الحدث

الحجر الصحي يساهم في انخفاض الجرائم، الشجارات وحوادث المرور بداية رمضان

نظرا لما فرضه من تباعد اجتماعي بين الجزائريين

تراجعت هذه السنة مع حلول شهر رمضان المظاهر السلبية التي كنا نشهدها في سنوات ماضية قبيل الإفطار، منها الشجارات التي كانت تحدث بالأحياء الشعبية عادة، في حين عرفت وتيرة حوادث المرور في ربع الساعة الأخير قبل أذان المغرب هي الأخرى انخفاضا كبيرا، بينما لم تسجل هذه السنة جرائم قتل مروعة كنا نشهدها بداية الشهر الفضيل، وحتى صور سلبية شوهت لسنوات مضت صورة الشهر الكريم وانتهكت حرمته، وهذا كله بفضل الحجر الصحي الذي يساهم في الوقاية من فيروس كورونا.

 

عكس سنوات مضت، تعرف الأحياء قبيل الإفطار حالة من السكينة والهدوء، حيث اختفت الشجارات والصراعات التي كانت تحدث بين الجزائريين لأتفه الأسباب، في حين لم تتناقل هذه السنة مختلف وسائل الإعلام أخبارا عن جرائم القتل والطعن، كانت لسنوات ماضية تحدث جهارا نهارا خلال الشهر الفضيل. 

بالمقابل، فقد كشفت احصائيات مختلف الأجهزة الأمنية عن تراجع في حوادث المرور خلال الفترة التي تسبق الإفطار والسحور، والتي كانت تشهد في السابق مجازر مرورية بسبب إفراط الصائمين في السرعة بهدف الوصول إلى منازلهم في الوقت المحدد.

وفي هذا الصدد، أكدت المختصة الاجتماعية، ثريا تيجاني، لـ"الرائد"، أمس، أن الحجر الصحي المطبق للوقاية من فيروس كورونا فرض تباعدا اجتماعيا على الجزائريين، مشيرة أن انخفاض مستوى الإجرام والشجارات ما هو إلا نتاج لهذا التباعد الاجتماعي في شقه الإيجابي، بينما بالمقابل تقول تيجاني فإن الحجر الصحي رفع من الخلافات الأسرية خاصة بين الأزواج بسبب حالة التوتر التي يعيشها أغلب الجزائريين الذين لم يتعودوا على تقييد حركتهم تحت أي سبب من الأسباب، مشيرة أن شهر رمضان عادة له عامل نفسي ضاغط على بعض الجزائريين، ومع فرض الحجر الصحي فإن هذا الضغط تضاعف على عدد من فئات المجتمع، وبما أن هناك حظر تجوال وعقوبات صارمة تنتظر المخالفين، تضيف ذات المتحدثة، فإن تفريغ هذا الضغط يكون في المنزل، مشيرة أن ذلك نتج عنه تأجج للخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة والأزواج تحديدا، وهو الأمر الذي لا يقتصر على الجزائر فقط، حيث قالت تيجاني إن دراسة أجريت في ووهان الصينية أكدت ارتفاع نسب الطلاق بعد انهاء الحجر الصحي على المدينة بسبب خلافات شهدتها الأسر خلال فترة الحجر الصحي، داعية الجزائريين للتحلي بالرزانة والابتعاد عن الخلافات الثانوية خاصة خلال الشهر الكريم الذي هو فرصة لتوطيد العلاقات حتى في ظل الحجر الصحي المفروض والتباعد الاجتماعي المطلوب للوقاية من فيروس كورنا.

من نفس القسم الحدث