الحدث

هذه هي نصائح الخبراء لعيد آمن دون كورونا

بعد الإبقاء على نفس الإجراءات المتخذة في إطار الوقاية من الوباء خلال هذه المناسبة

تجددت المخاوف بشأن انتشار سريع وخطير لفيروس كورونا بالجزائر ضمن ما يطلق عليه الخبراء موجة ثانية مع اقتراب عيد الفطر المبارك، بسبب عادات يمارسها الجزائريون خلال هذا اليوم تعد مخالفة لما يفرضه الوضع الصحي، ومنافية لشروط الوقاية والتباعد الاجتماعي، وهو ما جعل الجمعيات والمختصين يطلقون العديد من الحملات التحسيسية من أجل عيد آمن دون كورونا هذه السنة.

 

رفض مقترح الحجر الشامل يجدد مخاوف الموجة الثانية

وقد أبقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على نفس الإجراءات المتخذة في إطار الوقاية من فيروس كورونا خلال يومي العيد، حيث تم رفض مقترح الحجر الشامل، وهو ما جدد المخاوف بشأن إمكانية مزيد من التفشي للفيروس خلال هذه المناسبة الدينية التي تتم بعادات اجتماعية تعد عكس تماما ما تفرضه تدابير الوقاية من الوباء والتباعد الاجتماعي، وهو ما جعل الدعوات تتصاعد بشأن ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي وشروط الوقاية من طرف الخبراء والمختصين، حتى لا تخسر الجزائر رهان القضاء على الوباء بسبب فئة من المستهترين.

 

حماية المستهلك: لبس الكمامة مفتاح الوقاية من كورونا

وفي هذا الصدد، أطلقت فدرالية حماية المستهلك العديد من الدعوات والحملات التحسيسية والتحذيرات من أجل عيد آمن دون كورونا، حيث دعت هذه المنظمة الجزائريين لضرورة الالتزام بالحجر الصحي خلال هذه المناسبة، مع التقيد بتدابير التباعد الاجتماعي وتقليل الزيارات العائلية قدر الإمكان، مع التقيد الصارم بتدابير الوقاية من لبس الكمامة وغسل اليدين في حال الخروج لضرورة. كما دعت الفدرالية المواطنين لتجنب زيارة المقابر خلال هذا اليوم وتجنب التجمعات والمغافرة. وقالت الفدرالية إن الكرة في مرمى المواطن وعليه التحلي بكامل المسؤولية واليقظة حماية لصحته وصحة عائلته ومن يحب.

 

سعدي: الحجر الشامل في العيد كان سيكون له تأثير نفسي جد سلبي على الجزائريين

من جهته، قال الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعيدي، إن رئيس الجمهورية رفض الحجر الشامل لما فيه من تأثير نفسي سلبي على الجزائريين خلال يوم له قيمة ونكهة خاصة لديهم، معتبرا أن ذلك يجعل الكرة في مرمى المواطن الذي عليه التأقلم مع الوضع وتكييف عاداته وفق ما تفرضه الأزمة الصحية الحالية حفاظا على سلاكته وسلامة عائلته. وقال سعدي إنه بالجزائر وعلى غرار كافة الدول الإسلامية يتميز العيد بعادات اجتماعية تعد منافية لما تفرضه تدابير الوقاية من فيروس كورونا، مضيفا أن أكبر تخوف حاليا بشأن العيد في ظل الأزمة الصحية هو الزيارات العائلية والمغافرة و"التقبيل"، معتبرا أن هذه العادة قد تساهم في انتشار سريع للوباء مرة أخرى، وهو ما يجب أن يعيه الجزائريون. وأضاف سعدي أنه من الضروري أن يسلم الجزائريون على بعضهم البعض من بعيد وبلغة الإشارة ولا داعي للاتصال الجسدي ولا حتى بين الأب وابنه ولا الأم وأبنائها، خاصة أن الفيروس يمكن أن يكون محمولا من طرف شخص لا تظهر عليه الأعراض نهائيا، معتبرا أن كورونا فرض وضعا استثنائيا على أكثر من صعيد، ومن الضروري التأقلم مع هذا الوضع والتفريط في بعض العادات حفاظا على الصحة العمومية.

 

مرابط: الكرة في مرمى المواطن والرهان على وعيه

أما رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الدكتور الياس مرابط، فقد قال لـ"الرائد" إنه كان يدعم مقترح لجنة رصد تفشي كورونا بالجزائر بشأن فرض حجر شامل خلال العيد، لأن هذا الخيار هو الأضمن من الناحية العملية لكن الحكومة ورئاسة الجمهورية كانت لها رؤية أخرى، مشيرا أنه في هذه الحالة فإن الرهان يكمن في وعي ومسؤولية المواطن من أجل عيد آمن، مناشدا الجزائريين من أجل التحلي بالوعي والمسؤولية وعدم تكرار سيناريو الصور والممارسات السلبية التي شهدناها طيلة رمضان، والتي كانت نتيجتها ارتفاعا في عدد الإصابات. 

وأوضح مرابط أن الوضعية الوبائية في الجزائر مستقرة رغم تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات، معتبرا أن هذا الاستقرار هو مكسب في الحرب ضد الفيروس، وإن التزم المواطن بتدابير الوقاية لمزيد من الوقت فإن المعركة ستكون أسهل وسنتمكن من التحكم بالوباء نهائيا في غضون أسبوعين أو ثلاثة. وناشد مرابط في السياق ذاته الجزائريين عدم جعل العيد محطة لتسجيل تراجع فيما تحقق إلى غاية الآن، داعيا المواطنين للتقيد بالإجراءات الوقائية لأنها وحدها هي التي ستحمي من خطر الإصابة بالفيروس.

من نفس القسم الحدث