الحدث

سياحة المغامرة، السياحة الجبلية والسياحة الافتراضية جديد صيف 2020

الفاعلون في القطاع يدعون لتقديمها كبدائل في ظل الوضع الاستثنائي الذي خلقته الجائحة

 

برزت العديد من الاقتراحات هذه السنة فيما يتعلق بإنقاذ موسم السياحية، في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضها فيروس كورونا، حيث دعا فاعلون ونشطاء في القطاع ووكالات سياحية للتركيز هذا الموسم على السياحة الجبلية كبديل للشواطئ وأماكن الاستجمام الأخرى، مع إنعاش ما يعرف بسياحة المغامرة التي تملك فيها الجزائر مؤهلات كبيرة بحسب تصنيفات دولية، بالإضافة للاعتماد على السياحة الافتراضية للترويج للوجهة المحلية.

بسبب الوضع الحالي واستمرار تفشي فيروس كورونا عالميا مع حلول فصل الصيف الذي يعتبر موسما سياحيا بامتياز، فإن قطاع السياحة وجب عليه لزاما التكيف مع هذا الوضع، خاصة أن هذا القطاع يعد في مقدمة القطاعات المتضررة من الجائحة، وهو ما جعل الفاعلين في القطاع يقدمون عددا من المقترحات قد يمكن اعتمادها كبدائل، على غرار السياحة الجبلية وسياحة المغامرة والسياحة الافتراضية، والتي يجب إنعاشها ليس فقط هذا الموسم وإنما جعلها هدفا ووضع استراتيجية لتطويرها في إطار تطوير القطاع السياحي في الجزائر ككل.

 

السياحة الجبلية في ظل الوضع الراهن أحسن بديل لقضاء عطلة الصيف

وحسب ما أكده محمد أمزيان، وهو مرشد سياحي وناشط في تنظيم الرحلات السياحية الخاصة، فإن السياحة الجبلية غير مكلفة وقريبة ولا تحتاج وقتا كبيرا من أجل استغلالها والتمتع بها، مشيرا أنه وفي ظل الوضع الراهن وانتشار فيروس كورونا وبقاء تاريخ افتتاح موسم الاصطياف غامضا، بدأ يلقى طلبا كبيرا لتنظيم رحلات سياحية جبلية، مضيفا أن الطلب من المتوقع أن يرتفع أكثر بعد رفع الحجر الصحي. وأوضح أمزيان أن الرحلات الجبلية التي ينظمها تكون وفق برنامج ممنهج مع التقاط صور تذكارية وتستعمل حتى علاجيا، لأن المشي في وسط الغابات مع هواء نقي يحسن ويعالج بعض الأمراض التنفسية، لكن المشكل الذي تعاني منه الجزائر هو نقص البنى التحتية الكفيلة بتطوير السياحة وجذب أكبر عدد من السياح. 

وقال محدثنا في هذا الصدد إنهم يتطلعون لتطوير هذا المجال بتضافر الجهود، لأن الهياكل والفنادق قليلة جدا. وعن الأسعار قال إنها مشجعة كثيرا ولهذا فهي البديل، في ظل الأزمة المالية التي تعانيها أغلب الأسر. 

من جهتهم، يشير الفاعلون في قطاع السياحة أنه من الخطأ حصر السياحة في الشواطئ وفي فصل الصيف، مؤكدين وجود مناطق جبلية يمكن أن تصنف عالميا قابلة لاحتضان مشاريع هامة. فعبر العديد من ولايات الوطن هناك مواقع سياحية جبلية هائلة يمكن تصنيفها عالميا لقدرتها على جذب وإنعاش السياحة الجبلية بفضل المعالم والمواقع التي تزخر بها، وهي قادرة على جلب المستثمرين مقابل توفير ما يجعل من الجبال فضاءات سياحية مفتوحة، غير أنهم يطالبون باستغلال هذه المواقع السياحية عبر توفير كل الإمكانيات والوسائل الإغرائية لجلب المستثمرين، بداية بتهيئة وصيانة وتعبيد الطرق الجبلية وفتح المسالك المؤدية إلى الجبال لكي تسمح بإقامة منتجعات سياحية ومركبات رياضية وشاليهات وحظائر للألعاب وبعث الصناعات التقليدية بجوار المرافق.

