الحدث

تجار يعقمون النقود وآخرون يخضعونها للحجر الصحي؟!

في ظل مخاوف من نقل الأوراق والقطع النقدية للفيروس التاجي

لم يعد الدفع النقدي بسبب تفشي فيروس كورونا عبر العالم أمرا مرغوبا فيه، حيث أقرت العديد من البلدان تدابير من أجل الحد من تداول الأوراق والعملات المالية، في حين بالجزائر لا يزال "الكاش" هو وسيلة الدفع الوحيدة في ظل تأخر تطبيق آليات الدفع الإلكتروني، وهو ما دفع عددا من التجار لاتخاذ إجراءات وقائية من أجل الحد من خطر نقل كورونا من خلال الدينار، في حين جاءت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها مؤسسة بريد الجزائر والتي تقضي بتوفير أجهزة الدفع مجانا للتجار متأخرة.

وعبر مختلف بلدان العالم توقفت التعاملات النقدية بسبب مخاوف من نقل الأوراق النقدية والعملات المعدنية لفيروس كورونا، حيث بات الاعتماد على الدفع الإلكتروني فقط، بينما في الجزائر فإن تأخر هذه الآلية جعل المعاملات تعتمد على "الكاش" فقط، وعبر أغلب المحلات من محلات بيع المواد الغذائية ومحلات بيع الخضر والفواكه وكذا المخابز والصيدليات، يتم يوميا تداول آلاف القطع والأوراق النقدية دون مراعاة أي تدابير احترازية تقي من احتمال نقل هذه الأوراق والقطع المعدنية لفيروس كورونا. فغالبية التجار لم يتخذوا أي تدابير تحميهم وتحمي غيرهم من فيروسات الدينار، بينما قلة قليلة من هؤلاء من بادروا من أجل الوقاية من احتمال حمل القطع النقدية والأوراق المالية للفيروس، حيث هناك تجار وضعوا عند صندوق الأموال الخاص بهم في محلاتهم نوعا من أنواع المعقمات، وكل مرة يستلمون فيها الأموال من الزبائن يقومون بتعقيم هذه الأخيرة طبعا بالنسبة للقطع المعدنية، أما الأوراق النقدية فقد لجأ عدد من التجار لإخضاعها للحجر الصحي، حيث يقومون بإخفاء هذه الأوراق أسبوعا أو أسبوعيين ليتأكدوا من خلوها من أي فيروس، ليعيدوا استعمالها. بالمقابل، ومع تفشي فيروس كورونا فقد عاد الحديث عن تأخر الدفع الإلكتروني في الجزائر، فالتجار كانوا منذ حوالي سنة مطالبين ضمن قانون التجارة الإلكترونية بتنصيب آليات للدفع الإلكتروني على مستوى محلاتهم وفتح مواقع أنترنت لتسويق منتجاتهم وعرضها على الزبائن، غير أن نسبة من التزموا بهذا القانون لا تتعدى الواحد بالمائة أو أقل، لتبادر مؤسسة بريد الجزائر في الوقت الضائع بمنح التجار والمتعاملين الاقتصاديين أجهزة الدفع بالمجان، وهي خطوة اعتبرها مراقبون متأخرة باعتبار أن الدفع الإلكتروني هو ثقافة قبل أن يكون معاملة مالية، وتحتاج لوقت، خاصة مع الجزائريين الذين لا يثقون في مثل هذه المعاملات ويفضلون التعامل بالكاش، ودعوة التجار بين ليلة وضحاها لتنصيب هذه الأجهزة وبدء العمل بها بهذه السرعة لن تكون له أي نتائج. 

من نفس القسم الحدث