الحدث

تمديد الحجر الصحي يخالف توقعات الجزائريين وهكذا تفاعلوا مع القرار

كانوا يرون في المعطيات الوبائية المسجلة مؤشرا إيجابي قد يدفع لتخفيف بعض القيود

 

تفاعل الجزائريون، أمس، مع قرار تمديد الحجر الصحي، حيث جاء هذا الأخير مخالفا لتوقعات البعض الذين كانوا يرون في المعطيات الوبائية المسجلة في الأيام الأخيرة مؤشرا إيجابيا قد يدفع الحكومة لتخفيف بعض القيود، غير أن هذه الأخيرة كانت لها رؤية أخرى اتفق معها الخبراء والمختصون في مجال الصحة، داعين الجزائريين للعودة للالتزام بالحجر الصحي حتى تكون فترة الـ 15 يوما التي مدد فيه الحجر الصحي فاصلة في محاربة الوباء.

وفي وقت كان يتوقع الجزائريون تخفيف بعض قيود الحجر الصحي المفروض في إطار محاربة فيروس كورونا، قرر الوزير الأول عبد العزيز جراد تمديد الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا لمدة 15 يوما إضافية، حيث سيمتد قرار الحجر إلى 31 من شهر ماي الجاري، ودعت الحكومة على لسان الوزير الأول إلى ضرورة تجند كافة الجزائريين للتخلص من هذا الوباء في المستقبل القريب، وقد تفاعل الجزائريون مع القرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ثمنه البعض معتبرين أن مزيدا من الصرامة مطلوبة من أجل محاصرة الوباء في حين حمل آخرون تبعيات هذا القرار لفئة المستهترين الذين خرقوا الحجر الصحي طيلة الأيام الماضية، ما تسبب في زيادة عدد الإصابات، وبالتالي تطلب قرار الحكومة بتمديد الحجر الصحي. كما اجتمعت أغلب تعليقات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قرارا تمديد الحجر الصحي، أن عيد الفطر هذه السنة سيكون في ظل الحجر، ما يعني أن الزيارات العائلية وتبادل تهاني العيد سيكون مقيدا، بينما بدأ آخرون يفكرون منذ الآن في صلاة العيد، مقدمين اقتراحات بشأن إقامة هذه الصلاة في ظل استمرار تعليق صلاة الجماعة بالمساجد عبر الوطن في إطار تدابير الوقاية من وباء كورونا كوفيد 19.

 

لهذه الأسباب قررت الحكومة تمديد الحجر الصحي

من جانب آخر، وبحسب مراقبين، فإن قرار تمديد الحجر الصحي في ظل المعطيات الموجودة كان متوقعا ومطلوبا، فرغم تراجع عدد الوفيات بشكل كبير مع ارتفاع في عدد حالات الشفاء إلا أن ارتفاع عدد الإصابات اليومية يبقى أمرا مقلقا، خاصة أن هذه الإصابات لا تمثل العدد الحقيقي في ظل بقاء نسبة كبيرة من الحالات لا تظهر عليها الأعراض، وهو ما دفع الحكومة لقرار التمديد.

من جانب آخر، فإن الوضع العام حاليا كان من بين أسباب قرار التمديد، حيث أشار متابعون للوضع أنه لو تم رفع الحجر الصحي أو تخفيف القيود لكنا شهدنا عودة إلى نقطة الصفر في الحرب على كورونا، خاصة مع اقتراب عيد الفطر وتكرار سيناريو الطوابير والاكتظاظ التي عرفتها الأسواق والمحلات، عندما تم الترخيص سابقا بعودة بعض الأنشطة التجارية، معتبرين أن الحكومة وفقت في دراسة كل المعطيات المحيطة حاليا، لذلك قررت تمديد الحجر الصحي رغم أن الوضعية الوبائية لفيروس كورونا بالجزائر تتسم بنوع من الاستقرار مقارنة ببلدان أخرى بدأت في تخفيف قيود الحجر الصحي، غير أن الحكومة تعاملت بمبدأ الحذر المطلوب حتى لا نعود إلى نقطة البداية.

 

مرابط: الوضعية الوبائية مستقرة لكن مزيدا من الحذر كان مطلوبا

وعن قرار تمديد الحجر الصحي 15 يوما إضافية، قال أمس رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومة، الياس مرابط، إن القرار متوقع وإيجابي، معتبرا أن الوضع في الجزائر لم يستقر تماما حتى نتجه نحو تخفيف القيود، وهو ما دفع الحكومة إلى التمديد، مضيفا أن التخوف يبقى في حالة التسرع في تخفيف قيود الحجر الصحي من موجة ثانية من الوباء، خاصة أن بعض الجزائريين ومع الحجر الصحي أبانوا في الفترة الأخيرة عن نقص وعي كبير، وهو ما رفع معدلات الإصابة مرة أخرى. وعن الوضعية الوبائية في الجزائر، قال مرابط إن الجزائر وعلى غرار بلدان العالم بدأت تشهد انحصارا وضعفا في الوباء، فرغم تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات مقارنة ببداية ظهور الوباء، إلا أن حالات الوفيات انخفضت بشكل كبير مقابل ارتفاع في عدد حالات الشفاء، وهو ما يعني أن الفيروس بدأ يضعف، وهو نفس ما أشارت إليه دراسات أجريت في عدد من البلدان على غرار ألمانيا وإسبانيا.

 

خياطي: نهاية الوباء مرهونة بالالتزام بالحجر الصحي 15 يوما المقبلة

من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، إن قرار تمديد الحجر الصحي جاء لتجنب مرور الجزائر نحو مرحلة أشد خطورة من الوباء، مضيفا أن الوضعية الوبائية هي الآن مستقرة والحكومة تبعا لتقارير هيئة مراقبة ورصد تطور وباء كورونا في الجزائر لم ترد المخاطرة وتخفيف القيود حتى تتم المحافظة على هذا الاستقرار. 

واعتبر خياطي أن 15 يوما المقبلة تعد فاصلة إن أراد الجزائريون التخلص من كابوس وباء كورونا والعودة إلى حياتهم الطبيعية، مشيرا أن التخوف يبقى مطروحا بشأن عيد الفطر الذي سيكون هذه السنة في ظل الحجر الصحي، ومع العادات التي يتمسك بها الجزائريون في هذه المناسبة، فإن خطر التفشي يبقى قائما، مؤكدا مرة أخرى أنه إن أراد الجزائريون التغلب على الوباء فعليهم الالتزام الصارم بتدابير الحجر الصحي وتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي خلال 15 يوما المقبلة، معتبرا أن معدل انتشار الوباء بدأ يتراجع في العالم، وإن تم التطبيق الصارم للحجر الصحي فقد نتمكن من السيطرة عليه خلال الـ15 يوما المقبلة، ليبقى الرهان الحقيقي على وعي المواطن المطالب بمزيد من التطبيق لإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.

من نفس القسم الحدث