الحدث

أزمة نقل خانقة بالمدن الكبرى بسبب فتنة البروتوكول الصحي

الناقلون الخواص ينتظرون رد الوصاية

تعرف المدن الكبرى، في هذه الفترة، أزمة نقل خانقة، حيث لم يلتحق العديد من الناقلين الخواص وسائقي الأجرة بعملهم، موازاة مع عودة العمال المسرحين إلى مناصب عملهم، وهو خلق طلبا كبيرا على وسائل التنقل الجماعية التي رفض أصحابها البروتوكول الصحي الذي فرضته وزارة النقل عليهم، ما خلق فتنة كبيرة في القطاع يدفع ثمنها المواطن.

ورفض العديد من الناقلين الخواص وعلى رأسهم أصحاب سيارات الأجرة، بأغلب المدن الكبرى، العودة إلى عملهم إلى غاية استجابة السلطات الوصية لمطالبهم المتمثلة في تخفيف الإجراءات الوقاية التي فرضت عليهم، في حين عرفت وسائل النقل الأخرى، على غرار حافلات النقل العمومي والخاص، عودة محتشمة في معظم الولايات، منها العاصمة، لأسباب تقنية، وهو ما خلق أزمة نقل خانقة في هذه المدن موازاة مع عودة 50 بالمائة من العمال الذين استفادوا من عطلة استثنائية ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ما رفع الطلب على وسائل النقل الجماعية التي غابت بالمحطات، وهو ما خلق معاناة كبيرة للعمال العائدين إلى مناصب عملهم والذين وجدوا أنفسهم رهينة تطبيقات التاكسي وأصحاب سيارات "الكلونديستان".

من جانب آخر، فقد ضرب أغلب سائقي التاكسي الذين عادوا إلى العمل عرض الحائط بإجراءات البرتوكول الصحي للحماية من فيروس كورونا، حيث استأنف هؤلاء نشاطهم دون التقيد بالشروط والتدابير التي نص عليها مقابل استئناف نشاطهم، وذلك بحجة أن بعض التدابير الوقائية تعد تعجيزية وستحد من أرباحهم اليومية بعد خسائر تكبدوها طيلة 3 أشهر من التوقف عن النشاط. 

وعبر المدن الكبرى وفي مقدمتها الجزائر العاصمة، وهران وقسنطينة، لم يحترم أغلب أصحاب سيارات الأجرة البروتوكول الصحي الذي جاء موازيا لعودتهم إلى النشاط. ففي جولة قادتنا إلى محطات نقل سائقي الأجرة بالعاصمة، وقفنا على مخالفة العديد منهم لتعليمات الوزارة الوصية التي أقرت في المرحلة الثانية من تخفيف الإجراءات الحجر الصحي استئناف نشاط سيارات الأجرة، لكن وجب على أصحابها التقيد بالتدابير لتأمين الزبون. وفي مقدمة هذه المخالفات عدم ارتداء بعض السائقين للكمامات أثناء تواجد الزبائن معهم، حيث يقوم هؤلاء السائقون بوضع الكمامات فقط أثناء المرور على حواجز المراقبة التابعة للشرطة أو الدرك الوطني، بينما يمتنعون عن وضع هذه الأخيرة في الأحياء والشوارع والطرقات التي تقل فيها التغطية الأمنية، في حين أن العديد من السائقين لم يلتزموا أيضا بشرط تغليف مقاعد السيارات من أجل تسهيل عملية تنظيفها، كما لم يلتزم معظم السائقين بشرط وضع زجاج عازل بين السائق والزبون، إلى جانب إهمال التعقيم والالتزام بنقل زبون واحد فقط، وغيرها من التدابير التي نصت عليها الجهات المعنية، حيث لم يتمكن أغلب سائقي سيارات الأجرة من تطبيق الشروط الوقائية التي فرضتها السلطات، ما جعل أكثر من 80 بالمائة من السائقين بالعاصمة يرفضون الالتحاق بعملهم، في انتظار رد الوزارة الوصية على المطالب التي رفعتها فدرالية سائقي الأجرة والتي طالبت بتخفيف الإجراءات الوقائية.

من نفس القسم الحدث