الحدث

جنائز تقام دون تباعد اجتماعي منذ رفع الحجر الجزئي

أسر تصر على إقامة الولائم والتجمعات دون أي وقاية من فيروس كورونا

لا تزال العديد من العائلات تحافظ على نفس العادات في إقامة الجنائز لغير المتوفين بفيروس كورونا، في ظل غياب أي ضوابط لإقامة مثل هكذا مناسبات، وهو ما يجعل التخوف مشروعا من أن تتحول هذه الجنائز التي عادت لتقام بتجمعات كبيرة ودون ضوابط واضحة وأحيانا التراخي في التقيد بتدابير الوقاية، منها لبس الكمامات، إلى بؤر لتفشي الفيروس التاجي، وهو ما حدث في أغلب الدول التي عانت من تفش كبير للوباء، منها دول أوروبية.

 

منذ ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا بالجزائر سارعت السلطات العمومية إلى حظر إقامة الأعراس وغلق قاعات الحفلات كإجراء احترازي لمنع انتقال العدوى، لاسيما أن تسجيل أولى الحالات المؤكدة في الجزائر كان في عرس، غير أنه لم يتم وضع ضوابط محددة وصارمة لكيفية إقامة الجنائز في الجزائر لغير المتوفين بفيروس كورونا، باعتبار أن المتوفين بالفيروس التاجي يدفنون بطريقة مباشرة من المستشفى إلى مكان الدفن.

ومع تراجع حالات الإصابة بالفيروس بالجزائر وبدء الرفع التدريجي للحجر الصحي وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، اعتقد كثيرون أن الجزائر تجاوزت مرحلة الخطر وهو ما مهد الطريق لعودة عادات كانت الأسر قد تخلت عنها إلى حين، منها عادات الدفن وإقامة الجنائز، وعادت العديد من الأسر لتحافظ هذه الأيام على نفس العادات القديمة في إقامة هذه المناسبات، وعبر العديد من ولايات الوطن، منها ولايات تسجل مستوى عاليا من الإصابة بالوباء في مقدمتها العاصمة، حيث لا تزال الجنائز تقام بالتجمعات سواء للدفن أو لتقديم التعازي لعائلة المتوفى، حيث تشارك في تشييع جثمان المتوفى أحيانا أعداد تصل إلى 30 و40 فردا من أسرته وأبناء الحي ومعارف المتوفى، وتقام صلاة الجنازة على أبواب المقابر كبديل عن المساجد التي لا تزال الصلاة بها معلقة في إطار الوقاية من الوباء، في حين يحضر لتقديم التعازي أيضا أعداد كبيرة من الأسرة الواحدة، ويتجاهل المشاركون في هذه الجنائز في كثير من الأحيان شروط التباعد الاجتماعي، حيث لا يتوانون عن التصافح وحتى التقبيل، خاصة إذا تعلق الأمر بأفراد أسرة لم يلتقوا منذ مدة، بينما لا يطبق كثيرون خلال حضورهم للجنائز الشروط الوقائية المطلوبة، منها ارتداء الكمامات، رغم أن هذه الأخيرة تعد شرطا أساسيا لدخول المقابر.

من جانب آخر، فإن بعض الأسر ورغم خطورة الوضع واستمرار انتشار فيروس كورونا في العالم وبالجزائر، لا تزال تحرص على تنظيم الولائم كحسنات على من فقدوا، حيث لا يزال ما يعرف بـ"الثلاثة أيام" يقام في الكثير من البيوت ويحضر فيه عدد من أفراد أسرة المتوفى. وفي ظل هذه التجاوزات فإن تحول الجنائز التي تقام هذه الفترة دون أي ضوابط إلى بؤر لتفشي فيروس كورونا أمر جد وارد، خاصة أن الجنائز كانت سببا في تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول التي عرفت مستوى كارثيا لانتشار الوباء، على غرار إسبانيا وأمريكا، لتبقى السلطات العمومية مطالبة بوضع ضوابط والتحرك لوقف التجاوزات التي تحدث أثناء إقامة الجنائز، حتى لا تكون سببا في ظهور موجة وباء ثانية من فيروس كورونا بالجزائر.

من نفس القسم الحدث