الحدث

تضامن شعبي ومبادرات جمعوية في العديد من الولايات

لمكافحة فيروس "كورونا"..

لا يتوقف الجزائريون من التضامن فيما بينهم، في هذه الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد، وعديد البلدان في العالم، إذ بادرت عديد الجمعيات في إسعاف المواطنين، وتشكيل فرق لتوزيع المؤونة والأغذية والمواد الطبية للتعقيم والتنظيف.

 

من الافتراضي إلى الميدان

الوجهة الأهم، المناطق الهشة والعائلات الفقيرة، فمنذ بدء تفشي فيروس "كورونا "في الجزائر، نظم الشباب عديد المبادرات التطوعية، التي كانت كثيقة ارتفاع وتيرة انتقال العدوى، وارتفاع عدد المصابين والوفيات، وكان أهم حلقة تواصل هي مواقع التواصل الاجتماعي.

أقدم العشرات من شباب حي" بلكور" بقلب العاصمة، إلى قيادة مبادرة" حملت عنوان" أنقذوا ارواحكم" وهي المبادرة التي يقول فيها أحد المتطوعين "ياسين متيش" وزملاءه، تعمل على الحد من انتشار الوباء، خصوصا في الأحياء الهشة في العاصمة، وتقديم المساعدات إلى الفئات الفقيرة.

اللافت أنه هذه المبادرة تسارعت في الظهور ميدانيا، تزامنا مع تفشي الوباء وارتفاع حصيلة الإصابات يوميا، خصوصا وأنها وصلت إلى ولاية، وهذا ما ينم عن " الوعي الشعبي" يقول متيش لـ" الرائد" معتبرا أن المبادرات يمكن أن تكون عملية لتجسير العمل التضامني التوعوي يشارك فيها الجميع ومن مختلف التخصصات، على حد تعبيره.

الظروف صعبة خصوصا مع تفشي الوباء، إذ باتت المخاوف من العدوى، يقول أمين محمدي لـ" الرائد" وهو أحد شباب مدينة الوادي جنوب البلاد، معتبرا أن التضامن التوعوي الآن أكثر من ضرورة وخصوصا مع التطور التكنولوجي واستخدام ايجابي للفيسبوك، كوسيلة اتصالية، موضحا أنه لا يكفي أن نوعي الناس ولكن الأهم أن نتواصل معهم يوميا، وهذا برأيه يتطلب أكثر حذر من دون انتقال العدوى إليهم أو إلى جميع المتطوعين، كما قال.

 

الفعل لأجل الوقاية

التضامن اليومي، أصبح فعلا مفروضا، يقول أحد أعضاء الكشافة الاسلامية الجزائرية بولاية ميلة، معتبرا أن اليوم نواجه وباء ينتشر بشكل خطير ومتسارع، ولا يمكننا أن نحده إلا بتظافر الجهود الحكومية وجمعيات المجتمع المدني، فضلا عن التوعية اليومية داخل الأسر والعائلات، لافتا بالقول:" هناك من العائلات من لازالت تستهين بالوباء، ولا تأخذ الحيطة والحذر".

في الأخير تعتبر الروح التضامنية لدى الجزائريين عالية في شتى الظروف، إذ تسجل الجمعيات حضورها في الأزمات وفي المناسبات وحتى في الأيام العادية كجمعيات الخير المنتشرة بقوة في المدن والمناطق الداخلية.

 

مجموعات لتعقيم المحلات والشوارع ليلا

وفي عديد الولايات التي تشهد اليوم الحجر الصحي، بعد قرارات الحكومة، الأخيرة، شكل المواطنون المتطوعون وخصوصا الشباب منهم، مجموعات ليلية لتطهير الشوارع وتعقيم الطرقات، إذ تمكنوا من جمع أموال من متبرعين خواص وخصوصا التجار، والمواطنين، بهدف القيام بذلك وتحت وصاية متخصصين في عملية التعقيم، فيما عكفت السلطات المحلية بتوفير العتاد اللازم كالجرارات بالنسبة للقرى والشاحنات للمدن من أجل تمكين مختلف الشوارع وحتى المقاهي والمطاعم والمؤسسات العمومية، كمراكز البريد، من عمليات التعقيم، تحسبا لانتشار للفيروس لا يحمد عقباه.

 

التوعية والتواصل الشخصي

كما عكف بعض الشباب بولاية تيبازة إلى تشكيل فريق لعمليات التوعية وتحسيس المواطنين، في قرى الولاية، خصوصا وهي القريبة من ولاية البلدية التي سجلت أعلى نسبة من المصابين بفيروس كورونا، إذ قال محمد لعجالي لـ" الرائد" أن عمليات التحسيس تتم عن طريق نشر ملصقات و"مطويات" صغيرة على العائلات، ومحاولة توعيتهم بالتواصل الشخصي اليومي، فضلا عن القيام بتوزيع المواد الغذائية على الأسر الفقيرة في القرى.

منذ تفشي وباء كورونا، يبدو أن الجزائريين دخلوا مرحلة " الاستفاقة " والصحوة الصحية، خصوصا وأن البدايات كان البعض لا يبالي بالموضع الوبائي، باعتراف بأنه بعيد عن الوصول إلى الجزائر، وهو الأمر الذي جعل من الأطباء وطلبة كليات الطب والبيولوجيا وصيادلة إلى تنظيف فيديوهات ونصائح يومية تفيد بأن البقاء في البيت، والالتزام بالشروط الصحية من أهم خطوات نجاعة العناية والوقاية من الإصابات بهذا الفيروس الخطير.

من نفس القسم الحدث