الحدث

مواطنون يخاطرون بصحتهم من أجل "الياغورت"؟!

طوابير لا متناهية على مركب الحليب ببئر خادم تتكرر يوميا

 

يعرف مركب الحليب بالعاصمة يوميا طوابير غير منتهية منذ بداية أزمة كورونا من طرف مواطنين يقصدون المركب من مختلف بلديات الوطن، وهو ما يجعل محيط المركب يعرف كثيرا من الفوضى، غير أن المعضلة الحقيقية هي أن أكثر من 90 بالمائة من المواطنين يقصدون المركب لاقتناء مادة "الياغورت" وليس الحليب المدعم، وكأن الجزائر تعيش أزمة "الياغورت" حاليا.

 

المار هذه الأيام من محيط مركب الحليب الكائن ببلدية بئر خادم يصدم بطوابير غير منتهية لمواطنين يقصدون المركب يوميا من مختلف بلديات العاصمة، للظفر بأكياس من هذه المادة الغذائية الأساسية، وهو ما عرقل حركة المرور بالمسلك المؤدي إلى المصنع. وبسبب الطوابير الطويلة فقد اضطرت مصالح الأمن لتخصيص أعوان أمن فقط من أجل تنظيم هذه الطوابير وإجبار المواطنين على الحفاظ على مسافة الأمان.

وحسب ما يؤكده العديد من المواطنين الذين يقصدون المركب يوميا، فإن سبب اضطرارهم للتنقل كل هذه المسافة نحو مركب الحليب ببئر خادم، يعود لندرة حليب الأكياس ببقالات أحيائهم، وإن توفر فإنه ليس بالكمية الكافية، مؤكدين أن العديد من محلات بيع المواد الغذائية لم تستطع توفير احتياجات زبائنها من هذه المادة المدعمة والواسعة الاستهلاك، لاسيما أن التجار يسارعون إلى بيع ما هو معروض، وتفادي الزحمة غير المحبذة في هذا الظرف بالذات.

ويشير المواطنون أن أزمة الحليب دائما ما كانت مطروحة ببلدياتهم، ليأتي فيروس كورونا ويزيد من تعقيد الوضعية، مؤكدين أنهم يقصدون مركب الحليب لاقتناء مادة الحليب المدعم لأيام، غير أن الغريب في الأمر هو تنقل مئات المواطنين من بلديات بعيدة والوقوف في طوابير غير منتهية قد تكون خطرا في ظل الظروف الحالية وانتشار وباء كورونا، فقط من أجل اقتناء مادة الياغورت، حيث كشف عمال المجمع المسؤولون عن التسويق في مدخل هذا الأخير لـ"الرائد" أن حوالي 90 بالمائة من الزبائن الذين يقفون في طوابير يومية على باب المجمع يقتنون مادة الياغورت بأنواعه والأجبان التي ينتجها المجمع، بينما الـ10 بالمائة المتبقية هم فقط من يقتنون الحليب المدعم وبكميات كبيرة قد تكيفيهم لأسبوع أو أكثر.

وأضاف هؤلاء العمال أن هناك من المواطنين من يمضون فترة الصباح كاملة في الطوابير من أجل الظفر بكميات من الياغورت، مبدين استغرابهم ليس من الإقبال على هذه المادة، خاصة أن المجمع ينتجها بنوعية أحسن من باقي العلامات الموجودة في السوق، غير أن المخاطرة بصحة الفرد والوقوف في طوابير لساعات قد تشكل خطرا في ظل انتشار فيروس كورونا، وهو الأمر الذي استغربه هؤلاء العمال، مؤكدين أن منتوج المجمع من مادة "الياغورت" يسوق بالعديد من البلديات عبر محلات البقالة ومحلات بيع المواد الغذائية، ويمكن للزبائن اقتناءها على مستوى هذه الأخيرة دون الحاجة للتنقل كل هذه المسافة وتشكيل هذه الطوابير التي باتت تسخر لها مصالح الأمن أعوانا فقط لتنظيمها.

من نفس القسم الحدث