الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
عقد عدم امتثال العديد من الأطباء من أصحاب العيادات الخاصة لتعليمات المصالح المحلية ومصالح وزارة الصحة بشأن فتح عياداتهم بشكل عادي، من وضعية العديد من المرضى خاصة من فئة المسنين والعجزة، بينما كشفت هذه الوضعية تأخر الجزائر فيما يعرف بالتطبيب المنزلي، حيث لا تزال هذه الخدمات العلاجية المنزلية حكرا على المحظوظين وحسب، في ظل غياب ثقافة تنقل الطبيب إلى المريض.
في ظل غلق أغلب الأطباء والعيادات الخاصة أبوابها هذه الأيام في وجه المرضى خوفا من وباء كورونا، حاولت عائلات العديد من هؤلاء، خاصة من فئة العجزة والمسنين، البحث عن أطباء يمكنهم تقديم الخدمات العلاجية في المنزل، غير أن هؤلاء الأطباء يعدون على الأصابع، بينما قلة قليلة من العيادات والمؤسسات الصحية من تقدم خدمات التطبيب المنزلي، وهو ما يعد نقطة سوداء في قطاع الصحة، ولا تزال ثقافة المعاينة الطبية المنزلية في الجزائر شبه منعدمة، فالكشف الطبي في بلادنا يعني مباشرة زيارة المستشفى أو عيادة الطبيب، وفي مثل هذه الظروف التي تعيشها الجزائر بسبب أزمة كورونا فإن الذهاب إلى الطبيب خاصة لفئة المسنين والعجزة يعد أشبه بانتحار، غير أنه وبحكم إصابة هذه الفئة بالعديد من الأمراض، فإن الكشف الدوري عند الأطباء يعد أمرا مطروحا بشكل دوري، وهو ما يطرح الحاجة للخدمات العلاجية المنزلية التي تعد محدودة النطاق في الجزائر، بينما تكلف أسعارا مضاعفة في الظروف العادية بالنسبة لبعض الأطباء الذين يوافقون على التنقل إلى منازل المرضى.
وفي هذا الصدد، أكد البروفيسور مصطفي خياطي في تصريح لـ"الرائد" أن ثقافة التطبيب المنزلي لا تزال غائبة في الجزائر، مشيرا أن هذه الخدمات من المفروض أن تكون جزءا من الخدمات الصحية التي يقدمها القطاع الخاص وحتى العام ولجميع الفئات وليس العجزة والمسنين فقط، مضيفا أنه أحيانا هناك حالات مرضية لا تمكن صاحبها من التنقل إلى عيادة الطبيب أو المستشفى.
وقال خياطي إنه وفي ظل هذه الظروف فإن زيارة الطبيب بالنسبة للفئات الهشة تشكل خطرا كبيرا في ظل تفشي فيروس كورونا، داعيا الأطباء لضرورة الاستجابة لما تمليه هذه الفترة الحرجة وتقديم الاستشارة الطبية لمرضاهم عن بعد سواء عن طريق الهاتف أو عن طريق التنقل إلى منازل المرضى بالنسبة للحالات الحرجة، مضيفا أن الطب أولا وقبل شيء هو رسالة نبيلة ومن الضروري على الطبيب التحلي بالإنسانية وتحمل مسؤوليته الأخلاقية.
من جانب آخر، قال خياطي إنه على وزارة الصحة وبعد انتهاء هذه الظروف الاستثنائية التي خلقتها جائحة كورونا، التفكير جديا في نشر ثقافة التطبيب المنزلي والخدمات الطبية عن بعد سواء لدى الطبيب أو حتى المريض، مضيفا أنه وعبر كل البلدان هناك طبيب العائلة الذي يتنقل إلى المريض حتى وإن كانت حالته غير حرجة، إلا بالجزائر فإن المريض ومهما كانت حالته هو المطالب بزيارة عيادة الطبيب أو المستشفى.
للإشارة، فإن هناك بعض المستشفيات من بها أقسام تقدم خدمات العلاج المنزلي، غير أن هذه الخدمات تبقى محدودة ولا تغطي إلا عددا قليلا من المرضى من فئة العجزة والمسنين.