الحدث

رمضان وتمديد الحجر ينسيان الجزائريين خطر كورونا القاتل؟!

إنزال بشري في الأسواق ومواطنون في سباق مع الساعة لملء "قففهم"

 

أنست تحضيرات شهر رمضان التي جاءت متأخرة هذه السنة أغلب الجزائريين في فيروس كورونا وخطورته، وما يستدعيه ذلك من التزام بتدابير الحجر المنزلي، حيث شهدت الأسواق في اليومين الماضيين إنزالا بشريا لآلاف المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، تزامنا وقرار تمديد الحجر لعشرة أيام أخرى ستكون متزامنة وبداية رمضان، وهو ما تسبب في التهاب أسعار العديد من المواد بالأسواق وندرة بعضها.

 

ومع اقتراب شهر رمضان والفصل في تمديد الحجر الصحي الجزئي بولايات الوطن والكلي بولاية البليدة لعشرة أيام أخرى، تزامنا وحلول شهر رمضان، سارع الجزائريون لبدء التحضيرات لهذا الشهر الكريم، حيث عرفت الأسواق في اليومين الماضيين صورا لا توحي أبدا بوجود فيروس قاتل ينتشر بين الجزائريين اسمه كورونا، حيث أنست اللهفة المواطنين في تدابير الوقاية والتباعد، بينما تتسبب هذه المظاهر والصور اللامسوؤلة مرة أخرى في ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، بينما سجلت ندرة في عدد آخر منها، وكان الوضع فرصة مواتية لأشباه التجار من أجل المضاربة، بينما ظهرت العشرات من الطاولات الموازية تزاحم الأسواق الرسمية، وهو ما يعني تسويق أطنان من المواد الغذائية المشكوك في سلامتها.

 

تدافع واكتظاظ بالأسواق ومواطنون لا يعترفون بالوقاية إذا تعلق الأمر ببطونهم!

وشهدت بعض الأحياء والشوارع في العاصمة، على غرار الولايات الأخرى، في 48 ساعة الأخيرة، تواجدا بشريا ينذر بخطر عدوى كورونا المستجد، خاصة أن التدافع والاكتظاظ في المساحات الكبرى لبيع المواد الغذائية، خالف كل ما تسعى إليه وزارة الصحة لإنجاح مخطط الوقاية والحد من انتشار الوباء في الجزائر. 

وحتى شاحنات الخضر والفواكه للباعة المتجولين، عرفت اكتظاظا كبيرا عليها والحال نفسه في مراكز البريد، وبعض المصالح، التي كان زبائنها مكتظين ومسافة الأمان من كورونا بينهم غائبة. وبعدما كان الجزائريون يأملون رفع الحجر الصحي مع اقتراب رمضان خاصة بعد تسجيل استقرار في عدد الإصابات وانخفاض في عدد الوفيات، جاء قرار التمديد صادما للبعض، ما دفعهم للإسراع في بدء التحضير لشهر رمضان، حيث فضل الكثيرون اقتناء كميات هائلة تكفيهم للأسبوعيين الأولين للشهر الفضيل حتى لا يضطروا للتنقل للأسواق بشكل يومي.

 

سلع تنفد قبل منتصف النهار والتجار "ملحقناش"

وحسب ما أكده عدد من التجار لـ"الرائد"، فإن موجة اللهفة التي اجتاحت الجزائريين أياما قبل شهر رمضان فاقت كل التوقعات، حيث أكد هؤلاء أن كميات الخضر والفواكه التي يجلبونها يوميا من أسواق الجملة تنفد في غضون ساعات الصباح الأولى، وهو ما اضطرهم لمضاعفتها، مؤكدين أن بدء حظر التجوال على الساعة الثالثة زوالا جعل أغلب المواطنين يبدأون رحلة تسوقهم باكرا، في حين أن التجار بدورهم باتوا يبدأون نشاطهم في ساعة مبكرة عما تعودوا عليه في السابق، وهو ما جعل سلعهم تنفد على غير العادة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا.

 

قصابات تعمل بنظام "لاكوموند" مع زبائن باتوا يقتنون أجزاء كاملة من الخرفان

والملاحظ عبر الأسواق هذه الأيام، هو الطلب المتزايد على القصابات، حيث تعرف هذه الأخيرة ضغطا كبيرا ما جعل العديد من الجزارين يعملون بنظام الطلب المسبق، وقد أكد العديد من أصحاب محلات الجزارة بالعاصمة أن السلع لديهم تنفد بحلول الساعة العاشرة صباحا، بينما لا يتمكنون من تلبية طلبات زبائنهم، وهو ما جعلهم يسجلون هذه الطلبيات ليسلموها في اليوم الموالي للزبائن الذين يفضلون اقتناء كميات كبيرة من اللحوم أو حتى أجزاء كاملة من الخروف لتكفيهم لأيام عديدة خلال شهر الكريم ولا يضطروا كل مرة للتنقل إلى القصابات من أجل اقتناء اللحوم كل مرة.

وعن الأسعار، أكد هؤلاء التجار أنها مستقرة إلى غاية الآن، أير انهم لم يستبعدوا ارتفاعا في الفترة المقبلة تبعا للطلب المتزايد الذي سيخل بميزان العرض والطلب المحدد لمستوى الأسعار في الأسواق الجزائرية.

 

اللهفة تعيد ارتفاع الأسعار، الندرة والمضاربة إلى الأسواق

وبسبب اللهفة التي أصابت الجزائريين مع اقتراب رمضان، شهدت أسعار مختلف المواد الاستهلاكية ارتفاعا جنونيا تجاوز 100 بالمائة لبعض المواد واسعة الاستهلاك، وفي مقدمتها عدد من الخضر والفواكه واللحوم والفواكه الجافة ومواد غذائية أخرى تعد كثيرة الاستهلاك خلال الشهر الفضيل، بينما استمرت المضاربة بعدد من المواد في مقدمتها السميد والفرينة والحليب المجفف، كما سجلت ندرة في مواد أخرى، وهو ما جعل الجزائريين يخرجون في رحلة بحث عنها عبر الأسواق والمحلات التجارية، بينما أكد التجار أن الأمر مرتبط بسوء توزيع سيتم تداركه في الأيام القليلة المقبلة، مطمئنين زبائنهم بتوفر كل المنتجات التي تعرف ندرة خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم تبعا للأصداء التي تصلهم من المنتجين وتجار الجملة الذين يتعاملون معهم.

من نفس القسم الحدث