الحدث

هل سينقذ السياح الجزائريون الاقتصاد التونسي مرة أخرى؟!

فتح الحدود البرية نهاية جوان وتسهيلات للجزائريين لاستقطابهم هذا الصيف

 

في وقت يكتنف موعد إطلاق موسم الاصطياف في الجزائر حالة من الغموض بسبب استمرار الحجر المنزلي وتفضيل السلطات عدم المخاطرة بصحة الجزائريين والتريث لفترة أخرى قبل بدء رفع القيود وافتتاح الموسم رسميا، باشرت الشقيقة تونس تحضيراتها لموسم السياحة لهذه السنة، وتعول مرة أخرى على الجزائريين لإنقاذ هذا الموسم الذي يأتي في ظل استمرار انتشار وباء كورونا عالميا، حيث أقرت السلطات التونسية مجموعة من التسهيلات من أجل دخول الجزائريين لأرضيها، في حين قررت فتح الحدود مع الجزائر نهاية جوان، غير أن السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل سنشهد تدفقا للسياح الجزائريين على الشقيقة تونس هذه السنة أم أن وباء كورونا سيحد من الحركة السياحية أحادية الجانب بين البلدين.

 

فتح الحدود البرية نهاية جوان هل سيكون من الجانبين؟

وقد أعلنت السلطات التونسية عن قرار فتح الحدود البرية والأجواء للملاحة الجوية بدءا من 27 جوان الجاري، بعد نجاح الحكومة التونسية في محاصرة وباء كورونا، وعدم تسجيل أية إصابة داخلية منذ أكثر من شهر، وقررت الهيئة الوطنية لمجابهة كورونا التي يترأسها رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، السماح بفتح الحدود البرية والجوية والبحرية انطلاقا من 27 جوان الجاري، بما فيها الحدود البرية مع الجزائر والمغلقة منذ 15 مارس الماضي، فيما لا يعرف ما إذا كانت السلطات الجزائرية ستقرر من جانبها فتح الحدود البرية، بما يسمح بعبور الآلاف من الجزائريين إلى تونس لقضاء العطلة، خاصة أن قيود الحجر الصحي في الجزائر لا تزال مفروضة بسبب استمرار تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات الإجمالية بفيروس كورونا، مع تسجيل معدل وفيات منخفض جعل السلطات في الجزائر تستمر في فرض الحجر الصحي والإجراءات المصاحبة له، منها تعليق الملاحة البحرية والجوية والاستمرار في غلق الحدود البرية.

 

تونس تعول على السائح الجزائري لإنقاذ موسمها وتقر عددا من التسهيلات

وتعول الشقيقة تونس على السائح الجزائري هذه السنة أيضا من أجل إنقاذ موسم السياحة الذي تضرر بشدة نتيجة لتفشي فيروس كورونا، حيث أقرت السلطات التونسية منذ فترة وكمرحلة أولية جملة من التسهيلات لدخول الجزائريين الأراضي التونسية، حيث سبق أن أعلن وزير السياحة التونسي، محمد علي التومي، أن بلاده قامت بتطوير مختلف المعابر الحدودية لتسهيل إجراءات دخول الجزائريين إلى تونس، وستعمل خلال الفترة القادمة على المزيد من التسهيل مع توفير كل مستلزمات الوقاية والمراقبة الصحية لضمان سلامة الطرفين الجزائري والتونسي من فيروس كورونا. وقدمت وزارة السياحة تصور بروتوكول صحي ليتم اعتماده في إنعاش السياحة، يفصل تدابير تجهيز الفنادق من الجانب الصحي. ومن هذه التدابير، وجوب احترام التباعد بين الطاولات والمظلات على الشواطئ والمسابح، وتجنب التجمعات سواء داخل الفندق أو خارجه، مع مزيد من الإجراءات الوقائية من أجل ضمان موسم سياحة خال من وباء كورونا.

