الحدث

المواطنون مدعوون لتنظيف أحيائهم السكنية دون انتظار مصالح البلدية

الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، أكد أن الفيروس يتأثر بماء "جافيل"

دعا الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد، المواطنين لاستعمال المواد المطهرة مثل ماء جافيل، للوقاية والتنظيف والحماية من فيروس كورونا مشددا على أن الوباء هذا حساس جدا لمثل هذه المادة، كما حثّ المواطنين على تطهير احيائهم السكانية دون انتظار مصالح البلديات، أفاد أنه يجري الافراج عن حصص الواردات من الكحول الموجهة إلى المصنعين المحليين للمحاليل الهيدرو-كحولية للسماح برفع انتاج هذا المواد التي تندرج ضمن وسائل مكافحة انتشار كورونا.

 

أوضح لطفي بن باحمد، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية أمس أن وزارة المالية هي حاليا بصدد الافراج عن حصص الكحول الطبي لصالح المصنعين المحليين لهذه المواد شبه الصيدلانية للسماح لهم برفع وتيرة الإنتاج، وقال بهذا الشأن "في بعض البلدان المتطورة، هناك نقص في المحلول الهيدرو-كحولي في حين ان المسالة تطرح بأقل حدة في بلادنا، لأن لدينا مصنعين محليين لهذه المواد"، موضحا بالنسبة لاستعمال المحلول انه "ينبغي ان ينحصر في الاماكن التي لا تتوفر بها المياه اي خارج المنازل".

وأضاف بهذا الصدد ان استعمال هذا المحلول الكحولي غير ضروري عند امكانية الفرد غسل يديه بالماء والصابون لمدة ثلاثين ثانية، ما يسمح بعدم تبذير كميات كبيرة من المحلول الهيدرو-كحولي.

وبشأن النشاط الصناعي للمخابر الصيدلانية التي تصنع مختلف المنتجات الضرورية للحد من انتشار فيروس كورونا، أكد الوزير المنتدب ان وحدات الانتاج مستمرة في العمل بطريقة عادية مع احترام أمن وصحة مستخدمي القطاع.

كما طمأن بن باحمد قائلا "ان المخابر الصيدلانية تم اعادة تنظيمها بغية التكفل بالصحة العمومية مع السهر على أمن عمالها وعائلاتهم"، وأوضح الوزير المنتدب، بشأن سؤال متعلق باحتمالات "علاجات" قد يقدمها الجهاز الصحي في الجزائر لصالح المصابين بوباء كورونا، قائلا "حتى مع عدم توفر دواء في الظرف الراهن مضاد للفيروس، الا ان هناك طرق علاج متوفرة مثل العلاج المعتمد على مادة كلوروكين ".

ويتم استعمال هذه المادة (كلوروكين)، المصنعة محليا-يضيف الوزير المنتدب-في معالجة وباء الملاريا والداء الجلدي (الثعلبة) والذي تتوفر الجزائر على مخزونات هامة منها في انتظار تصريح محتمل من طرف المنظمة العالمية للصحة للمعالجة بهذه المادة.

ومن جهة اخرى، ذكر بن باحمد ان دائرته الوزارية ووزارة الصحة " تعمل في إطار استراتيجية وقائية قوية على المدي الطويل" لكون كورونا فيروس وباء موسمي مثل الأنفلونزا الموسمية، ولهذا "من المحتل ان يظهر الوباء من جديد شهر اكتوبر المقبل. نحن لسنا نعمل على سياسة قصيرة المدي، انه عمل طويل النفس، هنالك مرحلة قبل وبعد وباء كورونا"، يتابع الوزير.

ودعا الوزير، اضافة الى الحماية بالكمامات الطبية، الى استعمال المواد المطهرة مثل ماء جافيل، موضحا ان الفيروس حساس جدا لمثل هذه المادة، كما حث المواطنين على تطهير احيائهم السكانية دون انتظار مصالح البلديات.

ونصح بن باحمد المواطنين قائلا "عدم مواجهة انتشار كبير للوباء يعتمد بالضرورة على قدرة الأفراد على التحلي بروح المسؤولية، من خلال البقاء في منازلهم والابتعاد عن الاتصال مع الأقرباء في حالة ظهور اعراض تشبه أعراض الأنفلونزا الموسمية".

