الحدث

الجزائريون يصابون بفوبيا زيارة المستشفيات خوفا من عدوى فيروس كورونا

أصبح الخيار الأخير للمرضى وأصحاب الحالات الاستعجالية

 

أصيب الجزائريون، في هذه الفترة، بفوبيا زيارة المؤسسات الاستشفائية ومصالح الصحة الجوارية تحت أي ظرف أو طارئ، حيث بات أغلب المواطنين يلجأون إلى التطبيب المنزلي والذاتي وكذا الطب البديل، وطلب الاستشارة من الصيادلة لتجنب زيارة المستشفيات خوفا من انتقال عدوى فيروس كورونا، وهو ما جعل أغلب المصالح الاستشفائية في هذه المؤسسات، منها مصالح الاستعجالات التي كانت إلى وقت سابق تعيش الضغط اليومي، خالية على عروشها.

باتت المستشفيات، في هذه الفترة، من المحرمات بالنسبة لأغلب الجزائريين الذين يتجنبون بقدر الإمكان التنقل إلى هذه المؤسسات تحت أي ظرف من الظروف، فحتى من يصابون بأمراض هذه الأيام أصبحت زيارة المستشفى آخر الخيارات لديهم، وذلك بسبب الخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا، رغم أن أغلب المؤسسات الاستشفائية اتخذت تدابير وقائية جد صارمة حتى لا تتحول إلى بؤر لتفشي المرض، في حين اتجه الجزائريون نحو حلول بديلة لمعالجة عدد من الأمراض، على غرار الطب البديل وكذا التطبيب الذاتي وطلب الاستشارة من الأطباء "أون لاين" وحتى من الصيادلة، بينما ينصح الخبراء والأطباء فئة أصحاب الأمراض المزمنة بعدم التهاون في متابعة وضعيتهم الصحية باستمرار حتى لا تتعقد ويضطرون في الأخير لزيارة المستشفيات وهم في حالة صعبة.

والمتجول بين المستشفيات هذه الأيام على مستوى العاصمة وحتى ولايات أخرى، يقف على وضع قلما سجل في المؤسسات الاستشفائية في الجزائر، حيث تخلو تقريبا أغلب المصالح التي لا علاقة لها بوباء كورونا من المرضى، على غرار مصلحة الاستعجالات الطبية والتي كانت تشهد الضغط بشكل يومي خاصة في فترات الليل، غير أنه وبسبب الوباء فقد باتت هذه المصلحة عبر جل مستشفيات العاصمة، حسب الأصداء، حيث تستقبل عددا محدودا جدا من المرضى من أصحاب الحالات الحرجة، منهم حالات لأشخاص تعرضوا لحوادث مرور ومسنون تعقدت وضعيتهم الصحية بسبب انخفاض في ضغط الدم أو أصيبوا بنوبة سكري، بينما غاب المرضى من أصحاب حالات الجروح والكسور والحالات المرضية الخفيفة، والتي كان الجزائريون في وقت سابق يتنقلون من أجلها إلى المستشفيات للاستفادة من العلاج المجاني.

 

ظاهرة التطبيب الذاتي تتفاقم وانتعاش للطب البديل

وموازاة مع ذلك، فقد توجه العديد من الجزائريين حاليا نحو التطبيب المنزلي والذاتي. فبسبب الخوف من انتقال عدوى كورونا إليهم لو زاروا المستشفيات ومؤسسات الصحة الجوارية، فقد ارتفعت ظاهرة العلاج عبر مواقع الأنترنت للعديد من الأمراض غير الخطيرة، وحتى ظاهرة طلب الاستشارة وصرف الدواء من طرف الصيادلة، حيث كشف العديد من الصيادلة أن أغلبية الذين يقصدونهم لطلب أدوية لعدد من الأمراض لا يملكون أي وصفة طبية، مؤكدين أن هناك عشرات المرضى من يطلبون الاستشارة الطبية من الصيدلية حول أمراض أغلبها غير خطيرة، على غرار النزلات المعوية والتهاب الأنف وآلام العضلات وأنواع من الحساسيات، غير أن الأمر يبقى خطيرا باعتبار أن التطبيب الذاتي في الكثير من المرات تكون له انعكاسات سلبية على المريض، في حين أن الصيادلة ليست لهم الصلاحية ولا المؤهلات لوصف الأدوية للمرضى.

 

مصابون بأمراض مزمنة يقاطعون المستشفيات ليقصدوها وهم في حالة متدهورة

هذا ولا تعد مقاطعة المستشفيات من طرف الجزائريين خوفا من انتقال عدوى فيروس كورونا لهم خيارا صائبا بالنسبة للعديد من المرضى، فحسب ما أكده عدد من أطباء مصالح الاستعجالات في مستشفيات بالعاصمة، على غرار مستشفى نفيسة حمودة بارني سابقا ومستشفى بني مسوس، فإن بعض الحالات لمرضى مسنين ومرضى من ذوي الأمراض المزمنة، على غرار مرضى الربو، تهاونوا في متابعة حالتهم الصحية في الفترة الأخيرة، وباتوا يرفضون زيارة المستشفيات لمتابعة وضعيتهم الصحية، وهو ما جعلهم يصابون بمضاعفات خطيرة استدعت في الأخيرة نقلهم إلى المستشفيات في وضعية جد متدهورة، وهو ما يجعل الأطباء يشكون في إصابتهم بفيروس كورونا، في حين أن عدم متابعتهم لوضعيتهم الصحية هو ما أدى إلى تدهورها بشكل كبير، ويتضح في الأخير أنهم غير مصابين بالفيروس.

من نفس القسم الحدث