 

هل سنشهد تدفقا للسياح الجزائريين على تونس ككل سنة؟

وفي ظل عدم اتخاذ الجزائر أي إجراءات أو قرارات أو تحديد أي موعد لفتح الحدود البرية المغلقة منذ شهر مارس، يبقى تعويل الشقيقة تونس على السائح الجزائري لإنعاش موسم السياحة في هذا البلد غير مضمون، بينما يبقى التساؤل مطروحا في حال تقرر فتح الحدود إذا ما كنا سنشهد تدفقا للسياح الجزائريين نحو تونس كما يحدث كل سنة؟ أم أن الجزائريين سيترددون كثيرا قبل السفر إلى أي وجهة كانت بسبب الخوف من انتقال فيروس كورونا لهم، خاصة أن موسم السياحة والاصطياف في تونس معروف بالاكتظاظ والتجمعات كأي موسم سياحة واصطياف في أي بلد.

من جانب آخر، فإن الوضع المالي المتدهور للجزائريين بسبب الأزمة الصحية قد يحد من عدد الراغبين في السياحة هذه السنة، حيث أثرت أزمة كورونا على أغلب العائلات الجزائرية التي تعاني وضعا ماليا صعبا، وهو ما قد يضع السياحة سواء خارجية أو داخلية بالنسبة لهذه الأسر خارج الأولويات.

 

سنوسي: لهذه الأسباب سيتراجع إقبال الجزائريين على السياحة في تونس

وعن توقعات الفاعلين في مجال السياحة بالجزائر بشأن مدى إقبال الجزائريين على السياحة في تونس في حال تم رفع قيود الحجر الصحي وفتح الحدود البرية مع هذا البلد والسماح بالتنقلات بين الطرفيين، قال نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية، الياس سنوسي، أمس، إن تونس تعد الوجهة المفضلة للعديد من الجزائريين لعدة أسباب، منها انخفاض تكاليف السفر إلى هذا البلد مع جودة الخدمات، بالإضافة إلى قرب تونس من الجزائر، وهو ما جعل تونس أول وجهة للجزائريين على مدار سنوات. أما فيما يتعلق بهذه السنة حيث يعيش العالم وضعا استثنائيا، فقال سنوسي إن الجزائريين ينقسمون إلى ثلاث فئات فيما يتعلق بالسفر والسياحة في تونس، حيث هناك فئة وفي حال تقرر فتح الحدود بين البلدين ستقبل على السياحة بشكل عادي دون الأخذ بعين الاعتبار أي مخاطر لانتقال فيروس كورونا، خاصة في ظل تأخر التحضير والإعلان عن موسم الاصياف في الجزائر، والذي يوحي بتسجيل موسم اصطياف قد يكون دون المستوى، في حين أضاف سنوسي أنه ستكون هناك فئة ثانية قد ترغب في السفر إلى تونس غير أن إمكانياتها المادية قد لا تسمح لها بسبب الأزمة الصحية، والتي خلقت أزمة مالية للعديد من الأسر، بينما ستكون هناك فئة ثالثة لن تضع السياحة في برنامجها من أساسه هذه السنة بسبب الهاجس النفسي الذي خلقه فيروس كورونا. وأشار سنوسي أنه على العموم فإن عدد السياح الجزائريين الذين سيقصدون تونس هذه السنة سينخفض بشكل كبير بسبب أزمة وباء كورونا، معتبرا أنه حتى بالجزائر فإن الحركة السياحة الداخلية ستتراجع بشكل كبير، فيما يبقى التحدي الأكبر بوزارة السياحة بالجزائر وكافة الفاعلين في قطاع السياحة هو ضمان موسم اصطياف محكم التنظيم وآمنا من فيروس كورونا، وذلك في انتظار البروتوكول الصحي الذي أعلنت عنه وزارة السياحة، والذي سيتم إطلاقه بالموازاة مع الإعلان عن افتتاح موسم الاصطياف الذي يبقى موعده مجهولا إلى غاية الآن.

من نفس القسم الحدث