 

50 مليون قناع طبي ستكون متاحة "بشكل سريع"

هذا وينتظر أن يبلغ عدد الأقنعة الطبية المتوفر في الجزائر إلى 50 مليون وحدة "بشكل سريع"، وذلك بفضل إنتاج 11 مليون وحدة محليا واستيراد 15 مليون وحدة فضلا عن المخزونات المتوفرة من قبل، والمقدرة بـ 45 مليون وحدة شرع في توزيع جزء منها منذ بداية تفشي فيروس كورونا، حسبما أفاد به الوزير، الذي أشار إلى أن الإنتاج الوطني لهذه الأقنعة يمكن أن يرتفع إلى 500 ألف وحدة يوميا لتلبية الطلب الكبير على هذه المنتجات، و" من بين 11 مليون وحدة تم انتاجها، يتم توزيع 7 إلى 8 ملايين على المستشفيات و حوالي 2 مليون على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات".

واعتبر الوزير المنتدب "أننا محظوظون في الجزائر مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، بوجود منتجين للأقنعة و منتجي المطهر الكحولي ومنتجي الأدوية المرتبطة بهذا الوباء".

ويوجد في الجزائر حسب الوزير المنتدب، أربعة منتجين للأقنعة الطبية بالإضافة إلى حوالي 12 شركة المصنعة للمحلولات المطهرة من القطاعين العام والخاص، وفيما يتعلق بالأقنعة الطبية، قال بن باحمد أن بعض المتعاملين شرعوا في تصديرها بشكل غير قانوني لدى ظهور فيروس كورونا في الصين، الأمر الذي تطلب تدخل السلطات العامة لوضع حد لشبكات التصدير غير القانونية في هذا المجال.

وفي هذا السياق أوضح بأنه "عندما نشهد زيادة الطلب على منتج بين عشية وضحاها بمئات الاضعاف، تنشأ ظواهر المضاربة من خلال التصدير أو الشبكات الموازية أو التخزين أو حتى زيادة الأسعار"، وعليه، "قامت الدولة بسرعة كبيرة بجمع منتجي الأقنعة و تسخير مخزوناتهم و جميع إنتاجهم"، حسب تصريحات الوزير المنتدب.

غير أنه، وبالموازاة مع ذلك، يواجه منتجو الأقنعة الطبية مشكلة في توفر المواد الأولية. وتتكون هذه الأقنعة من صفائح من الورق يوجد في وسطها مرشح "ميلت بلاون"، وصرح بن باحمد بالقول "نحن نساعد هؤلاء المتعاملين حاليا مع الدول الصديقة للجزائر قصد الحصول على هذه المواد الاولية بسرعة".

 

استخدام الأقنعة بعقلانية 

من جهة أخرى، وبغية الاستخدام العقلاني لهذه الأقنعة، كشف الوزير المنتدب أنه تمت مطالبة أقسام المستشفيات في البلاد بترشيد استخدام هذه الأقنعة التي ستوجه للمستشفيات التي توجد بها بؤر وبائية، وقال بهذا الخصوص "لقد أبلغنا العاملين في المجال الصحي وصيدليات المستشفيات بإصدار هذه الأقنعة فقط من خلال نظام الحصص للمهنيين الصحيين الذين هم على اتصال بالمرضى" مع التأكيد بأن المخزونات التي تحتفظ بها الجزائر في هذا المجال "كافية إلى حد كبير في مواجهة المعدل الحالي لانتشار فيروس كورونا".

ومع ذلك، شدد بن باحمد على ضرورة "عدم هدر هذا المخزون من الأقنعة"، معتبرا أنه من الواجب استعمال هذه الأقنعة بطريقة عقلانية مع العلم أن الغرض الرئيسي من هذا المنتج ليس حماية الأشخاص الذين يرتدونه، وعليه، يجب على المواطنين عدم استخدام الأقنعة إلا إذا ظهرت عليهم علامات حمى باردة أو معتدلة أو التهاب في الحلق حتى لا ينتقل الفيروس إلى أشخاص آخرين.

وبالنسبة للوزير، تمتثل الجزائر لتوصيات منظمة الصحة العالمية من حيث تدابير النظافة والسلامة، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالتدابير الخاصة بالدواء والتطهير والفحص، "وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الأقنعة من قبل المرضى فقط حتى لا ينقلوا جراثيمهم إلى الأشخاص الأصحاء. عندما ترتدي قناعًا، فأنت لا تحمي نفسك من المرض، بل تحمي الآخرين".

من نفس القسم الحدث