الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
عادت حوادث المرور هذه الفترة مع حلول فصل الصيف لترتفع مرة أخرى، بعدما شهدنا استقرارا في ضحاياها خلال فترة الحجر الصحي. وقد بلغت حصيلة قتلى الحوادث خلال اليومين الأخيرين نفس حصيلة الوفيات بوباء كورونا، وهو ما جعل الخبراء في السلامة المرورية يطلقون صفارات إنذار، داعين لتكثيف الحملات التحسيسية هذه الأيام من أجل التقليل من حوادث فصل الصيف.
بعد فترة من الاستقرار في نسبة وضحايا حوادث المرور تزامنا والحجر الصحي الذي فرض على ولايات الوطن لحوالي ثلاثة أشهر متتالية، عادت هذه الأيام حوادث المرور لترتفع مرة أخرى، حيث سجلت خلال نهاية الأسبوع الماضي حصيلة ثقيلة من عدد الوفيات بسبب هذه الحوادث، خلال 24 ساعة، كانت نفس حصيلة الوفيات بوباء كورونا في 24 ساعة أيضا، وهو ما دفع بالخبراء في السلامة المرورية لدق ناقوس الخطر من تزايد حوادث المرور في هذه الفترة، مع أن الحجر الصحي لم يرفع بعد، وهو ما يعني أن هذه النسبة مرشحة للارتفاع أكثر عند رفع الحجر الصحي بشكل نهائي وتحرير حركة وتنقلات المواطنين، وعودة النقل الجماعي والنقل ما بين الولايات والذي يعد أكبر حاصد لأرواح الجزائريين وأكبر متسبب لحوادث المرور وفي كل الفصول.
وعن الموضوع، أكد الخبير في السلامية المرورية ورئيس نقابة مدارس تعليم السياقة، زين الدين أودية، أمس، أن ارتفاع حوادث المرور هذه الفترة مرده السرعة المفرطة بسبب حظر التجوال، حيث تسجل عادة حوادث المرور في الفترة التي تسبق حظر التجوال في الفترة المسائية، مضيفا أن أكثر الحوادث هذه الفترة سجلت في المناطق الحضرية أيضا. وعليه فإن الوضع أصبح خطيرا ومن الضروري التحرك سريعا حتى لا نرى مجازر طرقات خلال فصل الصيف وفي مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي وعودة وسائل النقل الجماعية للعمل.
وقال أودية، في ذات التصريح، إن الأرقام والإحصائيات الدورية لحوادث المرور في الجزائر تشير أن هذه الأخيرة ترتفع عادة بنسبة 70 بالمائة في الفترة الصيفية مقارنة بباقي أيام السنة، خاصة ما تعلق بحوادث السيارات السياحية التي يسوقها فئة الشباب والمراهقين، في حين تسجل أكبر نسبة من الحوادث في هذه الفترة على مستوى الولايات الساحلية عادة.
وأضاف أن حوادث المرور في فصل الصيف مرتبطة بالسرعة المفرطة والتجاوزات الخطيرة والسائقين المتهورين، بالإضافة إلى ارتفاع عدد السيارات التي تقصد شمال البلاد كل صيف، وهناك عوامل أخرى يشير أودية، منها الارتفاع القياسي لظاهرة السياقة في حالة سكر، خاصة بالقرب من المركبات السياحية، خاصة في السهرات الصيفية الطويلة، فضلا عن حالات التهور التي تزداد خلال هذا الموسم ودرجات الحرارة المرتفعة التي تؤدي إلى إصابة السائقين بالضيق الشديد.
واعتبر أودية أن هذه الفترة من السنة التي يمكن نعتها بالحرجة، دفعت مصالح الدرك الوطني إلى تبني مخطط دلفين، القاضي بتجنيد مئات الأعوان لضمان السلامة المرورية عبر الطرقات الشمالية للبلاد.
ونفس الشيء بالنسبة للشرطة، حيث تضع مديرية الأمن الوطني قواتها في حالة استنفار على مستوى الطرق السريعة المؤدية إلى الشواطئ، لكن هذه الإجراءات أثبتت محدوديتها بالنظر إلى تواصل تسجيل أرقام مرعبة من القتلى والجرحى خلال هذه الفترة.
للإشارة، فإن المديرية العامة للدرك الوطني كانت قد أعدت اقتراحات للحكومة مبنية على تحاليل علمية ميدانية حول حوادث المرور، مؤكدة أن حصيلة الحوادث بلغت 22 ألف حالة وفاة في 2019 يعود أكثر من 96 بالمائة منها إلى الأخطاء البشرية.