الحدث

سهرات رمضانية بطعم كورونا ؟!

تباين في التزام الجزائريين بالحجر في أول أيام رمضان والشباب في مقدمة المخالفين

تباين مع أول أيام رمضان مدى التزام الجزائريين بالحجر الصحي، خاصة مع تقليص ساعات حظر التجوال في تسع ولايات، ففي وقت واصل عدد من المواطنين الالتزام بالبقاء في منازله والخروج إلا للضرورة، كسر آخرون الحجر خاصة من فئة الشباب وخرجوا في فترة ما بعد المغرب للأحياء وأسطح العمارات، وتجمعوا في سهرات رمضانية كانت هذه السنة بطعم كورونا.

وكما كان متوقعا لم يلتزم العديد من الجزائريين بتدابير الحجر الصحي مع أول أيام رمضان، حيث كان من الصعب عليهم البقاء في منازلهم بعد الإفطار، وهو ما جعل العديد من الشباب يخرجون في فترة ما بعد المغرب للأحياء ويتجمعون في سهرات سرية بأماكن لا تصلها دوريات الشرطة، على غرار أسطح العمارات ومداخلها وحتى المستودعات والأقبية والأماكن المعزولة، وهو الأمر الذي سجل خاصة في الأحياء الشعبية التي تعرف بكثافة سكانية كبيرة يعاني سكانها أصلا من مشاكل الضيق في منازلهم، وهو ما يجعل بقاء كل أفراد العائلة في المنزل بعد الإفطار أمرا صعبا.

 

فترة ما قبل الإفطار تسجل التزاما تاما بالحجر الصحي

بالمقابل، فإنه في فترة ما قبل الإفطار فقد عرف الحجر الصحي تطبيقا صارما، حيث خلت الشوارع والطرقات والأحياء من أي حركية، وهو ما تعودنا أن نراه في سنوات مضت حتى دون حجر صحي ولا وباء، فغالبا ما تتراجع الحركية في الشوارع في فترة ما قبل الإفطار وتخلو معظم الأحياء من المواطنين خاصة من فئة الشباب والمراهقين الذين يفضلون البقاء في المنزل، وهو الأمر الإيجابي على الأقل حاليا، حيث من الممكن أن يساهم ذلك في حصر انتشار الوباء خلال شهر رمضان، وهي الفترة التي اعتبرها المختصون الفيصل في الحرب ضد كورونا.

 

لهذه الأسباب لم يلتزم عدد من الجزائريين بالحجر الصحي

وعن التباين في تطبيق الحجر الصحي، قال أمس أستاذ علم الاجتماع، الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، إن خرق الحجر الصحي خاصة من فئة الشباب كان متوقعا لأنه من الصعب على الجزائريين من هذه الفئة تحديدا الالتزام بهذا الحجر في شهر رمضان على وجه الخصوص. وأضاف سعدي أن للجزائريين عادات وطقوسا معينة من الصعب جدا التخلي عنها حتى وإن تعلق الأمر بوباء يشكل خطرا كبيرا، مشيرا أن هناك فئة من الجزائريين لا يمكنهم البقاء في منازلهم في فترة ما بعد الإفطار، خاصة من أولئك الذين يعانون مشاكل نفسية واجتماعية وحتى الذين يعانون من مشاكل عائلية وأزمة سكن، وبالتالي فإن هؤلاء هم أكثر من يخرقون الحجر الصحي ويتحايلون بكل الطرق، مؤكدا أن هناك بعض الجزائريين من يدخلون منازلهم قبل النوم فقط والآن وجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء في المنزل 14 ساعة، وهو ما تسبب لهم في العديد من الاضطرابات النفسية التي تضاعفت أكثر مع حلول شهر رمضان.

 

ابقوا في منازلكم الحرب ضدّ كورونا لم تنته بعد

من جانب آخر، وموازاة مع تقليص ساعات الحجر الصحي بتسع ولايات ورفع الحجر الشامل عن ولاية البليدة، فقد أطلق المختصون والأطباء دعوات للمواطنين من أجل الاستمرار في الالتزام بالحجر الصحي وعدم اعتبار الخطوة بداية نهاية وباء كورونا في الجزائر، مؤكدين أن الخطر لا يزال قائما ومن الضروري عدم الاستهانة بالوضع. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وواسل الإعلام المختلفة، بادر عدد من الأطباء والمختصين والمهنيين في سلك الصحة إلى إطلاق نداءات تحسيس وتوعية، محذرين من التساهل في مواجهة فيروس كورونا الذي لا يزال موجودا ومنتشرا، والتساهل في إجراءات الوقاية، حسبهم، قد يرجعنا إلى نقطة الصفر. 

ودعا عدد من الأطباء المواطنين إلى عدم مغادرة بيوتهم إلا للضرورة القصوى وعدم التسوق العشوائي، وعدم اغتنام قرار رفع الحظر الشامل في ولاية البليدة وتقليص ساعات الحجر الصحي في عديد الولايات في اكتساح الشوارع والأسواق والتساهل في مواجهة هذا الوباء القاتل، لأن الجزائر لم تخرج بعد من مرحلة الخطر، مؤكدين أننا ربحنا معركة التقليل من عدد الوفيات والإصابات، غير أن الحرب في مواجهة الوباء ما زالت مستمرة ولم تنته بعد.

من نفس القسم الحدث