الحدث

هذه الفئة الأقل التزاما بتدابير الوقاية

مراهقون يعيشون القلق، العزلة وخيبة الأمل بسبب منع الأنشطة الترفيهية

 

تعد فئة المراهقين من أكثر الفئات تمردا على تدابير الحجر الصحي المفروضة بسبب فيروس كورونا عبر ولايات الوطن، حيث يرفض العديد من الشباب والمراهقين عبر أغلب ولايات الوطن الالتحاق بمنازلهم في التوقيت الذي يبدأ فيه حظر التجوال، بينما تعرف مواقع التواصل الاجتماعي مئات المنشورات والتعليقات وحتى الصور التي تعبر عن تذمر هذه الفئة من الوضع الحالي، بينما يملك المختصون تفسيرا لما يعيشه المراهقون هذه الأيام، مؤكدين أنه من الضروري على الأسر محاولة تخفيف الضغط عن أبنائهم ومساعدتهم على التقيد بالحجر المنزلي حماية لصحتهم.

 

مصالح الأمن تجد صعوبة في تطبيق الحجر الصحي على المراهقين

وحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية لـ"الرائد"، فإن فئة المراهقين تعد أكثر الفئات خرقا للحجر الصحي بالجزائر، حيث تجد المصالح الأمنية صعوبة في إجبار هؤلاء المراهقين على الالتزام بتدابير الحجر حماية لصحتهم، بينما تعرف أغلب الأحياء والشوارع بالولايات التي تخضع للحجر وقبيل دخول توقيت حظر التجول حيز التنفيذ لعبة كر وفر بين هؤلاء الشباب ومصالح الأمن التي تحرص على تطبيق قرار الحجر الصحي، مع مراعاة نفسية هذه الفئة من المراهقين، بينما يتعرض أعوان الشرطة في الكثير من المرات لمضايقات من هؤلاء المراهقين من شرفات المنازل ومن مداخل العمارات.

 

مباريات كرة قدم، سهرات حتى الفجر وتجمعات للعب الورق في زمن كورونا!

ورغم خطورة الوضع، إلا أن بعض المراهقين عبر شوارع العاصمة يرفضون الالتحاق بمنازلهم منذ دخول قرار تمديد حظر التجول لتبدأ من الساعة الثالثة زوالا حتى السابعة صباحا، حيث يتجمع هؤلاء أمام مداخل العمارات التي يحتمون بها عند مرور دوريات الشرطة، قبل العودة إلى أماكن بعيدة عن الأنظار، حيث يقضون السهرة حتى ساعات متأخرة من الليل. وهو وضع لم يقتصر على حي واحد بالعاصمة بل تكرر في عدة أحياء شعبية وعبر العديد من الولايات أيضا. وزيادة على عدم التزامهم بتدابير الحجر الصحي، فإن فئة المراهقين تعد أيضا الأقل التزاما بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، على غرار تجنب التجمعات واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص، حيث تعرف الشوارع يوميا تجمعات هنا وهناك لهؤلاء، حيث يقضون أوقاتهم في الدردشة دون اكتراث، بينما أظهرت صور تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، عددا من المراهقين في أحد أحياء العاصمة وهم يلعبون كرة القدم وآخرين يلعبون الورق في تجمعات تضم أكثر من 5 أشخاص، غير مكترثين بقواعد الوقاية التي تحذر من التجمعات، وهو ما أثار حفيظة بعض المختصين الذين طالبوا أولياء الأمور بضرورة تحسيس أبنائهم بخطورة الوضع وعواقب عدم الالتزام بالحجر المنزلي وتدابير الوقاية، مع التطبيق الصارم والحازم لإجراءات الطوارئ الصحية لمنع وقوع ما لا يحمد عقباه.

 

لهذه الأسباب المراهقون هم أكثر فئة تضررت نفسيا من وباء كورونا

وعن كيفية التعامل مع فئة المراهقين في زمن كورونا، أكدت المختصة الاجتماعية، ثريا تيجاني، أمس، أن فترة المراهقة تعد فترة حساسة ومرحلة صعبة بحد ذاتها، حيث يعيش المراهق العديد من الاضطرابات، ومع ما يعيشه العالم حاليا فإن هذه الاضطرابات زادت حدتها عند أغلب هذه الفئة، مشيرة أن وباء فيروس كورونا تسبب في إغلاق المدارس وإلغاء جميع الأنشطة الترفيهية، وهو ما أثر سلبا على فئة المراهقين الذين يفتقدون مقاعد الدراسة ويشعرون بالملل ويشتاقون لزملائهم وأصدقائهم، ما يجعل رد فعلهم سلبيا تجاه إجراءات الحجر المنزلي وتدابير الوقاية، رغم أنها تصب في صالحهم وتحمي صحتهم. غير أن فترة المراهقة تتسم بقلة الوعي، لذلك لا يمكن إقناع المراهق بكل هذا. واعتبر تيجاني، في السياق ذاته، أن للأسرة دورا كبيرا هذه الأيام لتخفيف الضغط عن أبنائها واحتضانهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة العصيبة، حيث نصحت الأولياء باعتماد أسلوب الترغيب والنصح من أجل إقناع أبنائهم بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي وتجاوز العزلة والقلق وخيبة الأمل التي يعيشونها، داعية السلطات الأمنية أيضا للتعامل بسلاسة مع هذه الفئة.

من نفس القسم الحدث