الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تتصاعد مع حلول الشهر الفضيل المخاوف بشأن مدى التزام الجزائريين بالحجر الصحي، خاصة في الفترة الليلية، فمعظم الجزائريين لهم طقوس معينة خلال هذا الشهر الكريم، حيث تقل الحركة عادة بشكل كبير في فترة الصباح، فيما تعرف الشوارع والأحياء والطرقات خلال الفترة الليلية حركية كبيرة، وهو ما جعل المختصين يطلقون دعوات لتشديد الرقابة الأمنية والإجراءات الصارمة من أجل منع أي كسر للحجر الصحي، خاصة من فئة الشباب إن استمر هذا الأخير طيلة الشهر الفضيل.
تزامن حلول شهر رمضان هذه السنة مع استمرار الحجر الصحي على ولايات الوطن، حيث سيصوم الجزائريون ثلاثة أيام الأولى من رمضان في الحجر ضمن العشرة أيام التي مددت، وإن تقرر التمديد مرة أخرى بعد 29 أفريل الجاري، فإن أكبر المخاوف هو عدم التزام الجزائريين بهذا الحجر، فأغلب المواطنين خلال الشهر الفضيل لديهم عادات وطقوس، خاصة أن الفترة الليلية التي يمنع فيها حاليا حظر التجوال بسبب كورونا هي الفترة التي يفضل فيها أغلب المواطنين الخروج، حيث تعرف عادة الطرقات والشوارع والأسواق حركية كبيرة خلال الليل.
وقد كانت الحكومة، على لسان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، هي أول من أبدت تخوفها من مدى عدم احترام الحجر الصحي خلال رمضان، حيث صرح الوزير أن الحكومة تتخوف من كسر الحجر الصحي ومن التجمعات الليلية خلال الشهر الكريم، وهو ما قد يؤدي بنا للعودة إلى نقطة الصفر، فيما اعتبر خبراء ومختصون من قطاع الصحة أن شهر رمضان سيكون حاسما في محاربة فيروس كورونا، مؤكدين أن نجاح الجزائر في هذا التحدي مرهون بمدى التزام الجزائريين بالحجر الصحي خلال رمضان، وهو ما يعني أن أي خرق لهذا الحجر سيكون خطيرا.
ويدخل الجزائريون من فئة الشباب، على وجه التحديد، عادة خلال شهر رمضان في فترة الصباح بما هو أشبه بالحجر الصحي، حيث تقل الحركة بشكل كبير، وعدا الأسواق التي تسجل توافدا كبيرا للمواطنين، فإن الشوارع والطرقات والأحياء تبقى خالية طيلة اليوم، وهو ما سيساعد في احتواء الوباء، غير أن الإشكال الحقيقي هو في فترة ما بعد المغرب، حيث يخرج معظم الجزائريين للسهر ويتجمعون في الأحياء والشوارع، وتعرف المحلات التجارية حركية كبيرة، وهو ما لن يكون هذه السنة إن استمر تمديد الحجر إلى ما بعد 29 أفريل الجاري، وهو ما قد يطرح إشكالا بالنسبة للمواطنين الذين لم يتعودوا على هذا الروتين خلال شهر رمضان، خاصة من فئة الشباب.
وما يزيد المخاوف حاليا هو بعض الدعوات التي بدأت تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكسر الحجر، ودعوات أخرى تقترح على المواطنين الذين أكثر ما يشغلهم حاليا هو أداء صلاة التراويح خلال الشهر الكريم، أن تتم تأدية هذه الصلاة عبر أسطح العمارات والمنازل جماعة، وهو ما قد يرهن إجراءات الوقاية، ما جعل وزارة الشؤون الدينية تتدخل وتؤكد أن صلاة التراويح هي من النوافل وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يؤديها في المنزل، داعية الجزائريين لتجنب الصلاة على أسطح العمارات والمنازل لما في ذلك من خطر خاصة وإن كانت الصلاة جماعة.
وعن الموضوع، أشار البروفيسور مصطفي خياطي، أن الحكومة والمختصين يعون جيدا صعوبة تطبيق الحجر الصحي على الجزائريين خلال رمضان، ولذلك كان تمديد هذا الإجراء لعشرة أيام فقط بشكل يعطي الفرصة لدراسة المؤشرات الحالية أكثر واتخاذ القرار بعدها إما بتمديد الحجر كما هو معمول حاليا أو تخفيف الإجراءات، مشيرا أن المؤشرات الحالية جد إيجابية، لكن ذلك يجب أن يكون دافعا للمواطنين من أجل مزيد من الالتزام، مضيفا أن الوقت لم يحن بعد لقول إننا تحكمنا في الوباء. وفترة شهر رمضان، كما أكد أغلب المختصين المتابعين لتطور الوباء في الجزائر وفي العالم، هو فترة فاصلة وعلى الجزائريين الالتزام بالحجر إن أرادوا فعلا تجاوز الأزمة.
من جهته، قال إمام المسجد الكبير، علي عية، إن شهر رمضان هو شهر عبادة وصوم، والصوم لا يحتاج إلى أن يخرج المرء من منزله، ووجب على الجزائريين استغلال الشهر للتوبة والتقرب من الله. وأضاف عية أنه صحيح أن للجزائريين عادات خاصة خلال هذا الشهر، لكن بالإمكان التخلي عنها حماية للأنفس، خاصة أن بعض العادات سيئة ورمضان بريء منها ووجب تركها.
وفيما يتعلق بصلاة التراويح، قال عية إن الساجد عند الله أرفع مقاما من السجود، وبالتالي فإن الحفاظ على النفس البشرية أولى من صلاة التراويح إن كانت هذه الصلاة وباتفاق أهل العلم تشكل خطرا على حياة الإنسان، مشيرا أن صلاة التراويح هي من النوافل ويمكن أن يصليها المرء في بيته حتى لا يؤذي نفسه وغيره.