الحدث

هذا ما سيتغير في المجتمع الجزائري بعد أزمة كورنا

مختصون يدعون لتبني برامج متابعة نفسية وخط أخضر للتكفل النفسي

جدد خبراء ومختصون في علم الاجتماع، دعوتهم لضرورة تبني برنامج متابعة نفسية للجزائريين خلال هذه الفترة وفي مرحلة ما بعد وباء كورونا، معتبرين أن أزمة كورونا وتدابير الحجر الصحي ستكون لها انعكاسات نفسية كبيرة على الجزائريين حتى بعد انتهاء الأزمة، مؤكدين في السياق ذاته أن أزمة كورونا ستغير العديد من السلوكيات في المجتمع الجزائري.

مع تمديد الحجر الصحي إلى غاية 14 ماي الداخل، مع عدم اتضاح الصورة إلى غاية الآن، وإعلان المسؤولين عن مؤشرات إيجابية دون الجزم بالسيطرة على الوباء تماما، نصح خبراء ومختصون بضرورة إرفاق التدابير الوقائية وتدابير محاربة وباء كورونا بمتابعات نفسية للجزائريين وليس فقط المصابين بالفيروس وعائلاتهم، معتبرين أن المرحلة الحالية ستكون لها انعكاسات سلبية على الجزائريين من الناحية النفسية مستقبلا حتى بعد انتهاء أزمة كورونا. 

وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ في علم الاجتماع بجماعة الجزائر، الهادي سعدي، أمس، أن وباء كورونا وما يعيشه الجزائريون حاليا من اكتئاب وقلق وخوف وضائقة مادية، ستكون له تداعيات سلبية على نفسية الأغلبية على المدى المتوسط. 

وأشار سعدي أن تغير نمط الحياة بهذه الطريقة المفاجئة وإجبارية ملازمة المنزل والحد من الحركة، كانت أمورا صعبة جدا بالنسبة للكثيرين بسبب ظروفهم، مضيفا أن أغلب الجزائريين يعانون من أزمة سكن وهناك من لا تتعدى مساحة منازلهم 50 مترا مربعا يعيش فيها أكثر من 7 أفراد، وهو ما جعل الحجر معاناة نفسية بالنسبة لهم، مضيفا أن نوبات الذعر والهلع ومشاكل التوتر المزمن والأرق، قد تستمر عند الكثير من الجزائريين حتى بعد انتهاء أزمة كورونا، وهو ما يتطلب متابعة نفسية لهؤلاء في الوقت الحالي وحتى بعد انتهاء الأزمة، مقترحا أن يتم حاليا وضع خلايا متابعة نفسية بالهاتف من أجل إعطاء الاستشارة للمواطنين، على غرار الخط الأخضر، للاستعلام عن فيروس كورونا. 

وفيما يتعلق بالأثر الاجتماعي الذي سيتركه وباء كورونا على الجزائريين مستقبلا، قال سعدي إن الوباء وإجراءات العزل المنزلي والحجر الصحي التي شملت جل الجزائريين، ستترك أثرا عكسيا وستغير كثيرا من سلوكيات المواطنين حيث ستأخذ منحنى مغايرا ثقافيا، متوقعا أن يقل في المرحلة التي تلي انتهاء وباء كورونا التقارب والاحتكاك، لأن التعاطي النفسي والعصبي مع الأحداث سيعيد تشكيل المفاهيم ويعيد ترتيب القيم، خصوصا أن نمط حياتنا تغير كثيرا في العشرين سنة الماضية، إذ أصبحنا نأكل كل شيء تقريبا، ولا نحترم البيئة ولا الطبيعة ونمارس سلوكيات غريبة نوعا ما، ويضيف سعدي أن تصرفات التهاون واللاوعي ستتراجع حتما.

من نفس القسم الحدث