 

دعوة للاستثمار في سياحة المغامرة لكسب سياح دائمين

ومن بين الاقتراحات المقدمة لترقية العرض السياحي بالجزائر، في هذه الفترة، من طرف الوكالات السياحية، تبرز سياحة المغامرة، فالجزائر تزخر بقدرات هائلة من شأنها أن تجعل من بلادنا من بين أهم الوجهات السياحية في العالم، حسب تصنيف المنظمة البريطانية "بريتيش باك باكر سوسايتي" الذي صدر مطلع العام الجاري.

وحسب الفاعلين في قطاع السياحة، فإنه يمكن لهذا النوع من السياحة غير المكلف ضمان الوجهة الأفضل خاصة بالنسبة للسياح الأجانب الراغبين في قضاء جولة سياحية استكشافية ممتعة، والحصول على بعض الراحة والاسترخاء الذي يساهم في تجاوز الضغوطات والآثار السلبية للحجر الصحي. كما أن هذا النوع من السياحة من شأنه أن يعد بوابة لاستكشاف الإمكانيات السياحية التي تزخر بها الجزائر، ويكسب البلاد سائحين دائمين لها. وكانت منظمة "بي بي أس"، المنظمة الرائدة في سياحة المغامرات التي تضم عدة خبراء في هذا النوع من السياحة في العالم، إلى أنه "يمكن للصناعة السياحية الجزائرية أن تسجل أرقاما عالمية في النمو خلال السنوات العشر القادمة". 

كما أكدت المنظمة ذاتها أن البلاد "تزخر بمناظر صحراوية خلابة وأناس مضيافين وآثار تاريخية من كل الحضارات، فضلا عن جوار جغرافي مع أوروبا التي تضم أكبر المجموعات السياحية المولعة بسفر المغامرات"، وهو ما جعل الفاعلين في القطاع يطالبون بمزيد من الاستثمار في هذا النوع من السياحة، ليس فقط كبديل في ظل جائحة كورونا وإنما على المدى المتوسط والبعيد، لتأسيس سياحة مغامرة جاذبة للسياح في الفترة المقبلة.

 

السياحة الافتراضية المفتاح لتجاوز قطاع السياحة بالجزائر زمة كورونا

بالمقابل، فقد كانت وزارة السياحة السباقة لدعوة الفاعلين في القطاع من أجل اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الرامية لخلق ديناميكية ترويجية افتراضية للوجهة السياحية في عز الأزمة الصحية العالمية، حيث طالبت الوصاية الوكالات السياحية ومختلف الفاعلين بتعزيز السياحة الرقمية وتفعيل ما أصبح يعرف اليوم بالسياحة الافتراضية أو سياحة المنازل، والترويج الرقمي للصناعة التقليدية، من خلال برمجة الزيارات الافتراضية التي تساهم في الترويج لوجهة الجزائر وللمنتج التقليدي الجزائري دون عناء التنقل، وهو ما ثمنه مختلف المتداخلين في قطاع السياحة، كالوكالات السياحية التي اعتبرت أن هذه الإجراءات من شأنها أن تساهم في اختيار المقصد السياحي الداخلي واختيار منتجات الصناعة التقليدية الوطنية ما بعد وباء كورونا"، وهو ما يتماشى مع "سياسة الحملة التوعوية الدولية لمكافحة فيروس كورونا المستجد التي أطلقتها المنظمة العالمية للسياحة تحت شعار "البقاء في المنزل اليوم يعني السفر غدا".

من نفس القسم الحدث