الحدث

حملات تحسيسية لوقف التبذير في زمن كورونا

أطلقتها أكثر من جمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

تعرف مواقع التواصل الاجتماعي، منذ حلول رمضان، تداول عشرات حملات التوعية والتحسيس بضرورة تجنب ووقف التبذير في الشهر الفضيل، خاصة في ظل الأوضاع والظروف الحالية من أزمة كورونا وحجر صحي، ما جعل أغلب العائلات الجزائرية تعاني تدهورا كبيرا في القدرة الشرائية، وهو ما من شأنه أن يتفاقم أكثر إن استمرت مظاهر اللهفة والتبذير والسلوك الاستهلاكي غير المتزن كتلك التي تسجل كل سنة.

بادرت أكثر من جهة لتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لتجنب التبذير في رمضان، على غرار جمعيات حماية المستهلك والجمعيات الخيرية ومؤسسات النظافة وحتى ناشطين في مجال حماية المستهلك وحماية البيئة، حيث اجتمعت هذه المنظمات والهيئات على هدف واحد وهو وضع حد لصور وممارسات التبذير في وقت عصيب تعيشه الجزائر جراء أزمة كورونا وما خلفته من آثار اقتصادية واجتماعية صعبة. وأكدت أغلب الحملات التي أطلقت وحملت شعارات مختلفة أن التبذير والرمي العشوائي للمواد المدعمة والأطباق ومختلف السلع والهدر التي كنا نراها في سنوات ماضية يجب أن يتوقف هذه السنة، مذكرة بالعائلات المعوزة والفقيرة والمتضررة من الحجر الصحي والتي تعيش وضعا صعبا مع حلول الشهر الكريم.

وقد جاءت هذه الحملات من أجل تصحيح الوضع "غير المقبول" الذي دائما ما يبلغه مستوى التبذير بالبلديات، بعدما باتت تحصي مؤسسات النظافة كميات كبيرة من المواد المدعمة التي غالبا ما يكون مصيرها حاويات النفايات، على غرار الخبز والخضر والفواكه والحلويات، ما يدفع إلى الإسراع في احتواء هذه الظاهرة ومعالجتها، في حين تسجل السلع المدعمة مستويات قياسية من حيث التبذير، خاصة خلال أيام الشهر الفضيل، بسبب لامبالاة المواطنين.

وفي هذا الصدد، ثمن الناشط في مجال حماية المستهلك، سمير لقصوري، الحملات التحسيسية التي أطلقت، مشيرا أنه من المفروض أن تكون هذه المبادرات طيلة السنة لبناء ثقافة استهلاكية سوية عند المواطنين.

وقال لقصوري إن شهر رمضان هذه السنة يأتي في ظروف جد استثنائية، فأزمة كورونا هوت بالقدرة الشرائية وآلاف الأسر تعيش وضعا صعبا، لذلك من غير المقبول والمعقول أن تستمر ظاهرة التبذير هذه السنة. 

وأضاف إن التحكم في الميزانية خلال الشهر الفضيل ممكن، فقط يتطلب الأمر التخطيط الجيد الذي يكون بتفويض شخص واحد في الأسرة بمهمة الإنفاق، مضيفا إن الدولة تصرف الملايير من أجل اقتناء الأطنان من القمح الجيد، بينما تتعرض أطنان من الخبز إلى الرمي بصورة عشوائية، مضيفا أن التبذير وفي كل الظروف والأوقات هو محرم دينا وشرعا وأخلاقيا وعقائديا، وبات من واجب المؤسسة العمل والمساهمة في معالجة هذه الظاهرة، ولتكن أزمة كورونا مناسبة لتصحيح بعض السلوكيات.

من نفس القسم الحدث