الحدث

توقعات بتسجيل أرخص صيف هذه السنة رغم الأزمة الصحية

متدخلون في الأسواق يؤكدون ضمان الوفرة واستقرار الأسعار في الثلاثة أشهر المقبلة

عرفت أسعار الخضر والفواكه خلال رمضان نوعا من الاستقرار في الأسعار والوفرة عدا فترات فعلت المضاربة واللهفة خلالها فعلتها في الأسواق. وخلال فصل الصيف المقبل يتوقع أن تستمر الوفرة وأن تنزل الأسعار لمستويات دنيا ليكون الجزائريون على موعد مع أرخص صيف هذه السنة حتى وإن استمرت الأزمة الصحية الحالية.

بعدما شهدت أسعار الخضر والفواكه انخفاضا واستقرارا غير مسبوقين خلال شهر رمضان المنقضي، يتوقع الفاعلون في مجال التجارة وكذا ممثلي فلاحين وخبراء استمرار انخفاض الأسعار خلال فصل الصيف، الذي سيكون أرخص هذه السنة رغم تسجيل فترات جفاف خلال فصل الشتاء الماضي، غير أن هذه السنة وفرة المنتوجات الفلاحية وارتفاع العرض مقارنة بالطلب سيكون مضمونا ما سيساهم في استقرار وانخفاض الأسعار، التي ستكون في متناول أصحاب الدخل المتوسط والمتدني بشكل يخفف عليهم بعض الأعباء، خاصة في ظل تدهور كبير في القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين بعد رمضان بسبب الأزمة الصحية التي أثرت على العائلات متوسطة الدخل التي يعيلها تجار منعوا من النشاط وعمال يوميون أحيلوا على بطالة إجبارية بسبب إجراءات الحجر الصحي المفروضة.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أن الجزائريين على موعد مع صيف "رخيص" هذه السنة بعدما عرفت الأسواق في رمضان نوعا من الاستقرار في الأسعار ووفرة في العرض، وقال بولنوار إنه عدا في البداية فإن الأسواق لم تتأثر بشكل كبير بالأزمة الصحية وحتى وإن بقيت هذه الأخيرة خلال فصل الصيف فإن تموين الأسواق سيكون بشكل عادي والوفرة ستكون موجودة، ما سيجعل الأسعار في متناول الزوالية وأصحاب الدخل المتوسط، حيث سيستمر العمل بنفس الإجراءات الحالية لتموين الأسواق والمحلات التجارية بمختلف المنتوجات. 

وقال المتحدث إن الارتفاع الطارئ لأسعار الخضر قبيل العيد مرده لهفة الجزائريين الذين اقتنوا في يوم واحد ما يكفيهم لأسبوع كامل، وهذا ما تسبب في كثرة الطلب مقارنة بالعرض، ما أدى إلى ارتفاع بعض المواد الاستهلاكية واسعة الاستهلاك في العيد على غرار القرعة واللفت واللوبيا، والتي ارتفعت أسعارها بنسبة 30 بالمائة. 

وتوقع أسعارا أرخص من التي شهدها الجزائريون في رمضان خلال فصل الصيف، بسبب إقدام الفلاحين على جني محاصيلهم في الكثير من الولايات، حيث ستستقر أسعار البطاطا عند 30 دج والطماطم 35 دج والفلفل 50 دج والبصل 25 دج والسلاطة 40 دج والخيار 35 دج، حيث تعتبر هذه الأنواع من الخضروات الأكثر استهلاكا في فصل الصيف. وبالنسبة للفواكه، كشف بولنوار أن أسعار الدلاع ستستقر عند 25 دج، خاصة بعد جني محاصيل الولايات الغربية الساحلية وأسعار البطيخ الأصفر 30 دج، بينما ستتراوح أسعار العنب ما بين 80 و120 دج حسب النوعية.

من جهتهم، اعتبر خبراء في الفلاحة أنه رغم تسجيل فترات جفاف هذه السنة إلا أن الموسم الفلاحي كان ناجحا ووفيرا كون الفلاحين بدأوا يتعودون على هذه الوضعية المناخية، وكثير منهم بات يلجأ للسقي التكميلي. 

ويتوقع الخبراء أن يتم تكرار سيناريوهات السنوات الماضية في عدد من الولايات، على غرار الوادي فيما يخص فائض الإنتاج، معتبرين أن الوفرة التي ستعرفها المنتجات الفلاحية موسم الجني ستمكن الأسعار من الاستقرار بشكل كبير، شريطة أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التجارة ووزارة الفلاحة خلال الصائفة المقبلة، من أجل تقليل الوسطاء والمضاربين حتى يستفيد الفلاح والمواطن من الوفرة الموجودة، مشيرين في السياق ذاته أن الأسعار لا يحددها الفلاح ولا بائع الجملة وإنما عدد من الوسطاء الذين باتوا يتحكمون في الأسواق وهم من يفرضون منطقهم.

من نفس القسم الحدث