الحدث

تأجيل الاصطياف سبب في ارتفاع حرائق الغابات

تعرف هذه الأماكن إقبالا كبيرا من الأسر والشباب للتخييم والاستجمام في الآونة الأخيرة

دفع تأجيل موسم الاصطياف في إطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا الجزائريين للإقبال بشكل كبير على الغابات من أجل الاستجمام، خاصة بعد رفع الحجر الصحي عن 19 ولاية وتعديل توقيته عبر 29 ولاية أخرى، وهو ما جعل الخبراء يدعون السلطات العمومية إلى ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية وسط الأسر حول حرائق الغابات التي قد تحدث في الفترة المقبلة.

موازاة مع تسطير وزارة الداخلية بمعية الحماية المدنية برنامجا وقائيا خاصا بحرائق الغابات هذه السنة، أكد الخبراء أنه من الضروري تكثيف الحملات التحسيسية وسط الأفراد والأسر من أجل القضاء على بعض الممارسات التي تعد سببا في اندلاع الحرائق عبر الغابات التي تعرف إقبالا من طرف الأسر، خاصة في الفترة الحالية، حيث تم تأجيل موسم الاصطياف، وهو ما جعل الغابات الملاذ الوحيد للعائلات والشباب من أجل التخييم والاستجمام، وهو ما يستوجب على المواطنين أن يتحلوا بحس المسؤولية وينخرطوا في العمل التطوعي الذي يرمي إلى الفائدة العامة. 

فتصرفات مسيئة للبيئة قد تشجع اندلاع الحرائق، لا سيما عدم الحرص على تنظيف أماكن الاستراحة التي يشغلونها في المساحات الخضراء، وترك مسببات الشرارات في الغابات، وهو ما يستوجب التزاما أكبر من طرف المستجمين وكل زوار المساحات الغابية ومناطق الراحة في الجزائر، ويشير الخبراء، في ذات السياق، أن نجاعة المخطط الذي سطرته الحكومة مع مديرية الغابات للوقاية من حرائق الصيف هذه السنة، مرتبط بالوسائل والإمكانيات وكذا الاستراتيجية الوقائية وجهاز اليقظة وحملات التحسيس أيضا، مؤكدين أن الغابات في الجزائر كثيفة جدا، وهي بحاجة إلى نظام وقائي خاص مثلما كان مطبقا في سنوات الستينيات والسبعينيات، ليبقى الإشكال هو عدم فعالية السياسة الوقائية المطبقة حاليا، فالجزائر تحتاج إلى استراتيجية خاصة لحماية غاباتها من الحرائق، تسيرها هيئة مستحدثة مكونة من أكثر من وزارة تنسق فيما بينها من أجل حماية الغطاء النباتي، لأن الاستمرار بنفس الاستراتيجية القديمة لن يكون مجديا.

وعن الأسباب الرئيسية وراء اندلاع الحرائق، يحصرها المختصون في حرارة الطقس وغياب سياسة بالنسبة إلى الإقليم، فضلا عن غياب تهيئة ومسالك للجبال تشرف عليها وزارتا الفلاحة والداخلية، فضلا عن الممارسات السلبية لزوار الغابات وحتى الأيادي "الخبيثة" التي ترفع من بقعة الحرائق عمدا، خاصة في السواحل بغية الاستيلاء على الأراضي، مضيفين أن ارتفاع معدلات الحرائق كل فصل صيف ستكون له أبعاد خطيرة على المحيط والمناخ الذي يفقد على المدى المتوسط والبعيد توازنه.

للإشارة، فقد عمدت جل الولايات، منها الولايات الساحلية، إلى تفعيل مخطط الحماية من حرائق الغابات 2020، ويعول بفضل المخطط الحالي على تقليص مساحة الغابات المتلفة. ويشمل المخطط أيضا أشغالا وقائية ورفع النفايات وكل مسببات الحرائق، إضافة إلى تهيئة المسالك الغابية لتسهيل عمليات التدخل في حال نشوب بؤر حريق في أي مساحة كانت.

من نفس القسم الحدث