الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
انقسم الجزائريون فيما يتعلق بفرض إجبارية ارتداء الكمامات في إطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا إلى أربع فئات، الفئة الأولى احترمت هذا الإجراء من منطلق وعي بأهميته لوقف تفشي الفيروس وحماية لأنفسها وعائلتها، في حين اتسمت الفئة الثانية باللامبالاة وخرقت هذا الإجراء، بينما هناك فئة احتالت على القرار فطبقته ظاهريا فقط، بالمقابل هناك فئة لم تستطع تطبيق القرار لأسباب صحية، على غرار مرضى الربو والحساسية ومرضى الرئة الذين لا يستطيعون ارتداء الكمامات لأسباب صحية.
أجمع الخراء على أن فرض إجبارية ارتداء الكمامات يعد القرار البديل لوقف تفشي فيروس كورونا في الجزائر، في حال تقرر رفع الحجر الصحي قريبا، غير أن الجزائريين كانت لهم توجهات وآراء ومواقف مختلفة من هذا الإجراء وتباين مدى تطبيق المواطنين لهذا القرار بعد دخوله حيز التنفيذ يومي العيد، في حين هناك من لم يفهم القرار من أساسه وظل يعتقد أن ارتداء الكمامات يقتصر فقط على المرضى أو يتعلق الأمر بالتواجد بالأماكن المغلقة والتجمعات.
وقد نص المرسوم التنفيذي الذي يتضمن قرارا بإجبارية ارتداء الكمامات كوسيلة للوقاية من وباء كورونا، أنه "يعد إجراء وقائيا ملزما ارتداء القناع الواقي، ويجب أن يرتدي جميع الأشخاص، وفي كل الظروف، القناع الواقي في الطرق والأماكن العمومية وأماكن العمل وكذا في الفضاءات المفتوحة أو المغلقة التي تستقبل الجمهور، لاسيما المؤسسات والإدارات العمومية والمرافق العمومية ومؤسسات تقديم الخدمات والأماكن التجارية". وحسب المرسوم "كل شخص ينتهك تدابير الحجر وارتداء القناع الواقي وقواعد التباعد والوقاية وأحكام هذا المرسوم، يقع تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات".
ومن بين الجزائريين من اتسموا بوعي كبير فيما يتعلق بقرار إلزامية ارتداء الكمامات، منهم مواطنون وتجار وعمال في عدد من الإدارات والمؤسسات الخدماتية حرصوا على هذا الإجراء منذ ظهور الوباء، حتى دون أن يكون إجباريا، والتزمت هذه الفئة بالقرار من باب الوقاية وتبعا لتوصيات الخبراء والأطباء التي تؤكد أن ارتداء الكمامة يحمي بنسبة 70 بالمائة من الفيروس، وتحرص هذه الفئة على ارتداء الكمامة بصفة دورية مع تجديدها وتعقيمها وهو الأمر الإيجابي.
بالمقابل، هناك فئة ثانية ضربت بقرار إلزامية ارتداء الكمامات عرض الحائط، حيث أن الكثير من المواطنين ما زالوا يخرجون من منازلهم ويقصدون الأسواق والمحلات التجارية ومراكز البريد دون أخذ أدنى الاحتياطات الوقائية، منها ارتداء الكمامات وحجتهم في ذلك أنهم ليسوا مرضى وليسوا مصابين بالفيروس، وأن الكمامة تكون فقط للمريض، رغم أن هذه التوصية تم التراجع عنها في وقت سابق.
وأكدت الدراسات الحديثة فيما يتعلق بالتعامل مع الوباء على إلزامية ارتداء الكمامات للجميع من أجل الوقاية من الفيروس التاجي، بينما يتحجج آخرون بغلاء سعر الكمامات رغم أن هناك العديد من المبادرات والحملات لتوزيع هذه الأخيرة مجانا، في حين تم تزويد الصيدليات، في الفترة الأخيرة، بكمامات تعد أسعارها منخفضة مقارنة بالأسعار التي كانت تتداول عند بداية ظهور وباء كورونا في الجزائر، لتبقى الحقيقة أنه رغم الغرامات المالية والعقوبات، إلا أن هذه الفئة لا تزال تمارس اللاوعي واللامبالاة في التعامل مع وباء قاتل أصاب، إلى غاية الآن، أكثر من 5 ملايين من البشر عبر القارات الخمس ولا يزال يحصد مئات الآلاف من الضحايا.
هذا وهناك فئة ثالثة من الجزائريين اختارت حلا وسطا في التعامل مع قرار فرض إلزامية ارتداء الكمامة، حيث رسموا صورة ظاهرية عامة، توحي بالتزامهم بهذا الإجراء فقط خوفا من الغرامات المالية وعقوبة السجن لثلاثة أيام التي فرضتها الحكومة، في حين أنه في الحقيقة فإن ما يرتدونه قد يحمل جراثيم وأوبئة أخطر من كورونا في ذاتها، حيث لاحظنا في الأيام الماضية ارتداء بعض المواطنين وحتى التجار لكمامات بالية يزيد عمر استعمالها عن الأسبوع، وأحيانا يقومون بغسلها ثم معاودة ارتدائها، بينما تظهر بعضها متسخة، وأخرى ممزقة وشعار هؤلاء "المهم النية".
بالمقابل، هناك فئة رابعة من الجزائريين لم تتمكن من الالتزام بإجبارية ارتداء الكمامات، رغم أنها الفئة الأكثر حاجة لذلك، وهم أصحاب بعض الأمراض المزمنة على غرار مرضى الربو والرئة والتهاب القصبات الشعبية، كون ارتداء الكمامة بالنسبة لهؤلاء يجعل التنفس صعبا، وهو ما يضاعف من أعراض المرض لديهم. وقد أكد المختصون أن ارتداء قناع الوجه يمكن أن يجعل التنفس أصعب لأولئك المصابين بالربو والذين يعانون من أمراض تنفسية وأمراض رئوية أخرى، بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، حيث على هؤلاء المرضى تجنب أقنعة الوجه، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، لذلك فقد دعا خبراء الحكومة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة ووضع حالات استثنائية فيما يتعلق بقرار إلزامية ارتداء الكمامات، في حين نصحوا هذه الفئة بالالتزام بباقي التدابير الوقائية على غرار غسل الأيدي والتباعد الاجتماعي، مع الاستمرار في حجر أنفسهم في المنزل وتجنب التجمعات.