الحدث

مخاوف من موجة ثانية من كورونا والالتزام بالوقاية أهم الحلول

إعادة فرض الحجر على بعض الولايات واردة

 

كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد على أنه من غير المعروف حاليا إذا كانت الجزائر تمر بموجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، على صعيد آخر أوضح أن استئناف بعض النشاطات الطبية والجراحية على مستوى المصالح الطبية بالمؤسسات الصحية للبلاد "لن يؤثر" على فعالية الوحدات العملياتية التي تم تخصيصها للتكفل بالمصابين فيروس كورونا (كوفيد 19) ومجابهة تفشي الجائحة.

 

عبد الرحمن بن بوزيد وفي تصريحات صحفية أدلى بها أمس خلال زيارة عمل إلى ولاية بومرداس أن الأمر لا يخص الجزائر فحسب، بل أن العديد من دول العالم تشهد حاليا ارتفاعا في عدد الحالات، مؤكدا أنه رغم كل المخابر الطبية المتطورة عالميا لم يتم بعد التحكم في الفيروس بصفة علمية، وأضاف أن العديد من الباحثين العالميين تراجعوا عن الكثير من أقوالهم السابقة فيما يخص الفيروس، الذي يتغير باستمرار.

وفي سياق متصل، خصصت وزارة الصحة تخصيص 51 مركزا للحجر الصحي من أجل الحد من انتشار الفيروس، وذلك عبر 15 ولاية من الوطن لاستقبال المواطنين الوافدين من الخارج وتنصيب لجنة علمية مكلفة بتطورات الوباء.

كما تم تخصيص في بداية الوباء 6000 سرير خاص بالإنعاش ولم يتم استعمال لحد الان سوى نسبة 17 بالمائة منها وكذا فتح 26 مركزا للفحوص والتشخيص بمختلف مناطق الوطن، وساهمت "فعالية في تطوير العلاج وتدعيم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الوباء ورفع مستوى مخزون المستلزمات الوقائية والحماية من بينها كواشف التشخيص ودواء علاج الوباء وكذا الكمامات".

وبخصوص توفر الكمامات أشار بن بوزيد الى المخزون الوطني لهذه الوسيلة الطبية الواقية والذي يقدر حاليا بأزيد من 16 مليون كمامة مذكرا بأن العديد من "القطاعات ما زالت تساهم حاليا في إنتاج ما يفوق مليوني كمامة يوميا تطابق المعايير الصحية لتوفيرها بأسعار معقولة لفائدة المواطنين"، كما دعا المواطنين إلى ضرورة احترام الإجراءات الصحية من خلال الالتزام بمسافة التباعد وشروط النظافة واستخدام الكمامات.

وأشاد مسؤول قطاع الصحة بالمستوى "الجيد" للعلاج والدواء المستعمل الذي مكن انخفاض في عدد الوفيات من "حوالي 30 وفاة إلى أقل من 10 يوميا"، وشدد بن بوزيد على أهمية "الالتزام بتوجيهات المنظمة العالمية للصحة من أجل تحسين طرق ومستوى العلاج والاطلاع على أهم المعلومات حول الوباء للحد من انتشاره قصد التمكن من القضاء على الفيروس ورفع الحجر الصحي كليا في مختلف ولايات الوطن" مذكرا بجهود ومساعي كل القطاعات في إعداد برتوكولات صحية من أجل عودة مختلف النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

 

استئناف النشاطات الطبية والجراحية تدريجيا بالمستشفيات

هذا وقال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن استئناف بعض النشاطات الطبية والجراحية على مستوى المصالح الطبية بالمؤسسات الصحية للبلاد "لن يؤثر" على فعالية الوحدات العملياتية التي تم تخصيصها للتكفل بالمصابين فيروس كورونا (كوفيد 19) ومجابهة تفشي الجائحة، وأكد الوزير خلال زيارة تفقدية لمشاريع قطاع الصحة بهذه الولاية أن بعض النشاطات الطبية والجراحية قد استؤنفت بصورة "تدريجية" على مستوى المصالح الطبية بالمؤسسات الصحية بالبلاد للتكفل بالحالات الإستعجالية و أن ذلك "لن يؤثر على فعالية الوحدات العملياتية التي تم تخصيصها للتكفل بمرضى فيروس كورونا"، مشددا على ضرورة التقيد الصارم بتدابير الوقاية.

