الحدث

مخاوف من تجدد الندرة في مادتي الدقيق والفرينة لهذه الأسباب

الإقبال عليها تضاعف مرة أخرى مع اقتراب عيد الفطر

 

بدأت الأسواق والمحلات التجارية، هذه الأيام، تعرف طلبا متزايدا على المواد الأولية لصناعة الحلويات، وفي مقدمتها مادتا الفرينة والدقيق، حيث سارع العديد من المواطنين لاقتناء حاجياتهم من هذه المواد مبكرا خوفا من تجدد الأزمة.

عادت هذه الأيام الطوابير مجددا على محلات بيع المواد الغذائية، في حين تشكلت طوابير على محلات بيع مواد الحلويات والتغليق، حيث بدأ العديد من المواطنين تحضيرات مبكرة لعيد الفطر وبدأوا من الآن اقتناء المواد الأولية لصناعة الحلويات من فرينة ودقيق وسكر، خوفا من تسجيل أي ندرة في هذه المواد، كما حدث مع بداية أزمة كورونا.

بالمقابل، فقد استغل العديد من التجار غير النظاميين في الأسواق الموازية هذا الإقبال المتزايد على المواد الأولية لصناعة الحلويات لتسويق أطنان من مواد غذائية ومستلزمات مجهولة المصدر، حيث لا تحتوي على مكونات ولا على تاريخ إنتاج ولا حتى تاريخ انتهاء صلاحية. والغريب في الأمر أنه رغم كل هذه التجاوزات، إلا أن هذه المنتجات الخطيرة على الصحة تلقى إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين، فقط لأن أسعارها منخفضة مقارنة مع منتجات أخرى تستوفي الشروط الغذائية المطلوبة. وفي جولة قادتنا أمس لعدد من الأسواق الموازية التي تخصصت أغلبها في تسويق مستلزمات حلويات العيد، وقفنا على تجاوزات بالجملة، فأغلب المواد المعروضة في هذه الأسواق توشك أن تنتهي مدة صلاحيتها وأخرى لا تحمل حتى التاريخ والبيانات على الطاولات، في حين هناك منتجات مقلدة وأخرى يشتبه أنها مغشوشة، والغريب في هذه المواد الغذائية أن معظمها من دون علب ولا تحمل بيانات المنتج والجهات المصنعة له.

والملاحظ أن البضاعة معروضة للبيع عشوائيا، بعضها تم وزنه ووضعه في أكياس بلاستيكية مثل الفرينة والمايزينة، وأخرى يبدو من خلال لونها قدمها، حتى أن رائحتها تغيرت كالكاوكاو واللوز، لكن ورغم ذلك فإن إقبال الأسر على هذه المنتجات وصل لحدود غير معقولة، حيث بات عامل الجذب بالنسبة لهؤلاء هو السعر وفقط بغض النظر عن أي معطيات أخرى تتعلق بنوعية وجودة هذه السلع وشروط عرضها وحفظها، فأغلب المنتجات تعرض تحت أشعة الشمس وعرضة للغبار ومختلف أنواع التلوث، إلا أن ذلك لم يشكل أي مانع أمام إقبال الزبائن خاصة في ظل تخوفهم من تسجيل ندرة في هذه المواد خلال الأيام المقبلة، رغم تطمينات الجمعيات المهنية للتجار ومصالح وزارة التجارة بأن التموين بالمواد الأساسية يبقى مضمونا.

للتذكير، فقد عرفت الأسواق مع بداية أزمة كورونا ندرة خانقة في العديد من المواد الأولية منها الدقيق والفرينة بسبب إقبال متزايد ولهفة أصابت الجزائريين على اقتناء هذه المواد وتخزينها، في حين تم تداول إشاعات عديدة بشأن نقص هذه المواد فندتها أكثر من جهة.

 

من نفس القسم الحدث