الحدث

جزائريون يتجاهلون إجراءات الوقاية بحثا عن "بنة" العيد

تصافحوا وتغافروا وسمحوا لأبنائهم بالخروج للشارع واللعب رغم خطر "كورونا"

عاش الجزائريون هذه السنة عيد فطر استثنائيا، حيث فرض الحجر الصحي والإجراءات التكميلية التي رافقته أجواء غير اعتيادية على الجزائريين خلال هذه المناسبة. وقد تباين مدى التزام المواطنين بهذه الإجراءات خلال هذه المناسبة. 

ففي الوقت الذي تحل عدد من المواطنين بالوعي وطبقوا الإجراءات الوقائية، فقد ضرب آخرون بكل الإرشادات والنصائح عرض الحائط خلال العيد، وأصروا على مغافرة بعضهم البعض والمصافحة وتبادلوا الزيارات العائلية، وحجتهم في ذلك المحافظة على نكهة العيد.

ولم يكن عيد الفطر لدى الجزائريين اعتياديا هذه السنة، حيث جاء في ظروف جد استثنائية وتطلب تكيف المواطنين مع الإجراءات الاحترازية المفروضة، والتي جاءت من أجل منع تفشي الوباء خلال هذه المناسبة التي تتسم بعادات اجتماعية تعد خطرا في هذه المرحلة الوبائية التي تعيشها الجزائر. فلأول مرة احتفل الجزائريون بعيد الفطر دون صلاة في المساجد، مع منع للتنقلات وحظر للتجوال بدأ من الواحدة ظهرا، مع دعوات للتقليل من الزيارات العائلية ونصائح بتجنب المصافحة.

 

تباين في الالتزام بتدابير الوقائية خلال العيد

وقد تبيان التزام الجزائريين بالتدابير الوقائية خلال العيد، ففي الوقت الذي تحلى العديد من المواطنين بالوعي وتجنبوا الزيارات العائلية والمغافرة والتجمعات، فقد ضرب آخرون بكل الإجراءات الوقائية عرض الحائط، بحجة المحافظة على نكهة العيد، بينما خرق الكثيرون حظر التجوال الذي حدد توقيته يومي العيد بالواحدة ظهرا، وخرج العديد من المواطنين في الفترة المسائية من يومي العيد للأحياء والشوارع، وتجمعوا بأعداد تفوق الخمسة والستة أشخاص لتبادل تهاني العيد، وهو ما رهن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وجاء مخالفا للنصائح والإرشادات التي قدمها الخبراء والمختصون طيلة الفترة الماضية.

 

جزائريون يغافرون ويصافحون بحجة "بنة العيد"

وقد رصدنا يومي العيد العديد من الممارسات الخطيرة والخاطئة وقع فيها الجزائريون بسبب لامبالاتهم وقلة وعيهم. ففي وقت حذر الخبراء والمختصون من المصافحة والتقبيل خلال هذه المناسبة، وجد مواطنون أنه لا ضير من ذلك يومي العيد، وقد غافر العديد من المواطنين بعضهم البعض بالطريقة التقليدية، بينما تبادل الجيران التهاني بالزيارات وتبادل أطباق الحلويات. وبأغلب الأحياء، خاصة الشعبية منها، فقد خرج الأطفال صبيحة العيد للعب في الشوارع وتناسى أولياؤهم خطورة الوضع بحجة فرحة العيد. وخلال اليوم الأول من العيد صلى العديد من المواطنين صلاة العيد جماعة عبر أسطح المنازل والمباني، وفي عدد من الشوارع والأحياء، بحجة أن العيد لا يصلح دون صلاة العيد جماعة، رغم أ، الأئمة أجازوا صلاة العيد جماعة في المنازل.

 

إلزامية ارتداء الكمامات لم تطبق على أرض الواقع

وفيما يتعلق بإجراء فرض إجبارية ارتداء الكمامات، فمن الواضح أن الجزائريين فهموا هذا الإجراء بطريقة خاطئة، حيث يظن أغلبهم أن الكمامات إجبارية فقط عبر المحلات التجارية وفي الإدارات والأماكن المغلقة، وهو ما يفسر عدم احترام أغلبية المواطنين هذا الإجراء يومي العيد، حيث خرج أغلب المواطنين للأحياء دون ارتداء الكمامات وتجمعوا دون أن يلتزموا بهذا الإجراء، وحتى بالفضاءات التجارية بقي هذا الإجراء غير مطبق حيث عرفت المحلات التجارية، في ثاني يوم من العيد، إقبالا كبيرا واصطف الزبائن في طوابير دون أن يلتزموا بشرط ارتداء الكمامات رغم كل الحملات التحسيسية التي أطلقت في هذا الصدد، وهو ما يعني أن العمل يجب أن يكثف لإقناع أو إجبار المواطنين على هذا الإجراء الوقائي، خاصة مع التوجه لرفع الحجر الصحي بعد العيد.

من نفس القسم الحدث