمنع تحول أسواق الماشية إلى بؤر لانتشار فيروس كورونا وكذا ضمان أضاحي بأسعار مناسبة خلال هذا العيد، هو المنع الكلي لنقاط البيع الموازية ومنع بيع الأضاحي بالمستودعات كما يحدث كل سنة، مشيرا أن نقاط بيع موازية يعني غياب رقابة وبيعا عشوائيا وعدم التزام بالبرتوكول الصحي، بالإضافة إلى كون هذه النقاط العشوائية التي تنتشر عادة أياما قبل عيد الأضاحي هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، كون الناشطين في هذه النقاط غير المرخصة هم وسطاء ومضاربون يعمدون كل سنة لرفع الأسعار، بالإضافة إلى كون الأضاحي التي يقومون بتسوقيها تعد غير مراقبة وقد تكون مريضة، ما يعيد سيناريو تعفن لحوم الأضاحي هذه السنة أيضا كما شهدناه في سنوات ماضية.

الأسعار تخضع للعرض والطلب ولا علاقة لها بالجائحة

بالمقابل، يتخوف الجزائريون من ارتفاع أسعار المواشي بسبب جائحة كورونا التي عطلت العديد من القطاعات، وساهمت في رفع الأسعار في بعض الأحيان. ويرى مراقبون للأسواق أن ارتفاع أسعار الأعلاف وتبعات غلق أسواق الماشية لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا في الجزائر، سيؤثر بشكل مباشر على سعر الأضحية. 

وفي هذا الصدد، أكد عزاوي أن أسعار المواشي تخضع للعرض والطلب، رافضا الحديث منذ الآن عن أسعار المواشي وعن إمكانية ارتفاعها باقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث قال إن الحديث عن ارتفاع أسعار المواشي في عيد الأضحى سابق لأوانه، مشيرا أن تكاليف تربية المواشي ارتفعت هذا العام أيضا، حيث وصل سعر قنطار الشعير إلى 4 آلاف دج، والنخالة 3500 دج للقنطار بالمطاحن الخاصة، غير أن السعر النهائي للماشية في الأسواق يتحدد بالعرض والطلب الموجودين.

إمكانية انتقال كورونا عبر الماشية وأكل اللحوم ضعيفة جدا

من جانب آخر، ومع اقتراب العيد، برزت تساؤلات حول إمكانية أن ينتقل فيروس كورونا من الإنسان إلى الماشية ومن ثم من الماشية إلى الإنسان، وهو ما ردت عليه سابقا منظمة الصحة العالمية والعديد من الخبراء الذين أكدوا، بعد دراسات عديدة، أنه لا دليل حتى الآن على أن الحيوانات الأليفة منها الماشية يمكنها أن تنقل فيروس كورونا المستجد، مشيرين إلى أنه "من غير المرجح" أن ينتقل المرض من الإنسان إلى الحيوان. 

ووفقا للنتائج التي توصل إليها الخبراء في هذا الصدد، فإنه "لم يتبين وجود أي دليل علمي على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تلعب دورا في انتشار كوفيد 19"، مؤكدين "أن احتمال انتقال الفيروس من الإنسان إلى الحيوان ضئيل للغاية"، ولو أن الفيروس برز بداية عند الوطواط وتحول إلى نوع آخر قبل انتقاله إلى الإنسان. إلى ذلك، استبعد الخبراء أيضا إمكانية انتقال الفيروس من خلال أكل اللحوم منها لحوم الخرفان والأبقار.

من نفس القسم الحدث