الحدث

مرضى يعانون في المستشفيات بسبب منع الزيارات خوفا من كورونا

العزلة وسوء التكفل جعلا وضعيتهم تتدهور

يعاني المرضى المتواجدون في المستشفيات خاصة من فئة المسنين والعجزة، منذ بداية أزمة كورونا، بسبب منع تواجد المرافقين معهم ومنع الزيارات العائلية، وهو ما جعلهم في عزلة وأدى إلى تدهور حالتهم الصحية وحتى النفسية، خاصة مع سوء الخدمة الطبية المقدمة في العديد من المستشفيات في الجزائر.

 

مع بداية أزمة كورونا، اتخذت جل المستشفيات عبر الوطن إجراءات احترازية من أجل منع انتقال العدوى في هذه المؤسسات الصحية، منها منع زيارة المرضى في مختلف الأقسام وليس فقط في القسم المخصص للمصابين بداء كورونا، كما تم منع تواجد المرافقين مع هؤلاء المرضى، وهو ما أثر عليهم، خاصة من فئة العجزة والمسنين والذين لا يستطيعون قضاء حاجياتهم لوحدهم حتى الحاجيات البيولوجية. وقد طالب أهالي هؤلاء المرضى إدارات المستشفيات أكثر من مرة بالسماح بزيارة أهاليهم، غير أن الإدارة كل مرة تتحجج بمخاوف انتقال عدوى كورونا في الوسط الاستشفائي مع كثرة الزيارات، متخذة بعض الإجراءات من أجل إبلاغ أهالي هؤلاء المرضى بوضعيتهم الصحية، على غرار الاتصال بالهاتف مع المرضى المعالجين من أجل معرفة وضعيتهم، غير أن ذلك، حسب عدد من أهالي المرضى المتواجدين في المستشفيات حاليا ممن تحدثنا معهم، يعد غير كاف، حيث أكد عدد من هؤلاء أن أهاليهم يوجدون في وضعية صحية ونفسية حرجة بسبب تواجدهم في المستشفيات في هذه الفترة، ومنع الزيارة عنهم ومنع تواجد المرافقين معهم، داعين وزارة الصحة لضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية والسماح لهم بمتابعة الوضعية الصحية لذويهم عن قرب، خاصة على مستوى عدد من المستشفيات المعروفة بتدني خدماتها الصحية وخدمات الإطعام المقدمة لهؤلاء المرضى.

للإشارة، فإن المختصين من جهتهم يلحون على ضرورة التكفل النفسي والصحي الجيد بفئة العجزة والمسنين في هذه الفترة، فالعديد من الحالات المرضية عرضة لآثار المرض السلبية، حيث تكثر الهواجس والاضطرابات النفسية لديها. فعلاوة على كثرة متاعب المرض وشدة آلامه، تجد المريض في حالة نفسية يرثى لها جراء ارتفاع توجساته، وبالتالي فالمريض بحاجة ماسة لوجود مرافق معه داخل الوسط الاستشفائي يشعره بالأنس والطمأنينة، بحيث يمكن للمرافق أن يبعد ولو نسبيّا عن الشخص المريض إحساسه بالوحدة والعزلة، فمهما ارتفع مستوى خدمات التمريض والعناية المقدمة له فإنه لن يرفض أبدا أن يرافقه أحد أقاربه أو أبنائه.

وعن أهمية وجود مرافق خاصة في ظل الظروف الحالية، يؤكد المختصون أن وجود شخص مقرب من المريض له بالغ الأثر والأهمية في تماثله السريع للشفاء، ويؤكدون أن المحيط الاستشفائي لا يشعر المريض البتة بالراحة النفسية، إضافة إلى طبيعة الطعام المقدم وتدني نوعية الخدمات الاستشفائية، وهي كلها عوامل تزيد من تعقيد الحالة النفسية للمريض، لاسيما إن كان من دون مرافق.

للتذكير، فقد جاء في تعليمة لوزارة الصحة دعوة مديري المؤسسات الاستشفائية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل أو منع الزيارات في غرف المرضى والأروقة وكذلك في قاعات الانتظار.

من نفس القسم الحدث