الحدث

هذا ما يستفتي عنه الجزائريون في الشهر الفضيل

فيما عادت الفتاوى المستوردة للرواج في زمن كورونا رغم حضور الأئمة عبر المنابر الافتراضية

راجت الفتوى الإلكترونية هذه الأيام بشكل كبير بسبب غلق المساجد، ووجد الجزائريون من يجيب عن استفساراتهم وأسئلتهم الدينية من مشايخ وأئمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءات الافتراضية، في حين شكلت المواضيع المتعلقة بإفطار أصحاب الأمراض المزمنة والنوم حتى أذان المغرب وأيضا كسر الحجر الصحي، أهم مواضيع الأسئلة التي تصل الأئمة هذه الفترة.

وأعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس الأول، عن إطلاق خدمة الفتوى الإلكترونية عبر موقع الوزارة، للإجابة عن أسئلة واستفسارات المواطنين. وجاء في بيان لذات الهيئة، أن الوزارة تستقبل أسئلة المواطنين كل يوم على مدار أربع وعشرين ساعة، ويتولى الإجابة عن الأسئلة ثلة من علماء ومشايخ الجزائر. وطلبت الوزارة من الراغبين في طرح أسئلتهم واستفساراتهم، الدخول إلى موقع الوزارة أيقونة خدمة الفتوى، وملء المعلومات المطلوبة، على أن تصل الإجابة إلى المعنيين عن طريق البريد الإلكتروني، وقبل هذا الإجراء فقد تجند عدد من الأئمة والمشايخ عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وأسنتغرام ويوتيوب للإجابة عن أسئلة وانشغالات الجزائريين، بعدما تلقى هؤلاء الأئمة تعليمات بضرورة حضورهم عبر المواقع الافتراضية وتقديم دروس والإجابة عن الانشغالات.

من جانب آخر وبسبب أزمة كورونا وما خلفته من إجراءات، منها غلق المساجد، فقد عادت الفتاوى الإلكترونية المستوردة للرواج هذه الأيام، وهو ما جعل الأئمة يدعون الجزائريين للتقيد بالفتاوى التي يرصدها أئمة جزائريون مؤيدون، داعين إلى الكف عن طلب الفتوى من غير علماء الجزائر، مع ضرورة الالتفاف على لجان الإفتاء الوطنية، مؤكدين أن كل بلد له مرجع، وكل مرجع من مراجع الأمة الإسلامية له واقع تاريخي في توريث الفقه الشرعي بغية ضمان وحدة كيان تلك البلاد.

 

الأئمة حاضرون بقوة عبر المنابر الافتراضية

ويعرف الأئمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام حضورا لافتا، حيث باتت هذه الأخيرة بمثابة منابر افتراضية لنشر الموعظة الدينية والإجابة عن استفسارات وانشغالات الجزائريين. 

وحسب ما أكده الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، لـ"الرائد"، فإن أغلب الأئمة أسسوا لأنفسهم صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقومون بشكل دوري بنشر فيديوهات للحديث الديني والمواعظ، كما يتلقون بشكل يومي أسئلة وانشغالات للمواطنين، ويجيبون عنها أولا بأول. وأضاف أن هذه المنابر الافتراضية من المفروض أن تبقى حتى بعد عودة المساجد وانتهاء جائحة كورونا، لأنها تعتبر أداة هامة لتقريب الإمام من المواطن ومحاربة الفتاوى المستوردة.

 

هذه أكثر الفتاوى التي يطلبها الجزائريون في رمضان

من جانب آخر، وعن أكثر الاستفسارات التي تصل الأئمة هذه الأيام، كشف عدد من الأئمة الذين ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن أكثر الأسئلة تدور حول رخصة الإفطار بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل، بالإضافة إلى أسئلة تتعلق بالصوم الصحيح وهل يجوز للصائم النوم حتى أذان المغرب، وكذا الطريقة الصحيحة لأداء صلاة التراويح في المنزل، وحتى أسئلة تتعلق بخرق الحجر الصحي بعدما أصدرت لجنة الإفتاء فتوى تحرم خرق الحجر الصحي لما فيه من ضرر وتهلكة للعباد والبلاد .هذا وأكد هؤلاء الأئمة أن هناك أسئلة واستفسارات تردهم بشأن فقه الأسرة أو الأحوال الشخصية من طلاق وزواج وخلع، وخصام الزوجين خاصة في فترة الحجر الصحي التي تأججت فيها المشاكل الزوجية، كما أن كثيرا من المواطنين يسألونهم عن صحة بعض فتاوى شيوخ الفضائيات. وعن مجادلة السائلين بشأن الفتاوى، قال الأئمة إن غالبية السائلين لا يجادلون عادة في الفتوى.

 

على الجزائريين الوثوق في أئمة بلادهم والتمسك بمرجعتيهم

من جانب آخر، وحول عودة رواج الفتاوى المستوردة هذه الفترة، يؤكد الأئمة أنه وجب على الجزائريين أن يثقوا في علماء الأمة، مشددين على ضرورة أن يعي الرأي العام بخطورة بعض الفتاوى، داعين لتقدير دور لجان الإفتاء المنتشرة عبر الوطن. أما الشيخ جلول حجيمي فقد قال إن الأئمة الجزائريين لديهم من العلم ما يمكنهم من الإجابة عن كل الانشغالات الدينية للجزائريين، مضيفا أن المجتمع الجزائري ينتمي إلى المدرسة السنية الصحيحة على خلفية انتمائنا للمذهب المالكي، وأن الفتاوى تختلف من مذهب إسلامي إلى آخر خصوصا في قضايا التعبد، فالأخذ بفتاوى بلدان أخرى لا يسود فيها المذهب المالكي قد يثير خلطا في المجتمع وتشويشا في العبادة، مضيفا أن فتاوى المذاهب الإسلامية قد تكون صحيحة لكن المجتمع الجزائري يسير وفق رؤية فقهية معينة، وأضاف أن علماء الجزائر وأئمتها يحبون علماء الأمة الإسلامية ودعاتها لكن يحبذون مرجعتيهم أكثر.

من نفس القسم الحدث