الحدث

تنامي نشاط عصابات ترويج المخدرات والسطو في زمن "كورونا"

مجرمون يستغلون أزمة كورونا والحجر الصحي لتنفيذ مخططاتهم

 

تنامى نشاط عدد من العصابات عبر الوطن استغلالا للوضع الذي تمر به الجزائر في ظل أزمة كورونا. فزيادة على حرب الشوارع وتصفية الحسابات التي شهدتها بعض مناطق الوطن، في الفترة الأخيرة، وكذا انتعاش نشاط عصابات ترويج المخدرات، تعرف العديد من الولايات عمليات سرقة وسطو على المنازل والمحلات وكذا السيارات في فترة الحجر الصحي وحظر التجوال، بينما ظهرت عمليات سطو غريبة من نوعها طالت جمعيات خيرية وفنادق مخصصة للحجر الصحي ومخازن للأجهزة الطبية.

 

في وقت تكاتفت الجهود لتجاوز أزمة كورونا بأقل الخسار، وجد مجرمون في هذه الأزمة فرصة لتنفيذ مخططاتهم، مستغلين انشغال وتجنيد مصالح الأمن هذه الفترة في عملها التحسيسي والردعي لتطبيق الحجر الصحي الجزئي والكلي، وكذا المساهمة في الوقاية والحد من انتشار وباء كورونا وقد ارتفعت مستويات الإجرام هذه الفترة بشكل ملحوظ، حيث سجلت العديد من ولايات الوطن قضايا سطو وسرقات وحرب شوارع وتصفية حسابات وحتى سرقات طالت أماكن مخصصة للحجر الصحي وجمعيات خيرية ومؤسسات وأملاك مواطنين.

 

منحرفون يستغلون الحجر الصحي للسطو على المنازل، المحلات وممتلكات المواطنين

وسجلت مصالح الأمن تزايد شكاوى المواطنين من كثرة الاعتداءات والسرقات التي طالت المنازل والمحلات التجارية أثناء فترة الحجر الصحي الجزئي وحظر التجوال الليلي، حيث تستغل العصابات هذه الفترة لسرقة الممتلكات والتهجم على الأعراض. وسجلت ولاية البليدة أكبر عدد من هذه الاعتداءات، وكان أصحاب المحلات التجارية أول الضحايا، حيث سجلت الكثير من الأحياء والمناطق التجارية اعتداءات متكررة لعصابات سرقة المحلات التي استغلت حظر التجوال وانشغال مصالح الأمن في مواجهة كورونا لسرقة ممتلكات الجزائريين.

 

مناوشات تصفية حسابات وحرب شوارع تعود إلى الواجهة

وخلال أقل من أسبوع شهدنا العديد من المناوشات وحرب الشوارع في عدد من الولايات منها العاصمة وولاية البليدة، حيث عرف حي عين المالحة ببئر مراد رايس منذ أيام حرب شوارع بين عصابتين لتصفية حسابات خلال فترة الحجر الصحي، لتتدخل مصالح الأمن وتوقف 9 أشخاص تورطوا في هذه المناوشات. وتكرر السيناريو أمس الأول في بلدية مفتاح بولاية البليدة حيث تدخلت فرقة البياري التابعة لأمن البليدة، لإحباط وقوع مجزرة بحي سيدي حماد ببلدية مفتاح. وتمكنت ذات العناصر من توقيف 25 شخصا، يشتبه فيهم بإثارة الشغب وإحداث الرعب في نفوس المواطنين، حيث جرت حرب بين مجموعة من أبناء حي سيدي حماد.

 

تنامي نشاط شبكات ترويج المخدرات

من جانب آخر، تعرف العديد من ولايات الوطن تنامي نشاط شبكات ترويج المخدرات، حيث تستغل هذه الأخيرة فترة الحجر الصحي من أجل تسويق هذه السموم. وقد تمكنت مصالح الأمن من توقيف عشرات المتورطين في حيازة وبيع المخدرات والمؤثرات العقلية الفترة الأخيرة، عبر العديد من ولايات الوطن. وأكدت مصالح الأمن في بيانات مختلفة أن هذه العصابات كانت تحاول ترويج سمومها خلال الفترة التي تسبق حظر التجوال، مستغلة انشغال مصالح الأمن بتطبيق هذا الحظر وملاحقة مخالفيه، غير أن تفطن ذات المصالح جعلها توقف العشرات من هذه العصابات وفي ظرف وجيز.

 

عمليات السطو تطال الجمعيات الخيرية، أماكن للحجر الصحي ومؤسسات صحة جوارية

وزيادة على عمليات السطو التي طالت المنازل والمحلات والسيارات وكذا حرب الشوارع، واستغلال بعض عصابات ترويج المخدرات الفترة التي تسبق حظر التجوال لترويج سمومها، ظهرت هذه الفترة وفي ظل أزمة كورونا عمليات سطو غريبة نوعا ما قلما رأيناها سابقا، منها عمليات السطو التي طالت الجمعيات الخيرية، حيث أوقفت مصالح أمن ولاية الجزائر، مؤخرا، مشتبها فيه عن قضية سرقة بالتسلق مع توفر ظرف الليل. وطالت عملية السرقة إحدى الجمعيات، قام على إثرها المشتبه فيه بسرقة مبلغ 124 مليون سنتيم. وعالجت قبلها مصالح أمن ولاية الجزائر قضية تكوين جمعية أشرار، لارتكاب السرقة الموصوفة من داخل فندق عمومي والمخصّص للحجر الصحي، حيث تمّ توقيف ثماني أشخاص مشتبه فيهم، بينما سجلت العديد من عمليات السرقة التي طالت معدات طبية ووسائل وقاية، على غرار الكمامات ومواد التعقيم، منها عملية سرقة طالت منذ حوالي أسبوع مؤسسة استشفائية جوارية بولاية المدية.

من نفس القسم الحدث