وقال بن بوزيد في هذا الصدد: "إلى جانب تشخيص المصابين بفيروس كورونا والتكفل بهم من خلال تخصيص وحدات عملية، فقد طلبنا من بعض المصالح الطبية والجراحية العودة لاستئناف نشاطاتها الطبية بصورة تدريجية وفق بروتوكول صحي صارم لأنه ليس من الضروري تعطيل نشاط باقي المصالح الطبية والاستعجالية"، مضيفا أنه "علينا التعايش مع الوباء والتكيف معه وكذا توحيد انشطة القطاع الصحي والإعداد لفترة ما بعد وباء كورونا".

وأشار الوزير إلى أن زيارته لبعض مشاريع القطاع ببومرداس تندرج في مجال تفقد مدى تنفيذ برنامج الحكومة وبعث المشاريع المعطلة بسبب تفشي وباء كورونا بغية تحسين الخدمات الصحية للمواطن تمهيدا لمرحلة ما بعد الجائحة.

وفي نفس السياق، قال أنه سيقوم بزيارة عدد من الولايات قريبا لدفع المشاريع الصحية المستعجلة لتكون جاهزة خلال الدخول الجامعي المقبل على غرار مستغانم والأغواط التي تستدعي مثل هذه الهياكل الاستشفائية الجامعية لتعزيز تكوين الأطقم الطبية والشبه طبية.

من جهة أخرى، أفاد بن بوزيد أن المعطيات حول كوفيد-19 "تتغير باستمرار وبتسارع" وأن "التخوف من موجة ثانية للفيروس لا يوجد في الجزائر فحسب بل ينطبق على العالم بأسره"، وتطرق الوزير الى الامكانيات الطبية للبلاد بالقول أنه "رغم كل الجوانب السلبية لجائحة كورونا، غير أنها كشفت عن كفاءات علمية جديدة في الجامعات والمعاهد الجزائرية، حيث تم اختراع جهاز تنفسي اصطناعي بجامعة بومرداس وغيرها من التجهيزات الطبية كما ساهمت جميع القطاعات والمؤسسات في رفع مستوى إنتاج الأقنعة الصحية الواقية وتوفيرها وهي تكفي لسد الاحتياجات الوطنية"، وجدد التأكيد بالمناسبة على توفر كافة المستلزمات الطبية والشبه طبية لافتا الى أن المخزون الحالي المتوفر في الصيدلية المركزية للمستشفيات "يكفي للتكفل باحتياجات كل المؤسسات الاستشفائية الوطنية".

وقال في هذا الشأن أن "الجزائر تأمل في إنتاج وافر للأقنعة الواقية بغاية تصدير كميات منها إلى البلدان الإفريقية في إطار تعزيز الشراكة الثنائية وبعث صناعة التجهيزات الطبية والصيدلانية" مشيرا أنه قد تباحث مؤخرا مع وزير الصحة الموريتاني لتصدير هذه المادة نحوها.

وعن حالات الإصابة بفيروس كورونا قال الوزير إن "ارتفاع عددها مسجل على المستوى العالمي ولا يخص الجزائر فقط بالنظر لطبيعة الفيروس الذي نجهله تماما"، موضحا أن خلية الأزمة التي تتابع فيروس كورونا بالوزارة الأولى "لديها معطيات دقيقة حول الوضع الوبائي وقد كلفت خلية عملياتية تتوفر على كافة الوسائل والآليات، لإجراء تحقيق وبائي على مستوى ولاية سطيف (العلمة) التي عرفت ارتفاع مقلق في عدد الإصابات".

من نفس القسم الحدث