الحدث

المدينة الذكية سيدي عبد الله خارج مجال التكنولوجيا خلال الحجر الصحي؟!

لا هاتف ثابت ولا أنترنت ولا شبكة جيل رابع مع سوء في شبكة الهاتف النقال

يعيش سكان المدينة الجديدة بسيدي عبد الله مفارقات عجيبة، حيث يبدو أن المدينة الذكية أخذت من الذكاء التكنولوجي الاسم فقط، فلا شبكة أنترنت موجودة ولا هاتف ثابت تم إطلاق خدمته، في حين يعاني السكان من شبكة جد رديئة للهاتف المحمول وخدمة أنترنت الجيل الرابع للمتعاملين الثلاثة دون استثناء، وهو ما جعل السكان خلال فترة الحجر الصحي يعانون عزلة حقيقية في مدينة من المفروض أنها نموذج في التطور التكنولوجي الرقمي في الجزائر.

يعاني سكان المدينة الجديدة بسيدي عبد الله، منذ تدشينها، مشاكل بالجملة فيما يتعلق بتزودهم بخدمة الأنترنت، حيث لم يتم إلى غاية الآن إطلاق مشروع الألياف البصرية الذي سبق لمؤسسة اتصالات الجزائر أن أعلنت عنه، وهو ما حرم المدينة من شبكة الهاتف الثابت وشبكة الأنترنت "أدياسال"، ما جعل أغلب القاطنين بهذه المدينة يلجأون إلى خدمة الأنترنت من الجيل الرابع، غير أن ذلك لم يكن خيارا أفضل، حيث تعد شبكة الهاتف النقال بالمدينة جد رديئة وبالنسبة للمتعاملين الثلاثة، ما جعل خدمة الجيل الرابع كارثية، وحتى بالنسبة للاتصالات فإن سوء الشبكة بات يجبر بعض السكان بالمدينة على قطع الكيلومترات بعيدا عن مقر سكناهم فقط من أجل إجراء مكالمة هاتفية في مدينة أخذت من الذكاء الاسم فقط. 

وقد اشتكى السكان أكثر من مرة من هذه الوضعية وبعثوا بمراسلات لفرع اتصالات الجزائر بالمدينة وأودعوا عدة شكاوى لدى متعاملي الهاتف النقال، إلا أن هؤلاء في كل مرة كانوا يردون بأن مشكل الشبكة مرتبط بنقص أجهزة الإرسال، وهي الإشكالية التي وعد المتعاملون بحلها دون أي جدوى.

وحسب ما أكده عدد من السكان في تصريحات لـ"الرائد"، فإن هذه الوضعية تفاقمت بشكل أكبر منذ بدء الحجر الصحي، حيث بات من المستحيل على السكان الاتصال بشبكة الأنترنت في أوقات ما يعرف بالذروة، ما جعلهم يعيشون عزلة حقيقية. وفي انتظار معالجة هذه المشاكل التقنية والتكنولوجية في مدينة من المفروض أنها نموذج للمدن المتطورة والذكية في الجزائر، يبقى سكان سيدي عبد الله يعانون التخلف التكنولوجي والرقمي ويقطعون المسافات فقط لإجراء مكالمة هاتفية. 

للإشارة، فإن هذه المشاكل كان قد سبق وطرحها السكان وناقشها مختصون وخبراء في التكنولوجيات الحديثة، معتبرين أن المدينة الجديدة لسيدي عبد الله لا تملك أي مقومات للمدن الذكية، متسائلين هل يعي المسؤولون في الجزائر جيدا ما معنى المدينة الذكية. وللتذكير، فقد تم تدشين سيدي عبد الله في 11 ديسمبر 2016 وأطلقت عليها تسمية "أول مدينة ذكية في الجزائر". 

وتضم المدينة مشاريع سكنية ضخمة، في مقدمتها صيغة الترقوي العمومي بأكثر من 5000 وحدة وصيغة البيع بالإيجار "عدل" بأكثر من 44 ألف وحدة سكنية، وتتربع على مساحة قدرها 7 آلاف هكتار.

من نفس القسم الحدث