الحدث

اللاجئون الأفارقة يعاودون الانتشار دون كمامات ولا تدابير وقائية

تساؤلات حول سبب عودتهم في ظل الأزمة الصحية الراهنة

 

تشهد شوارع المدن الكبرى، هذه الأيام، عودة قوية للاجئين الأفارقة وحتى السوريين، تزامنا وانتشار فيروس كورونا، وهو ما دفع للتساؤل عن سر هذه الموجة الجديدة من اللاجئين وكيف دخلوا التراب الوطني، وهل يعقل أن يبقوا منتشرين في الأزقة والطرقات دون أي تدابير وقائية تحميهم في هذا الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد والعالم بأسره.

 

تعرف العاصمة ومدن كبرى، هذه الأيام، نزوحا جماعيا كبيرا للمهاجرين الأفارقة وحتى السوريين، وسط تساؤلات لدى الجزائريين عن خلفيات هذه العودة القوية للاجئين الأفارقة، بعدما قامت السلطات الجزائرية بتهجير عدد هام منهم وإعادتهم إلى بلدانهم، حيث عاد المتسولون الأفارقة من مختلف الجنسيات لاكتساح شوارع كبريات المدن الجزائرية من جديد، رغم الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر والعالم بسبب فيروس كورونا والإجراءات الوقائية المشددة لمنع انتشار وتفشي الوباء. 

ويتساءل الشارع الجزائري عن خلفيات هذه الموجة الجديدة من اللاجئين الأفارقة، والطريقة التي دخلوا بها الجزائر التي قامت بغلق حدودها وكافة العابر البرية كإجراء وقائي من انتشار وباء كورونا، أم أن الأمر يتعلق بلاجئين كانوا متواجدين أصلا بالتراب الوطني ولم يغادروه، وظهروا مع الأزمة الصحية الحالية مرة أخرى، خاصة أن أرباب العديد من عائلات اللاجئين الأفارقة كانوا يعملون عبر ورشات البناء التي توقفت بسبب الأزمة الصحية، وهو ربما ما دفع هؤلاء للعودة للشوارع من أجل التسول، شأنهم شأن اللاجئين السوريين الذين يعملون في قطاع المطاعم والألبسة والتي توقفت هي الأخرى بسبب الأزمة الصحية، ما قد يكون قد خلق لهم على غرار الأسر الجزائرية ضائقة مالية كبيرة دفعتهم للعودة للشوارع من أجل التسول، وهو الأمر الذي يبقى مجرد فرضيات لم تؤكد من أي مصدر رسمي أو حتى من الجمعيات التي كانت تعنى بالتكفل بهذه الفئة. 

وكان اللاجئون الأفارقة قد قل تواجدهم في مناطق كثيرة، ليعودوا بشكل كبير، كما هو الشأن في بالعاصمة حيث تعرف العديد من الأحياء انتشارا كبيرا للاجئين أفارقة وحتى وسريين يمتهنون حرفة التسول عبر المحاور الكبرى وإشارات المرور. ويلاحظ بهذه الأماكن وجود عائلات بأكملها وهي جالسة على قارعة الطرقات والساحات العمومية أو بجانب المحلات، تستجدي المارة عن طريق فتيات صغيرات يقتربن منهم طالبات نقودا أو صدقة من دون أي احتياط أو وقاية. 

والملاحظ هذه الفترة هو عدم التزام اللاجئين الأفارقة بالإجراءات المطلوبة للوقاية من فيروس كورونا، حيث إنهم لا يرتدون كمامات ولا يلتزمون بالتباعد وشروط النظافة، ولا يغسلون أيديهم بعد تسلمهم للنقود وغيرها من الصدقات في هذه الفترة الحساسة من انتشار الفيروس، وهو ما جعل العديد من المواطنين يطالبون السلطات الولائية بضرورة التكفل بهؤلاء اللاجئين الأفارقة من حيث الوقاية الصحية، حيث اقترح البعض تخصيص مأوى لهم، وإجراء فحوصات طبية لهم من طرف مصالح الصحة، مع ضرورة توعيتهم بالتقيد بشروط الوقاية تفاديا للإصابة بهذا الفيروس أو نقله لغيرهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات الوصية.

من نفس القسم الحدث