الحدث

ورشات خياطة تستثمر في أزمة كورونا وتغرق الأسواق بكمامات "طايوان"

تتم خياطتها بمواد أولية غير مطابقة ولا تخضع لأي تعقيم

استغل العديد من أصحاب ورشات الخياطة، هذه الأيام، الندرة المسجلة في مستلزمات وأدوات الوقاية من فيروس كورونا لتحقيق الربح السريع، حيث حولوا نشاطهم لخياطة الكمامات الواقية وإعادة بيعها في السوق السوداء دون التقيد بأدنى معايير صناعة هذه المواد الحساسة والتي تدخل في إنتاجها شروط تعقيم خاصة.

وقد تحولت الكمامات الواقية هذه الفترة إلى مصدر ربح سريع للعديد من المضاربين وتجار الأزمات، حيث باتت تباع على مستوى محلات بيع المواد الغذائية ومحلات الكوسميتيك وحتى لدى تجار مواد البناء، بينما تعرف ندرة شبه كلية على مستوى الصيدليات ونقصا فادحا بالمستشفيات والمؤسسات الصحية.

وبسبب هذا الطلب المتزايد على الكمامات الواقية من قبل الأطباء والممرضين والأسلاك الصحية عامة والمواطنين على حد سواء، فقد تحولت خياطة هذه الأخيرة أيضا إلى نشاط مربح بالنسبة لبعض ورشات الخياطة التي باتت تنتج هذا النوع من المستلزمات الطبية بمواد أولية لا تخضع لأي معايير طبية. وقد استغلت هذه الورشات الوضع الراهن لتحقيق الربح السريع حيث تقوم بترويج سلعتها على أساس أنها مواد منتجة بمواد أولية تخضع لشروط منظمة الصحة العالمية، بينما في الواقع فإن ما يتم إنتاجه على مستوى هذه الورشات هو عبارة عن كمامات لا تصلح للوقاية لا من فيروس كورونا ولا من غيره من الفيروسات، ويستعمل في صناعتها قماش لم يخضع لأي تعقيم، وهو ما يشكل خطرا على مستعمليها خاصة إن كان هؤلاء من السلك الطبي الذين يتعاملون بشكل مباشر مع مرضى مشتبه بإصابتهم بالفيروس. هذا وقد وجدت هذه الورشات في السوق السوداء مكانا مناسبا لتسويق هذه الكمامات "طايوان" وبأسعار مرتفعة. 

للإشارة فإن أزمة الكمامات ظهرت مع بداية تسجيل أولى حالات فيروس كورونا بالجزائر، وقد استغل أغلب الصيادلة والتجار وبارونات المضاربة الوضع من أجل رفع أسعار هذه الأخيرة، بينما لا يزال الطلب عليها من قبل المواطن مرتفعة رغم كل النصائح والإرشادات التي قدمها الأطباء والمختصون والتي أكدت أن الكمامات لا تقي من فيروس كورونا ولا تحمي صاحبها، مؤكدين أن ارتداء الكمامة يكون فقط في حالة المرض أو بالنسبة للسلك الطبي أو في حالة التواجد في مكان مغلق مع عدد كبير من الأشخاص.

من نفس القسم الحدث