الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أدى تمديد إجراءات الحجر الصحي عبر عدد من الولايات مع اقتراب رمضان إلى خلق ضغط على الجزائريين الذين باتوا يتخوفون من تطورات أزمة كورونا في المرحلة المقبلة، وتأثيرها عليهم خلال هذا الشهر تحديدا، بينما لا تزال الإشاعات والتهويل الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام سواء محلية أو عالمية تخلق أزمة نفسية عند المواطنين، وهو ما جعل الخبراء يدعون الجزائريين إلى عدم تصديق كل ما يقال في وسائل الإعلام وتجنب التعاطي مع الأخبار التي ليس لديها أي مصادر رسمية، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أنه إجراء ضروري لوقف تفشي فيروس كورونا الذي يحصد يوميا آلاف الوفيات عبر العالم، إلا أن تمديد الحجر الصحي عبر العديد من الولايات إلى 19 أفريل القادم، أي قبل حوالي أسبوع عن حلول شهر رمضان، أصاب أغلب الجزائريين بالاكتئاب، كونها تعد هذه الفترة التي سيكون فيها الجزائريون مضطرين للبقاء في منازلهم وهي أنسب فترة للبدء في التحضيرات للشهر الكريم، غير أن فيروس كورونا أخلط جميع الأوراق وأجبر الدولة على اتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية.
ويعد اقتراب شهر رمضان مع تمديد الحجر الصحي من أكثر العوامل التي تضغط على الجزائريين هذه الفترة خاصة بالنسبة للعائلات ذات الدخل المحدود، حيث عادة ما تعاني هذه العائلات خلال شهر رمضان أزمات مالية وفي الظروف العادية، فما بالك بهذه الظروف، فالحجر الصحي خلق وضعا صعبا للعديد من الأسر التي كانت تعتمد على العمل اليومي لتوفير قوتها، وبسبب ذلك فإن الكثير من الجزائريين يعيشون حاليا التوتر مترقبين ما ستحمله الأيام المقبلة وأملهم الوحيد هو اتخاذ الوباء منحى تنازليا في الجزائر.
من جهة أخرى، فإن الإشاعات التي تروج والتهويل الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية تعد أيضا من عوامل الضغط على الجزائريين، حيث تعج وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام بعشرات الأخبار الزائفة فيما يتعلق بتأثيرات أزمة كورونا على أكثر من صعيد، وهو ما بات يصيب الجزائريين بالذعر، في حين لا تزال بعض وسال الإعلام تمارس التهويل وهو ما يخلق توترا وقلقا دائمين عند المتعاطين مع هذه الأخبار التي تنشر الذعر والخوف بين المواطنين، بينما يظل نشر الإشاعات وممارسة التهويل من أكثر الأمور التي ترهن إجراءات السلطة الجزائرية في مكافحة الوباء الذي يزحف عبر عموم البلاد.
وعن الوضع الذي يعيشه الجزائريون في ظل تمديد الحجر الصحي واقتراب رمضان، أكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الجزائر، الهادي سعدي، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن الضغط والقلق الذي يعيشه المواطن حاليا مرده ليس فيروس كورونا والإجراءات التي جاءت لمحاربته وحسب، وإنما العامل النفسي المرتبط بالحجر المنزلي، فتقييد التنقلات لشخص ما ومهما كانت الظروف قاهرة تشعره بنوع من الاكتئاب والتوتر، مشيرا أن اقتراب رمضان تحديدا يعد عامل ضغط آخر على المواطنين الذين تعودوا خلال هذه الفترة على طقوس معينة وعادات خاصة، مضيفا أن الأمر يبقى مؤقتا وستزول هذه الحالة النفسية لعموم الجزائريين بمجرد بدء تجاوز هذه الأزمة.
من جانب آخر، حذر سعدي من خطر الإشاعات والتهويل في هذه الفترة، مشيرا أن هذين العاملين ساهما في زرع الخوف والذعر عند المواطنين أكثر من فيروس كورونا في حد ذاته، ليبقى الخوف من تطورات الأوضاع في المستقبل أمرا عاديا، مشيرا أن الخوف هو سلوك طبيعي لدى الإنسان وأن حالة الضغط النفسي في هذه الفترة أيضا أمر طبيعي، وإنما على المواطنين التحلي بالصبر وتجنب التعاطي مع أي أخبار زائفة لا تكون منسوبة إلى مصدر رسمي، مضيفا أنه من الضروري أيضا التعامل بجدية مع الإجراءات التي أقرتها الدولة وتطبيقها من أجل تجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر.