الحدث

"خدمات عن بعد" تنتعش في زمن كورونا

مواطنون يتسوقون "أون لاين"، صيادلة يوفرون خدمة التوصيل ومؤسسات تشجع الحجر المنزلي

 

تعرف الخدمات والمعاملات عن بعد، هذه الفترة، انتعاشا كبيرا شأنها شأن التجارة الإلكترونية التي باتت أفضل خيار متاح في زمن كورونا. فبسبب إجراءات الحجر الصحي ودعوات البقاء في المنازل، تحاول العديد من المؤسسات والهيئات مجاراة الوضع الراهن بتوفير خدماتها لزبائنها دون ضرورة التنقل لمقراتها، فيما تعد مواقع الأنترنت المتخصصة في البيع والشراء المستفيد رقم واحد في ظل هذه الأزمة، حيث بات المواطن الذي كان يكفر بالدفع الإلكتروني والخدمات البعدية مطالبا باستخدام بطاقة الدفع الإلكتروني الخاصة به حماية له ولعائلته.

 

مواقع البيع الإلكترونية تستفيد من أزمة كورونا

ومع تتالي دعوات البقاء في المنزل من أجل الوقاية من تفشي فيروس كورونا وبعدها إجراءات الحجر المنزلي وحظر التجوال وكذا قرارات غلق عدد من المحلات التجارية، انتعشت الخدمات عن بعد وفي مقدمتها التجارة الإلكترونية، حيث باتت مواقع الأنترنت المتخصصة في البيع والشراء مقصد العديد من الجزائريين من أجل اقتناء مستلزمات ومواد تجارها معنيون بقرار الغلق. وما زاد من انتعاش هذه التجارة أن أغلب المواقع باتت توفر خدمة التوصيل إلى المنازل بالمجان أو بأسعار رمزية، والدفع يكون كاش عند الاستلام، ما يعني أنه ليس من الضروري امتلاك كل الزبائن بطاقات الدفع الإلكترونية للاستفادة من مختلف عروض البيع.

 

تجار مواد غذائية ومحلات بقالة يطلقون خدمة التسوق " أون لاين "

بالمقابل، وإذا كان لمواقع البيع المتخصصة تجربة في التجارة الإلكترونية، فإن هناك متاجر ومحلات دشنت دخولها عالم البيع "أون لاين" فقط تزامنا وأزمة كورونا، منها محلات المواد الغذائية حيث استثمرت هذه المحلات في دعوات البقاء في المنازل وقرار حظر التجوال والحجر الصحي من أجل كسب مزيد من الزبائن. ولجأ العديد من التجار لفتح صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تلقي طلبيات الشراء من زبائنهم ويكون التوصيل للمنزل مع احتساب رسوم هذه الخدمة على حدة وهو ما يمثل أرباحا إضافية لهم.

 

صيادلة يستقبلون وصفات المرضى عبر الهواتف

من جهتهم، ركب الصيادلة بدورهم الموجة وقرر الكثير منهم تخصيص أرقام هواتف وصفحات فايسبوك من أجل استقبال الوصفات الطبية للمرضى وصرفها دون تنقلهم لهذه الصيدليات. وحسب ما أكده عدد ممن لجأوا لهذه الطريقة، فإن البيع المباشر بات يشكل ضغطا عليهم خاصة مع زيادة الإقبال على اقتناء أنواع معتبرة من الأدوية خاصة المضادات الحيوية وأدوية الزكام. وبما أن تدابير الوقاية من فيروس كورونا تحظر التجمع وتواجد أشخاص كثر في مساحة محدودة، فإنهم وجدوا في البيع عبر تلقي الطلبيات إما بالهواتف الذكية أو عبر تطبيقات أو حتى عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حلا أمثل مع توفير خدمة التوصيل للمنزل، مؤكدين أنهم يفضلون التعامل حاليا بهذه الصيغة حماية للمواطن وحماية لأنفسهم.

 

شركات تحث الجزائريين على الحجر المنزلي بتوفير خدماتها عن بعد

هذا وقد بادرت العديد من الشركات الخدماتية إلى إطلاق خدمات عن بعد لصالح زبائنها من أجل حثهم على تطبيق إجراءات الحجز المنزلي. ومن بين هذه الأخيرة شركات التأمين والتي وفرت خدمات تجديد عقود التأمين عن بعد، تماشيا مع الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا. من جانبها، وفرت دواوين الترقية العقارية أعوانا للتنقل لمنازل المواطنين من أجل تسديد مستحقات الكراء دون عناء التنقل لمقرات هذه الدواوين، بينما لجأت مؤسسات خدماتية أخرى لتأجيل أي عملية تسديد مستحقات في الفترة الحالية، خوفا من تسجيل ضغط على مستوى وكالات هذه المؤسسات بشكل يشكل خطرا على المواطنين وعلى عمال هذه المؤسسات.

من نفس القسم الحدث